مواقع مكتبات اسلامية قيمة جدا

ب جاري/يا الله / جاري جاري / دار تحقيق التراث الإسلامي والعلمي / في وداع الله ياأماي///ب هانم// مدونة موطأ مالك / أعلام الإسلام / جامع الأصول لمجد الدين أبو السعادات ابن الجزري / أنس ويحي / صوتيات / ياربي:العتق من / النيران ومن الفتن / مدونة الخصوص / مدونة روابط // ب قيقي /مكتبة قيقي / /استكمال مدونة قيقي  / اللهم انتقم من الطالمين الطغاة الباغين  / مدونة قيقي  / النخبة في شرعة الطلاق ااا //ب حنين//ذكر الله / اللهم ارحم والداي واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما وكل الصالحين / مدونة حنين ملخص الطلاق للعدة}} / الحنين/ /المدونة العلمية z. / المصحف العظيم / الحديث النبوي ومصطلحه. / قال الله تعالي/// بوستك//المدونة الطبية / تبريزي / من هم الخاسرون؟ / مدونة بوصيري / علوم الطبيعة ///ب بادي/استكمال ثاني{حجة ابراهيم علي قومه} / النظم الفهرسية الموسوعية الببلوجرافية للأحاديث النبوية وأهميتها / مدونة أذان / المناعة البشرية وعلاج الأمراض المستعصية من خلالها / علاج الأمراض المزمنة والسر في جهاز المناعة / الحميات الخطرة وطرق الوقاية منها والعلاج / المدونة الشاملة / أمراض الأطفال الشهيرة / م الكبائر وكتب أخري / مصحف الشمرلي+تحفة الأشراف للمزي+البداية والنهايةلابن كثير / مدونة الطلاق للعدة / القواميس العربية ومنها لسان العرب وتاج العروس وغيرهما //ب-البيهقي كله / مدونة الاصابة / الطلاق للعدة ما هو؟ / علامات القيامة / منصة مستدرك الحاكم / تعاليات إيمانية / السيرة النبوية /ب مكة /مدونة فتاح / مكه / علوم الفلك / مدونة الغزالي//ب انت ديني /الدجال الكذاب / الشيخ الشعراوي[نوعي] / ديرالدجال اا. / كتب ابن حزم والشوكاني وورد /إستكمال المحلي لابن حزم والشوكاني وابن كثير الحفاظ / المخلوقات الغامضة /السير والمغازي {ابن إسحاق- ابن هشام-كل السيرة النبوية} /كتاب الإحكام في أصول الأحكام / إحياء علوم الدين للغزالي / موقع الحافظ ابن كثير / مجموع فتاوي ابن تيمية / ابن الجوزي /البحيرة الغامضة / الكامل في التاريخ /الفتن / تصنيفات الإمامين:ابن حزم والشوكاني//// مجلد 3.سنن أبي داود / الجامع الصحيح سنن الترمذي / صحيح ابن ماجة – الإمام محمد ناصر الدين الألباني / فتح الباري لابن حجر / لسان العرب لابن منظور / مدونة العموم / الحافظ المزي مصنفات أخري / مدونة المصنفات / مسند أحمد وصحيح البخاري وصحيح مسلم.وسنن ابن ماجه. / مدونة مدونات كيكي1. / أبو داود والترمذي وابن ماجه / بر الوالدين شريعة / تهذيب التهذيب +الاصابة + فتح الباري/كلهم وورد / مدونة المستخرجات / كيكي

9 مصاحف

 

الخميس، 17 مايو 2018

1.نواسخ القران لابن الجوزي من1-25.+ترجمة المصنف

نواسخ القران لابن الجوزي 
 هو جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي تاريخ الوفاة 597 (508هـ - 597، 1116 - 1201؟م). الشيخ الإمام، العلامة، الحافظ، المفسِّر، المحدث، المؤرخ ، شيخ الإسلام عالم العراق.كتب بخطه كثيرًا من كتبه إلى أن مات. كان ذا حظٍ عظيم، وصيت بعيد في الوعظ، يحضر مجالسه الملوك، والوزراء وبعض الخلفاء، والأئمة والكبراء، وقيل إنه حضر في بعض مجالسه مائة ألف. وقال : «كتبت بأصبعي ألفي مجلد، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألفًا». ومن تصانيفه المهمة: زاد المسير في التفسير؛ جامع المسانيد؛ المغني في علوم القرآن؛ وتذكرة الأريب في اللغة؛ الموضوعات؛ الواهيات؛ الضعفاء؛ المنتظم في التاريخ؛ الناسخ والمنسوخ؛ غريب الحديث؛ الوفا في فضائل المصطفى. وغير ذلك. نقلا عن
الموسوعة العربية العالمية http://www.mawsoah.net
كتب المصنف بموقع المكتبة الشاملة :
  1. المنثور
  2. اللطائف
  3. بر الوالدين
  4. اللآلي
  5. الموضوعات لابن الجوزي
  6. فنون الأفنان في عيون علوم القرآن
  7. فضائل القدس
  8. نواسخ القرآن = ناسخ القرآن ومنسوخه ت المليباري
  9. بحر الدموع
  10. غريب الحديث لابن الجوزي
  11. القصاص والمذكرين
  12. تنوير الغبش في فضل السودان والحبش
  13. الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي
  14. كشف المشكل من حديث الصحيحين
  15. التحقيق في مسائل الخلاف
  16. نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر
  17. تلقيح فهوم أهل الأثر
  18. الثبات عند الممات
  19. التذكرة في الوعظ
  20. ذم الهوى
  21. الأذكياء
  22. المدهش
  23. بستان الواعظين ورياض السامعين
  24. أخبار الظراف والمتماجنين
  25. العلل المتناهية في الأحاديث الواهية
  26. مواعظ ابن الجوزي - الياقوتة
  27. المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ
  28. إعلام العالم بعد رسوخه بناسخ الحديث ومنسوخه
  29. البر والصلة لابن الجوزي
  30. مشيخة ابن الجوزي
  31. مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن ط دار الحديث
  32. تذكرة الأريب في تفسير الغريب
  33. تاريخ بيت المقدس
  34. تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر
  35. أخبار الحمقى والمغفلين
  36. تلبيس إبليس
  37. صيد الخاطر
  38. صفة الصفوة
  39. كتاب المسلسلات لابن الجوزي - مخطوط (ن)
  40. المنتظم في تاريخ الملوك والأمم
  41. مناقب الإمام أحمد
  42. تقويم اللسان
  43. أخبار النساء لابن الجوزي
  44. إخبار أهل الرسوخ في الفقه والتحديث بمقدار المنسوخ من الحديث
  45. الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ
  46. زاد المسير في علم التفسير
  47. التبصرة لابن الجوزي
  48. مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن ط الراية
  49. حفظ العمر لابن الجوزي
  50. مواسم العمر لابن الجوزي
  51. المقلق لابن الجوزي
  52. تعظيم الفتيا لابن الجوزي
  53. نواسخ القرآن = ناسخ القرآن ومنسوخه ت آل زهوي
  54. المجتبى من المجتنى

1
اتَّفَقَ جُمْهُورُ عُلَمَاءِ الأُمَمِ عَلَى جَوَازِ النَّسْخِ عَقْلا وَشَرْعًا ، وَانْقَسَمَ الْيَهُودُ فِي ذَلِكَ ثَلاثَةَ أَقْسَامٍ : فَالْقِسْمُ الأَوَّلُ ، قَالُوا : لا يَجُوزُ عَقْلا وَلا شَرْعًا ، وَزَعَمُوا أَنَّ النَّسْخَ هُوَ عَيْنُ الْبَدَاءِ.
وَالْقِسْمُ الثَّانِي ، قَالُوا : يَجُوزُ عَقْلا ، وَإِنَّمَا مَنَعَ الشَّرْعُ مِنْ ذَلِكَ ، وَزَعَمُوا أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، قَالَ : إِنَّ شَرِيعَتَهُ لا تُنْسَخُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَإِنَّ ذَلِكَ فِي التَّوْرَاةِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ قَالَ : لا يَجُوزُ النَّسْخُ إِلا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ ، وَهُوَ أَنَّهُ يَجُوزُ نَسْخُ عِبَادَةٍ أَمَرَ اللَّهُ بِهَا بِمَا هُوَ أَثْقَلُ عَلَى سَبِيلِ الْعُقُوبَةِ لا غَيْرَ.
وَالْقِسْمُ الثَّالِثُ ، قَالُوا : يَجُوزُ شَرْعًا لا عَقْلا ، وَاخْتَلَفَ هَؤُلاءِ فِي عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : لَمْ يَكُونَا نَبِيَّيْنِ لِأَنَّهُمَا لَمْ يَأْتِيَا بِمُعْجِزَةٍ ، وَإِنَّمَا أَتَيَا بِمَا هُوَ مِنْ جِنْسِ الشَّعْوَذَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : كَانَا نَبِيَّيْنِ صَادِقَيْنِ ، غَيْرَ أَنَّهُمَا لَمْ يُبْعَثَا بِنَسْخِ شَرِيعَةِ مُوسَى ، وَلا بُعِثَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، إِنَّمَا بُعِثَا إِلَى الْعَرَبِ وَالأُمِّيِّينَ.
فَصْلٌ وَأَمَّا الدَّلِيلُ عَلَى جَوَازِ النَّسْخِ عَقْلا ، فَهُوَ أَنَّ التَّكْلِيفَ لا يَخْلُو أَنْ يَكُونَ مَوْقُوفًا عَلَى مَشِيئَةِ الْمُكَلِّفِ أَوْ عَلَى مَصْلَحَةِ الْمُكَلَّفِ ، فَإِنْ كَانَ الأَوَّلُ ، فَلا يُمْتَنَعُ أَنْ يُرِيدَ تَكْلِيفَ الْعِبَادِ عِبَادَةً فِي مُدَّةٍ مَعْلُومَةٍ ، ثُمَّ يَرْفَعَهَا وَيَأْمُرَ بِغَيْرِهَا.
وَإِنْ كَانَ الثَّانِي فَجَائِزٌ أَنْ تَكُونَ الْمَصْلَحَةُ لِلْعِبَادِ فِي فِعْلِ عِبَادَةِ زَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ ، وَيُوَضِّحُ هَذَا أَنَّهُ قَدْ جَازَ فِي الْعَقْلِ تَكْلِيفُ عِبَادَةٍ مُتَنَاهِيَةٍ كَصَوْمِ يَوْمٍ ، وَهَذَا تَكْلِيفٌ انْقَضَى بِانْقِضَاءِ زَمَانٍ ، ثُمَّ قَدْ ثَبَتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْقِلُ مِنَ الْفَقْرِ إِلَى الْغِنَى ، وَمِنَ الصِّحَّةِ إِلَى السُّقْمِ ، ثُمَّ قَدْ رَتَّبَ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ وَاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمَصَالِحِ وَلَهُ الْحُكْمُ .2
2
2 فَصْلٌ وَالدَّلِيلُ عَلَى جَوَازِ النَّسْخِ شَرْعًا ، أَنَّهُ ثَبَتَ أَنَّ مِنْ دِينِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَوْلادِهِ ، جَوَازُ نِكَاحِ الأَخَوَاتِ ، وَذَوَاتِ الْمَحَارِمِ وَالْعَمَلِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى ، وَكَذَلِكَ الشُّحُومُ كَانَتْ مُبَاحَةً ثُمَّ حُرِّمَتْ فِي دِينِ مُوسَى ، فَإِنِ ادَّعَوْا أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِنَسْخٍ فَقَدْ خَالَفُوا فِي اللَّفْظِ دُونَ الْمَعْنَى.
فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ : لا يَجُوزُ النَّسْخُ إِلا عَلَى وَجْهِ الْعُقُوبَةِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ ؛ لِأَنَّهُ إِذَا أَجَازَ النَّسْخَ فِي الْجُمْلَةِ جَازَ أَنْ يَكُونَ لِلرِّفْقِ بِالْمُكَلَّفِ ، كَمَا جَازَ لِلتَّشْدِيدِ عَلَيْهِ.
فَصْلٌ وَأَمَّا دَعْوَى مَنِ ادَّعَى أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، أَخْبَرَ أَنَّ شَرِيعَتَهُ لا تُنْسَخُ فَمُحَالٌ.
وَيُقَالُ : إِنَّ ابْنَ الرَّاوُنْدِيِّ عَلَمَّهُمْ أَنْ يَقُولُوا : أَنَّ مُوسَى قَالَ : لا نَبِيَّ بَعْدِي ، وَيَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَا : أَنَّهُ لَوْ صَحَّ قَوْلُهُمْ لَمَا ظَهَرَتِ الْمُعْجِزَاتُ عَلَى يَدِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يُصَدِّقُ بِالْمُعْجِزَةِ مَنْ كَذَّبَ مُوسَى ، فَإِنْ أَنْكَرُوا مُعْجِزَةَ عِيسَى لَزِمَهُمْ ذَلِكَ فِي مُعْجِزَةِ مُوسَى ، فَإِنِ اعْتَرَفُوا بِبَعْضِ مُعْجِزَاتِهِ ، لَزِمَهُمْ تَكْذِيبُ مَنْ نَقَلَ عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، لِأَنَّهُ قَالَ : لا نَبِيَّ بَعْدِي ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى كَذِبِهِمْ فِيمَا ادَّعَوْا ، أَنَّ الْيَهُودَ مَا كَانُوا يَحْتَجُّونَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكُلِّ شَيْءٍ.
وَكَانَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَدِّقًا لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَحَكَمَ عَلَيْهِمْ بِالرَّجْمِ عَمَلا بِمَا فِي شَرِيعَةِ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَهَلا احْتَجُّوا عَلَيْهِ بِذَلِكَ ، وَلَوِ احْتَجُّوا لَشَاعَ نَقْلُ ذَلِكَ ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ قَوْلٌ ابْتُدِعَ بَعْدَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ : أَنَّ عِيسَى وَمُحَمَّدًا عَلَيْهِمَا السَّلامُ كَانَا نَبِيَّيْنِ ، لَكِنَّهُمَا لَمْ يُبْعَثَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَتَغْفِيلٌ مِنْ قَائِلِهِ ؛ لِأَنَّهُ إِذَا أَقَرَّ بِنُبُوَّةِ نَبِيٍّ فَقَدْ أَقَرَّ بِصِدْقِهِ ، لِأَنَّ النَّبِيَّ لا يَكْذِبُ ، وَقَدْ كَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ يُخَاطِبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَنَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " بُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً " ، وَيُكَاتِبُ مُلُوكَ الأَعَاجِمِ .3
3
3 فَصْلٌ فَأَمَّا الْفَرْقُ بَيْنَ النَّسْخِ وَالْبَدَاءِ ، فَذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ : الأَوَّلُ : أَنَّ النَّسْخَ تَغْيِيرُ عِبَادَةٍ أَمَرَ بِهَا الْمُكَلِّفُ ، وَقَدْ عَلِمَ الْآمِرُ حِينَ الأَمْرِ أَنَّ لِتَكْلِيفِ الْمُكَلَّفِ بِهَا غَايَةً يَنْتَهِي الْإِيجَابُ إِلَيْهَا ، ثُمَّ يَرْتَفِعُ بِنَسْخِهَا ، وَالْبَدَاءُ أَنْ يَنْتَقِلَ الأَمْرُ عَنْ مَا أَمَرَهُ بِهِ وَأَرَادَهُ دَائِمًا بِأَمْرِ حَادِثٍ ، لا بِعِلْمٍ سَابِقٍ.
وَالثَّانِي : أَنَّ سَبَبَ النَّسْخِ لا يُوجِبُ إِفْسَادَ الْمُوجِبِ لِصِحَّةِ الْخِطَابِ الأَوَّلِ ، وَالْبَدَاءُ يَكُونُ سَبَبُهُ دَالًّا عَلَى إِفْسَادِ الْمُوجِبِ ، لِصِحَّةِ الأَمْرِ الأَوَّلِ ، مِثْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ بِعَمَلٍ يَقْصِدُ بِهِ مَطْلُوبًا ، فَيَتَبَيَّنَ أَنَّ الْمَطْلُوبَ لا يَحْصُلُ بِذَلِكَ الْفِعْلِ فَيَبْدُوَ لَهُ مَا يُوجِبُ الرُّجُوعَ عَنْهُ ، وَكِلا الأَمْرَيْنِ يَدُلُّ عَلَى قُصُورٍ فِي الْعِلْمِ ، وَالْحَقُّ عَزَّ وَجَلََّ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ.
4
انْعَقَدَ إِجْمَاعُ الْعُلَمَاءِ عَلَى هَذَا إِلا أَنَّهُ قَدْ شَذَّ مَنْ لا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ ، فَحَكَى أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ أَنَّ قَوْمًا ، قَالُوا : لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ نَاسِخٌ وَلا مَنْسُوخٌ ، وَهَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُقِرُّونَ ؛ لِأَنَّهُمْ خَالَفُوا نَصَّ الْكِتَابِ ، وَإِجْمَاعَ الأُمَّةِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلََّ : مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا سورة البقرة آية 106 .
5
(حديث موقوف) وَأَخْبَرَنَا وَأَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ قُرَيْشٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ ، قَالَ : أَبْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ، وَقَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ نَشْهَلِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : " يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ سورة الرعد آية 39 ، قَالَ : فِي النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ .
6
رقم الحديث: 2
(حديث موقوف) (حديث موقوف) قَالَ قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ : وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ سورة الرعد آية 39 ، وَيَقُولُ : " يُبَدِّلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَيْنَسَخُهُ ، وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ فَلا يُبَدِّلُهُ ، وَمَا يُبَدِّلُ وَمَا يُثْبِتُ وَكُلُّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ " .
7
رقم الحديث: 3
(حديث مقطوع) (حديث موقوف) وَقَالَ وَقَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ ، وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، وَقَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، فِي قَوْلِهِ : " يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ سورة الرعد آية 39 ، قَالَ : يَنْسَخُ الْآيَةَ بِالْآيَةِ ، فَتُرْفَعُ ، وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ، أَصْلُ الْكِتَابِ " .
8
(حديث مقطوع) (حديث موقوف) قَالَ : وَحَدَّثَنَا قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، وَمُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : " يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ سورة الرعد آية 39 ، قَالَ : نَزَلَتْ فِي النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ " .
9
(حديث مقطوع) (حديث موقوف) قَالَ : وَحَدَّثَنَا قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : أَبْنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ جَمِيعًا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ " يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ سورة الرعد آية 39 يَرْفَعُهُ ، وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ فَيَدَعُهُ مُقِرًّا لَهُ " .
10
(حديث مقطوع) (حديث موقوف) قَالَ : وَحَدَّثَنَا قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ قَتَادَةَ " مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ سورة آل عمران آية 7 ، قَالَ : الْمُحْكَمَاتُ النَّاسِخُ الَّذِي يُعْمَلُ بِهِ " .
11
(حديث مقطوع) (حديث موقوف) قَالَ : وَحَدَّثَنَا قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، قَالَ : ثَنَا رَوْحٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ الْفُرَاتِ ، عَنْ أَسْبَاطٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ " يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ سورة الرعد آية 39 ، مَا يَشَاءُ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَيُثْبِتُ مِنَ النَّاسِخِ " .
12
قَالَ : وَحَدَّثَنَا .
..
. مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ ، قَالَ :.
..
..
لَمْ تُنْسَخْ ، وَرَوَاهُ سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، قَالَ : الْمُحْكَمَاتُ ، النَّاسِخُ "
13
(حديث موقوف) أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ ، عَنِ الصَّحَابَةِ ، قَالَ : " الْمُتَشَابِهُ مَا قَدْ نُسِخَ ، وَالْمُحْكَمَاتُ مَا لَمْ يُنْسَخْ . وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ L5913 اللَّهُ عَنْهُ : أُبَيٌّ أَعْلَمُنَا بِالْمَنْسُوخِ " .
14
النَّسْخُ فِي اللُّغَةِ عَلَى مَعْنَيَيْنِ : الأَوَّلُ : الرَّفْعُ وَالْإِزَالَةُ ، يُقَالُ : نَسَخَتِ الشَّمْسُ الظِّلَّ إِذَا رَفَعَتْ ظِلَّ الْغَدَاةِ بِطُلُوعِهَا وَخَلَفَهُ ضَوْؤُهَا ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ سورة الحج آية 52 .
وَالثَّانِي : تَصْوِيرٌ مِثْلَ الْمَكْتُوبِ فِي مَحَلٍّ آخَرَ ، يَقُولُونَ : نَسَخْتُ الْكِتَابَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ سورة الجاثية آية 29 .
وَإِذَا أُطْلِقَ النَّسْخُ فِي الشَّرِيعَةِ أُرِيدَ بِهِ الْمَعْنَى الأَوَّلُ ، لِأَنَّهُ رَفَعَ الْحُكْمَ الَّذِي ثَبَتَ تَكْلِيفُهُ لِلْعِبَادِ إِمَّا بِإِسْقَاطِهِ إِلَى غَيْرِ بَدَلٍ أَوْ إِلَى بَدَلٍ.
وَقَالَ شَيْخُنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ : الْخِطَابُ فِي التَّكْلِيفِ عَلَى ضَرْبَيْنِ : أَمَرٌ ، وَنَهْيٌ ، فَالأَمْرُ اسْتِدْعَاءُ الْفِعْلِ ، وَالنَّهْيُ اسْتِدْعَاءُ التَّرْكِ ، وَاسْتِدْعَاءُ الْفِعْلِ يَقَعُ عَلَى ثَلاثَةِ أَضْرُبٍ : الضَّرْبُ الأَوَّلُ : مَا يَكُونُ عَلَى سَبِيلِ الْإِلْزَامِ وَالِانْحِتَامِ إِمَّا بِكَوْنِهِ فَرْضًا أَوْ وَاجِبًا ، وَنَسْخُ ذَلِكَ يَقَعُ عَلَى ثَلاثَةِ أَوْجُهٍ : الأَوَّلُ : أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْوُجُوبِ إِلَى الْمَنْعِ ، مِثْلَ مَا كَانَ التَّوَجُّهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَاجِبًا ثُمَّ نُسِخَ بِالْمَنْعِ مِنْهُ.
@ 1 : 21 @ وَالثَّانِي : أَنْ يُنْسَخَ مِنَ الْوُجُوبِ إِلَى الِاسْتِحْبَابِ مِثْلَ نَسْخِ وُجُوبِ الْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلاةٍ ، إِلَى أَنْ جُعِلَ مُسْتَحَبًّا.
وَالثَّالِثُ : أَنْ يُنْسَخَ مِنَ الْوُجُوبِ إِلَى الْإِبَاحَةِ مِثْلَ نَسْخِ وُجُوبِ الْوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ إِلَى الْجَوَازِ ، فَصَارَ الْوُضُوءُ مِنْهُ جَائِزًا.
وَالضَّرْبُ الثَّانِي : اسْتِدْعَاءٌ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِحْبَابِ ، فَهَذَا يَنْتَقِلُ إِلَى ثَلاثَةِ أَوْجُهٍ أَيْضًا : الأَوَّلُ : أَنْ يَنْتَقِلَ مِنَ الِاسْتِحْبَابِ إِلَى الْوُجُوبِ ، وَذَلِكَ مِثْلَ الصَّوْمِ فِي رَمَضَانَ كَانَ مُسْتَحَبًّا فَإِنْ تَرَكَهُ وَافْتَدَى جَازَ ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِانْحِتَامِهِ فِي حَقِّ الصَّحِيحِ الْمُقِيمِ .7
15
7 وَالثَّانِي : أَنْ يُنْسَخَ مِنَ الِاسْتِحْبَابِ إِلَى التَّحْرِيمِ ، مِثْلَ نَسْخِ اللُّطْفِ بِالْمُشْرِكِينَ وَقَوْلِ الْحُسْنَى لَهُمْ ، فَإِنَّهُ نُسِخَ بِالأَمْرِ بِقِتَالِهِمْ.
وَالثَّالِثُ : أَنْ يُنْسَخَ مِنَ الِاسْتِحْبَابِ إِلَى الْإِبَاحَةِ ، مِثْلَ نَسْخِ اسْتِحْبَابِ الْوَصِيَّةِ لِلْوَالِدَيْنِ بِالْإِبَاحَةِ.
وَالضَّرْبُ الثَّالِثُ : الْمُبَاحُ وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ ، هَلْ هُوَ مَأْمُورٌ بِهِ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ مَأْذُونٌ فِيهِ غَيْرُ مَأْمُورٍ بِهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَدْخُلَهُ النَّسْخُ عَنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ وَهُوَ النَّسْخُ إِلَى التَّحْرِيمِ ، مِثَالُهُ : أَنَّ الْخَمْرَ مُبَاحَةٌ ثُمَّ حُرِّمَتْ ، وَأَمَّا نَسْخُ الْإِبَاحَةِ إِلَى الْكَرَاهَةِ ، فَلا يُوجَدُ ، لِأَنَّهُ لا تَنَاقُضَ ، فَأَمَّا انْتِقَالُ الْمُبَاحِ إِلَى كَوْنِهِ وَاجِبًا فَلَيْسَ بِنَسْخٍ ، لِأَنَّ إِيجَابَ الْمُبَاحِ إِبْقَاءُ تَكْلِيفٍ لا نَسْخٌ.
وَأَمَّا الْقِسْمُ الثَّانِي مِنَ الْخِطَابِ : وَهُوَ النَّهْيُ ، فَهُوَ يَقَعُ عَلَى ضَرْبَيْنِ : الأَوَّلُ : عَلَى سَبِيلِ التَّحْرِيمِ ، فَهَذَا قَدْ يُنْسَخُ بِالْإِبَاحَةِ ، مِثْلَ تَحْرِيمِ الأَكْلِ عَلَى الصَّائِمِ فِي اللَّيْلِ بَعْدَ النَّوْمِ وَالْجِمَاعِ.
وَالثَّانِي : عَلَى سَبِيلِ الْكَرَاهَةِ ، لَمْ يُذْكَرْ لَهُ مِثَالٌ.
فَصْلٌ فَأَمَّا الأَخْبَارُ فَهِيَ عَلَى ضَرْبَيْنِ : الأَوَّلُ : مَا كَانَ لَفْظُهُ لَفْظُ الْخَبَرِ ، وَمَعْنَاهُ مَعْنَى الأَمْرِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ سورة الواقعة آية 79 ، فَهَذَا لاحِقٌ بِخِطَابِ التَّكْلِيفِ فِي جَوَازِ النَّسْخِ عَلَيْهِ.
@ 1 : 22 @ وَالثَّانِي : الْخَبَرُ الْخَالِصُ ، فَلا يَجُوزُ عَلَيْهِ ، لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى الْكَذِبِ وَذَلِكَ مُحَالٌ ، وَقَدْ حَكَى جَوَازَ ذَلِكَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَالسُّدِّيِّ ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ يُعَوَّلُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ ، وَهَذَا الْقَوْلُ عَظِيمٌ جِدًّا يَئُولُ إِلَى الْكُفْرِ ، لِأَنَّ قَائِلا لَوْ قَالَ : قَامَ فُلانٌ ، ثُمَّ قَالَ : لَمْ يَقُمْ ، فَقَالَ : نَسَخْتُهُ ، لَكَانَ كَاذِبًا.
وَقَالَ ابْنُ عَقِيلٍ : الأَخْبَارُ لا يَدْخُلُهَا النَّسْخُ ، لِأَنَّ نَسْخَ الأَخْبَارِ كَذِبٌ ، وَحُوشِيَ الْقُرْآنُ مِنْ ذَلِكَ .8
16
8 فَصْلٌ وَقَدْ زَعَمَ قَوْمٌ : أَنَّ الْمُسْتَثْنَى نَاسِخٌ لِمَا اسْتُثْنِيَ مِنْهُ ، وَلَيْسَ هَذَا بِكَلامِ مَنْ يَعْرِفُ مَا يَقُولُ ، لِأَنَّ الِاسْتِثْنَاءَ إِخْرَاجُ بَعْضِ مَا شَمَلَهُ اللَّفْظُ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَسْخٍ ، وَكَذَلِكَ التَّخْصِيصُ ، وَقَدْ يُجَوِّزُهُ بَعْضُ السَّلَفِ ، فَيَقُولُ : هَذِهِ الْآيَةُ نَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةَ.
أَيْ : نَزَلَتْ بِنَسْخِهَا.
17
الشُّرُوطُ الْمُعْتَبَرَةُ فِي ثُبُوتِ النَّسْخِ خَمْسَةٌ : الشَّرْطُ الأَوَّلُ : أَنْ يَكُونَ الْحُكْمُ فِي النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ مُتَنَاقِضًا ، بِحَيْثُ لا يُمْكِنُ الْعَمَلُ بِهِمَا جَمِيعًا ، فَإِنْ كَانَ مُمْكِنًا لَمْ يَكُنْ أَحَدُهُمَا نَاسِخًا لِلْآخَرِ ، وَذَلِكَ قَدْ يَكُونُ عَلَى وَجْهَيْنِ : الْوَجْهُ الأَوَّلُ : أَنْ يَكُونَ أَحَدُ الْحُكْمَيْنِ مُتَنَاوِلا لِمَا تَنَاوَلَهُ بِدَلِيلِ الْعُمُومِ ، وَالْآخَرُ مُتَنَاوِلا لِمَا تَنَاوَلَهُ الأَوَّلُ بِدَلِيلِ الْخُصُوصِ ، فَالدَّلِيلُ الْخَاصُّ لا يُوجِبُ نَسْخَ دَلِيلِ الْعُمُومِ ، بَلْ يُبَيِّنُ أَنَّهُ إِنَّمَا تَنَاوَلَهُ التَّخْصِيصُ لَمْ يَدْخُلْ تَحْتَ دَلِيلِ الْعُمُومِ.
وَالْوَجْهُ الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْحُكْمَيْنِ ثَابِتًا فِي حَالٍ غَيْرَ الْحَالَةِ الَّتِي ثَبَتَ فِيهَا الْحُكْمُ الْآخَرُ ، مِثْلَ تَحْرِيمِ الْمُطَلَّقَةِ ثَلاثًا ، فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَى مُطَلِّقِهَا فِي حَالٍ ، وَهِيَ مَا دَامَتْ خَالِيَةً عَنْ زَوْجٍ وَإِصَابَةٍ ، فَإِذَا أَصَابَهَا زَوْجٌ ثَانٍ ارْتَفَعَتِ الْحَالَةُ الأُولَى ، وَانْقَضَتْ بِارْتِفَاعِهَا مُدَّةُ التَّحْرِيمِ ، فَشُرِّعَتْ فِي حَالَةٍ أُخْرَى حَصَلَ فِيهَا حُكْمُ الْإِبَاحَةِ لِلزَّوْجِ الْمُطَلِّقِ ثَلاثًا ، فَلا يَكُونُ هَذَا نَاسِخًا ، لِاخْتِلافِ حَالَةِ التَّحْرِيمِ وَالتَّحْلِيلِ.
وَالشَّرْطُ الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ الْحُكْمُ الْمَنْسُوخُ ثَابِتًا قَبْلَ ثُبُوتِ حُكْمِ النَّاسِخِ فَذَلِكَ يَقَعُ بِطَرِيقَيْنِ : أَحَدُهُمَا : مِنْ جِهَةِ النُّطْقِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا سورة الأنفال آية 66 ، وَقَوْلُهُ : فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ سورة البقرة آية 187 ، وَمِثْلَ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ أَلا فَزُورُوهَا ".
وَالثَّانِي : أَنْ يُعْلَمَ بِطَرِيقِ التَّارِيخِ ، وَهُوَ أَنْ يُنْقَلَ بِالرِّوَايَةِ بِأَنْ يَكُونَ الْحُكْمُ الأَوَّلُ ثُبُوتُهُ مُتَقَدِّمًا عَلَى الْآخَرِ ، فَمَتَى وَرَدَ الْحُكْمَانِ مُخْتَلِفَيْنِ عَلَى وَجْهٍ لا يُمْكِنُ الْعَمَلُ بِأَحَدِهِمَا إِلا بِتَرْكِ الْآخَرِ ، وَلَمْ يَثْبُتْ تَقْدِيمُ أَحَدِهِمَا عَلَى صَاحِبِهِ بِأَحَدِ الطَّرِيقَيْنِ ، امْتُنِعَ ادِّعَاءُ النَّسْخِ فِي أَحَدِهِمَا.
وَالشَّرْطُ الثَّالِثُ : أَنْ يَكُونَ الْحُكْمُ الْمَنْسُوخُ مَشْرُوعًا ، أَعْنِي أَنَّهُ ثَبَتَ بِخِطَابِ الشَّرْعِ ، فَأَمَّا إِنْ كَانَ ثَابِتًا بِالْعَادَةِ وَالتَّعَارُفِ لَمْ يَكُنْ رَافِعُهُ نَاسِخًا ، بَلْ يَكُونُ ابْتِدَاءَ شَرْعٍ ، وَهَذَا شَيْءٌ ذُكِرَ عِنْدَ الْمُفَسِّرِينَ ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا : كَانَ الطَّلاقُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لا إِلَى غَايَةٍ فَنَسَخَهُ قَوْلُهُ : الطَّلاقُ مَرَّتَانِ سورة البقرة آية 229 ، وَهَذَا لا يَصْدُرُ مِمَّنْ يَفْقَهُ ، لِأَنَّ الْفَقِيهَ يَفْهَمُ أَنَّ هَذَا ابْتِدَاءُ شَرْعٍ لا نَسْخٌ.
وَالشَّرْطُ الرَّابِعُ : أَنْ يَكُونَ ثُبُوتُ الْحُكْمِ النَّاسِخِ مَشْرُوعًا كَثُبُوتِ الْمَنْسُوخِ ، فَأَمَّا مَا لَيْسَ بِمَشْرُوعٍ بِطَرِيقِ النَّقْلِ ، فَلا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَاسِخًا لِلْمَنْقُولِ ، وَلِهَذَا إِذَا ثَبَتَ حُكْمُ مَنْقُولٍ لَمْ يَجُزْ نَسْخُهُ بِإِجْمَاعٍ وَلا بِقِيَاسٍ.
وَالشَّرْطُ الْخَامِسُ : أَنْ يَكُونَ الطَّرِيقُ الَّذِي ثَبَتَ بِهِ النَّاسِخُ مِثْلَ الطَّرِيقِ الَّذِي ثَبَتَ بِهِ الْمَنْسُوخُ أَوْ أَقْوَى مِنْهُ ، فَأَمَّا إِنْ كَانَ دُونَهُ فَلا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الأَضْعَفُ نَاسِخًا لِلأَقْوَى.
1
18
اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ نَسْخِ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ بِالسُّنَّةِ ، فَأَمَّا نَسْخُ الْقُرْآنِ بِالسُّنَّةِ ، فَالسُّنَّةُ تَنْقَسِمُ قِسْمَيْنِ : الْقِسْمُ الأَوَّلُ : مَا ثَبَتَ بِنَقْلٍ مُتَوَاتِرٍ ، كَنَقْلِ الْقُرْآنِ ، فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُنْسَخَ الْقُرْآنُ بِمِثْلِ هَذَا ، حَكَى فِيهِ شَيْخُنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رِوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ ، قَالَ : وَالْمَشْهُورُ أَنَّهُ لا يَجُوزُ ، وَهُوَ مَذْهَبُ الثَّوْرِيِّ وَالشَّافِعِيِّ ، وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ يَجُوزُ ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَمَالِكٍ ، قَالَ : وَوَجْهُ الأُولَى : قَوْلُهُ تَعَالَى : مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا سورة البقرة آية 106 ، وَالسُّنَّةُ لَيْسَتْ مِثْلا لِلْقُرْآنِ ، وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَلامِي لا يَنْسَخُ الْقُرْآنَ ، يَنْسَخُ بَعْضُهُ بَعْضًا ".
وَمِنْهُ جِهَةُ الْمَعْنَى ، فَإِنَّ السُّنَّةَ تَنْقُصُ عَنْ دَرَجَةِ الْقُرْآنِ فَلا تَقْدَمُ عَلَيْهِ ، وَوَجْهُ الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ ، قَوْلُهُ تَعَالَى : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ سورة النحل آية 44 ، وَالنَّسْخُ فِي الْحَقِيقَةِ بَيَانُ مُدَّةِ الْمَنْسُوخِ ، فَاقْتَضَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قُبُولَ هَذَا الْبَيَانِ ، قَالَ : وَقَدْ نُسِخَتْ : الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة البقرة آية 180 ، بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ " وَنُسِخَ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ سورة البقرة آية 191 بِأَمْرِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، أَنْ يُقْتَلَ ابْنُ خَطَلٍ ، وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ، وَمِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى ، أَنَّ السُّنَّةَ مُفَسِّرَةٌ لِلْقُرْآنِ وَكَاشِفَةٌ لِمَا يَغْمُضُ مِنْ مَعْنَاهُ ، فَجَازَ أَنْ يُنْسَخَ بِهَا ، وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ ، لِأَنَّ هَذِهِ الأَشْيَاءَ تَجْرِي مَجْرَى الْبَيَانِ لِلْقُرْآنِ ، لا النَّسْخُ ، وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : السُّنَّةُ تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ ، وَلا يَنْسَخُ الْقُرْآنَ إِلا الْقُرْآنُ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ : إِنَّمَا يَنْسَخُ الْكِتَابَ الْكِتَابُ ، وَالسُّنَّةُ لَيْسَتْ نَاسِخَةً لَهُ .1
19
11 وَالْقِسْمُ الثَّانِي : الأَخْبَارُ الْمَنْقُولَةُ بِنَقْلِ الْآحَادِ فَهَذِهِ لا يَجُوزُ بِهَا نَسْخُ الْقُرْآنِ ، لِأَنَّهَا لا تُوجِبُ الْعِلْمَ ، بَلْ تُفِيدُ الظَّنَّ ، وَالْقُرْآنُ يُوجِبُ الْعِلْمَ ، فَلا يَجُوزُ تَرْكُ الْمَقْطُوعِ بِهِ لِأَجْلِ مَظْنُونٍ ، وَقَدِ احْتَجَّ مَنْ رَأَى جَوَازَ نَسْخِ التَّوَاتُرِ بِخَبَرِ الْوَاحِدِ بِقِصَّةِ أَهْلِ قُبَاءٍ لَمَّا اسْتَدَارُوا بِقَوْلٍ وَاحِدٍ ، فَأُجِيبَ بِأَنَّ قِبْلَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ تَثْبُتْ بِالْقُرْآنِ ، فَجَازَ أَنْ تُنْسَخَ بِخَبَرِ الْوَاحِدِ.
فَصْلٌ وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ نَسْخِ نُطْقِ الْخِطَابِ ، وَاخْتَلَفُوا فِي نَسْخِ مَا ثَبَتَ بِدَلِيلِ الْخِطَابِ وَتَنْبِيهِهِ وَفَحْوَاهُ ، فَذَهَبَ عَامَّةُ الْعُلَمَاءِ إِلَى جَوَازِ ذَلِكَ ، وَاسْتَدَلُّوا بِشَيْئَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ دَلِيلَ الْخِطَابِ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ يَجْرِي مَجْرَى النُّطْقِ فِي وُجُوبِ الْعَمَلِ بِهِ ، فَجَرَى مَجْرَاهُ فِي النَّسْخِ.
وَالثَّانِي : أَنَّهُ قَدْ وُجِدَ ذَلِكَ ، فَرَوَى جَمَاعَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ " وَعَمِلُوا بِدَلِيلِ خِطَابِهِ ، فَكَانُوا لا يَغْتَسِلُونَ مِنَ الْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : " إِذَا الْتَقَى الْخِتَانُ بِالْخِتَانِ وَجَبَ الْغُسْلُ أَنْزَلَ أَوْ لَمْ يُنْزِلْ " ، وَقَدْ حُكِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الظَّاهِرِ أَنَّهُ لا يَجُوزُ نَسْخُ مَا ثَبَتَ بِدَلِيلِ الْخِطَابِ وَفَحْوَاهُ ، قَالُوا : لِأَنَّ ذَلِكَ مَعْلُومٌ بِطَرِيقِ الْقِيَاسِ ، وَالْقِيَاسُ لا يَكُونُ نَاسِخًا وَلا مَنْسُوخًا وَلَيْسَ الأَمْرُ عَلَى مَا ذُكِرَ ، بَلْ هُوَ مَفْهُومٌ مِنْ مَعْنَى النُّطْقِ وَتَنْبِيهِهِ.
فَصْلٌ وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْحُكْمَ الْمَأْمُورَ بِهِ إِذَا عُمِلَ بِهِ ثُمَّ نُسِخَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ النَّسْخَ يَقَعُ صَحِيحًا جَائِزًا ، وَاخْتَلَفُوا هَلْ يَجُوزُ نَسْخُ الْحُكْمِ قَبْلَ الْعَمَلِ بِهِ فَظَاهِرُ كَلامِ أَحْمَدَ : جَوَازُ ذَلِكَ وَهُوَ اخْتِيَارُ عَامَّةِ أَصْحَابِنَا ، وَكَانَ أَبُو الْحَسَنِ التَّمِيمِيُّ ، يَقُولُ : لا يَجُوزُ ذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَاحْتَجَّ الأَوَّلُونَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ بِذَبْحِ وَلَدِهِ ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِالْفِدَاءِ قَبْلَ فِعْلِهِ ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُرِضَ عَلَيْهِ وَعَلَى أُمَّتِهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ خَمْسُونَ صَلاةً ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ ، وَمِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى : فَإِنَّ الأَمْرَ بِالشَّيْءِ يَقَعُ فِيهِ تَكْلِيفُ الْإِيمَانِ بِهِ وَالِاعْتِقَادِ لَهُ ، ثُمَّ تَكْلِيفُ الْعَزْمِ عَلَى فِعْلِهِ فِي الزَّمَانِ الَّذِي عُيِّنَ لَهُ ، ثُمَّ إِذَا فُعِلَ عَلَى الْوَجْهِ الْمَأْمُورِ بِهِ ، فَجَازَ أَنْ يُنْسَخَ قَبْلَ الأَدَاءِ ، لِأَنَّهُ لَمْ يَفْقِدْ مِنْ لَوَازِمِهِ غَيْرَ الْفِعْلِ ، وَالنِّيَّةُ نَائِبَةٌ عَنْهُ .1
20
12 وَاحْتَجَّ مَنْ مَنَعَ مِنْ ذَلِكَ ، بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا يَأْمُرُ عِبَادَهُ بِالْعِبَادَةِ ، لَكَوْنِهَا حَسَنَةً فَإِذَا أَسْقَطَهَا قَبْلَ فِعْلِهَا ، خَرَجَتْ عَنْ كَوْنِهَا حَسَنَةً وَخُرُوجُهَا قَبْلَ الْفِعْلِ يُؤَدِّي إِلَى الْبَدَاءِ.
وَهَذَا كَلامٌ مَرْدُودٌ بِمَا بَيَّنَّا مِنَ الْإِيمَانِ وَالِامْتِثَالِ ، وَالْعَزْمِ يَكْفِي فِي تَحْصِيلِ الْمَقْصُودِ ، مِنَ التَّكْلِيفِ بِالْعِبَادَةِ.
@ 1 : 29 @1
21
رقم الحديث: 9
(حديث موقوف) أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَتَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ، قَالَ : أَبْنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ : ، " أَنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ مَرَّ بِقَاصٍّ ، فَقَالَ : أَتَعْرِفُ النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ ؟ قَالَ : لا ، قَالَ : هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ " .
22
رقم الحديث: 10
(حديث موقوف) أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّجَّادُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : " مَرَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى قَاصٍّ يَقُصُّ ، فَقَالَ : تَعَلَّمْتَ النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ ؟ قَالَ : لا ، قَالَ : هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ " .
23
رقم الحديث: 11
(حديث موقوف) أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَدَّارٍ الْبَقَّالُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّابُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، قَالَ : أَبْنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الضَّرِيرُ ، قَالَ : أَبْنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبَ ، أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ ، قَالَ : " أَتَى عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى رَجُلٍ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَهُوَ يَقُصُّ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : رَجُلٌ يُحَدِّثُ ، ثُمَّ أَتَى عَلَيْهِ يَوْمًا آخَرَ فَإِذَا هُوَ يَقُصُّ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : رَجُلٌ يُحَدِّثُ ، فَقَالَ : " اسْأَلُوهُ ، يَعْرِفُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ ، فَسَأَلُوهُ ، فَقَالَ : لا ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا يَقُولُ : اعْرِفُونِي اعْرِفُونِي ، أَنَا فُلانٌ ، ثُمَّ قَالَ : لا تُحَدِّثْ " .
24
رقم الحديث: 12
(حديث موقوف) أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْبَقَّالُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ الْغَنَوِيُّ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ لَقِيَ أَبَا يَحْيَى ، فَقَالَ : " يَا أَبَا يَحْيَى ، مَنِ الَّذِي ، قَالَ لَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ : اعْرِفُونِي اعْرِفُونِي ؟ فَقَالَ : إِنِّي أَظُنُّكَ عَرَفْتَ أَنِّي أَنَا هُوَ ، قَالَ : مَا عَرَفْتُ أَنَّكَ هُوَ ، قَالَ : فَإِنِّي أَنَا هُوَ ، مَرَّ بِي وَأَنَا أَقُصُّ بِالْكُوفَةِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَقُلْتُ : أَنَا أَبُو يَحْيَى ، قَالَ : لَسْتَ بِأَبِي يَحْيَى وَلَكِنَّكَ اعْرِفُونِي ، هَلْ عَرَفْتَ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ ؟ ، قُلْتُ : لا ، قَالَ : هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ ، قَالَ : فَلَمْ أَعُدْ بَعْدَ ذَلِكَ أَقُصُّ عَلَى أَحَدٍ " .
25
رقم الحديث: 13
(حديث موقوف) (حديث موقوف) قَالَ قَالَ أَحْمَدُ : وَأَبْنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى ، قَالَ : " أَتَانِي عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَأَنَا أَقُصُّ ، قَالَ : فَذَهَبْتُ أُوَسِّعُ لَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ إِلَيْكَ ، هَلْ تَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ ؟ قُلْتُ : لا ، قَالَ : هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ ، مَا اسْمُكَ ، قُلْتُ : أَبُو يَحْيَى ، قَالَ : أَنْتَ أَبُو اعْرِفُونِي " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق