مواقع مكتبات اسلامية قيمة جدا

ب جاري/يا الله / جاري جاري / دار تحقيق التراث الإسلامي والعلمي / في وداع الله ياأماي///ب هانم// مدونة موطأ مالك / أعلام الإسلام / جامع الأصول لمجد الدين أبو السعادات ابن الجزري / أنس ويحي / صوتيات / ياربي:العتق من / النيران ومن الفتن / مدونة الخصوص / مدونة روابط // ب قيقي /مكتبة قيقي / /استكمال مدونة قيقي  / اللهم انتقم من الطالمين الطغاة الباغين  / مدونة قيقي  / النخبة في شرعة الطلاق ااا //ب حنين//ذكر الله / اللهم ارحم والداي واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما وكل الصالحين / مدونة حنين ملخص الطلاق للعدة}} / الحنين/ /المدونة العلمية z. / المصحف العظيم / الحديث النبوي ومصطلحه. / قال الله تعالي/// بوستك//المدونة الطبية / تبريزي / من هم الخاسرون؟ / مدونة بوصيري / علوم الطبيعة ///ب بادي/استكمال ثاني{حجة ابراهيم علي قومه} / النظم الفهرسية الموسوعية الببلوجرافية للأحاديث النبوية وأهميتها / مدونة أذان / المناعة البشرية وعلاج الأمراض المستعصية من خلالها / علاج الأمراض المزمنة والسر في جهاز المناعة / الحميات الخطرة وطرق الوقاية منها والعلاج / المدونة الشاملة / أمراض الأطفال الشهيرة / م الكبائر وكتب أخري / مصحف الشمرلي+تحفة الأشراف للمزي+البداية والنهايةلابن كثير / مدونة الطلاق للعدة / القواميس العربية ومنها لسان العرب وتاج العروس وغيرهما //ب-البيهقي كله / مدونة الاصابة / الطلاق للعدة ما هو؟ / علامات القيامة / منصة مستدرك الحاكم / تعاليات إيمانية / السيرة النبوية /ب مكة /مدونة فتاح / مكه / علوم الفلك / مدونة الغزالي//ب انت ديني /الدجال الكذاب / الشيخ الشعراوي[نوعي] / ديرالدجال اا. / كتب ابن حزم والشوكاني وورد /إستكمال المحلي لابن حزم والشوكاني وابن كثير الحفاظ / المخلوقات الغامضة /السير والمغازي {ابن إسحاق- ابن هشام-كل السيرة النبوية} /كتاب الإحكام في أصول الأحكام / إحياء علوم الدين للغزالي / موقع الحافظ ابن كثير / مجموع فتاوي ابن تيمية / ابن الجوزي /البحيرة الغامضة / الكامل في التاريخ /الفتن / تصنيفات الإمامين:ابن حزم والشوكاني//// مجلد 3.سنن أبي داود / الجامع الصحيح سنن الترمذي / صحيح ابن ماجة – الإمام محمد ناصر الدين الألباني / فتح الباري لابن حجر / لسان العرب لابن منظور / مدونة العموم / الحافظ المزي مصنفات أخري / مدونة المصنفات / مسند أحمد وصحيح البخاري وصحيح مسلم.وسنن ابن ماجه. / مدونة مدونات كيكي1. / أبو داود والترمذي وابن ماجه / بر الوالدين شريعة / تهذيب التهذيب +الاصابة + فتح الباري/كلهم وورد / مدونة المستخرجات / كيكي

9 مصاحف

 

الأربعاء، 2 فبراير 2022

"إِتْحَافُ المُبْتَدِئِينَ بِأَحْكَامِ القِرَاءَةِ الصَّحِيحَةِ لِلقُرْآنِ الكَرِيمِ بِرِوَايَةِ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ



بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ لِلَّهِ؛ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ وَالَاهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ رِسَالَةٌ جَمَعْتُ فِيهَا أَهَمَّ مَا يَحْتَاجُهُ المُسْلِمُ لِقِرَاءَةِ القُرْآنِ الكَرِيمِ قِرَاءَةً صَحِيحَةً بِرِوَايَةِ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ، بِالوَجْهِ المُقَدَّمِ أَدَاءً مِنْ طَرِيقِ الشَّاطِبِيَّةِ، عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَهَا خَالِصَةً لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ نَافِعَةً لِلمُسْلِمِينَ.
وَسَمَّيْتُهَا:
"إِتْحَافُ المُبْتَدِئِينَ
بِأَحْكَامِ القِرَاءَةِ الصَّحِيحَةِ لِلقُرْآنِ الكَرِيمِ
بِرِوَايَةِ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ

بِالوَجْهِ المُقَدَّمِ أَدَاءً مِنْ طَرِيقَيِ الشَّاطِبِيَّةِ وَالتَّيْسِيرِ([1])"
وَاللَّهَ أَسْأَلُ الإِخْلَاصَ وَالتَّوْفِيقَ وَالسَّدَادَ؛ آمِينَ
حَقِيقَةُ التَّجْوِيدِ وَالتَّرْتِيلِ وَحُكْمُهُمَا
التَّجْوِيدُ: هُوَ القِرَاءَةُ الصَّحِيحَةُ لِلقُرْآنِ الكَرِيمِ؛ وَالَّتِي هِيَ إِقَامَةُ الحُرُوفِ، وَحُسْنُ الوَقْفِ وَالِابْتِدَاءِ([2])، مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ.
وَإِقَامَةُ الحُرُوفِ: إِخْرَاجُهَا مِنْ مَخْرَجِهَا، وَإِعْطَاؤُهَا صِفَاتِهَا اللَّازِمَةَ وَالعَارِضَةَ.
وَالصِّفَاتُ اللَّازِمَةُ: هِيَ الَّتِي لَا تَنْفَكُّ عَنِ الحَرْفِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ؛ كَالغُنَّةِ، وَالهَمْسِ، وَالِاسْتِعْلَاءِ، وَنَحْوِهِمْ.
وَالصِّفَاتُ العَارِضَةُ: هِيَ الَّتِي تَعْرِضُ عَلَى الحَرْفِ أَحْيَاناً، وَتُفَارِقُهُ أَحْيَاناً أُخَرَ؛ كَالإِدْغَامِ، وَالقَلْبِ، وَالإِخْفَاءِ، وَالتَّفْخِيمِ فِي اللَّامِ وَالأَلِفِ وَالنُّونِ المُخْفَاةِ([3]) إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
وَأَمَّـا التَّرْتِيلُ: فَهُوَ أَعَمُّ إِذْ يَشْمَلُ القِرَاءَةَ وَالعَمَلَ، وَيُطْلَقُ عَلَى التَّجْوِيدِ تَجَوُّزاً([4]).
وَأَحْكَامُ التَّجْوِيدِ: هِيَ قَوَاعِدُ وَضَعَهَا العُلَمَاءُ بِسَبَبِ فُشُوِّ اللَّحْنِ[5]، يُلْتَزَمُ بِهَا عِنْدَ قِرَاءَةِ القُرْآنِ الكَرِيمِ.
وَالحُكْمُ الشَّرْعِيُّ لِلتَّجْوِيدِ الوُجُوبُ العَيْنِيُّ لِأَنَّ القُرْآنَ وَصَلَ إِلَيْنَا بِالتَّوَاتُرِ جِيلاً عَنْ جِيلٍ، وَلِعُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَرَتِّلِ القُرْءَانَ تَرْتِيلاً﴾([6])، وَقَوْلِهِ أَيْضاً: ﴿قُرْءَاناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عَوَجٍ﴾([7])، وَقَالَ بَعْضُ المُتَأَخِّرِينَ: بَلْ هُوَ مُسْتَحَبٌّ([8]).
وَأَمَّا التَّرْتِيلُ فَحُكْمُهُ الوُجُوبُ العَيْنِيُّ لِعُمُومِ الآيَةِ المُتَقَدِّمَةِ.
وَأَمَّا أَحْكَامُ التَّجْوِيدِ فَحُكْمُهَا الوُجُوبُ الكِفَائِيُّ.
مَرَاتِبُ القِرَاءَةِ
مَرَاتِبُ القِرَاءَةِ ثَلَاثَةٌ حَسَبَ السُّرْعَةِ وَالبُطْءِ([9])نَقْلاً وَعَقْلاً، وَهِيَ:
التَّحْقِيقُ: وَهُوَ القِرَاءَةُ بِبُطْءٍ وَاطْمِئْنَانٍ، دُونَ مُبَالَغَةٍ إِلَى حَدِّ التَّمْطِيطِ.
الحَدْرُ: وَهُوَ سُرْعَةُ القِرَاءَةِ وَخِفَّتُهَا، دُونَ مُبَالَغَةٍ إِلَى حَدِّ الخَلْطِ.
التَّدْوِيرُ: وَهُوَ التَّوَسُّطُ بَيْنَ مَرْتَبَتَيِ الحَدْرِ وَالتَّحْقِيقِ.
وَاخْتُلِفَ أَيُّ المَرَاتِبِ أَفْضَلُ، وَالصَّحِيحُ: حَسَبَ الأَشْخَاصِ؛ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَخْشَعُ بِالحَدْرِ، وَلَا يَخْشَعُ بِالتَّحْقِيقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْشَعُ بِالتَّحْقِيقِ، وَهَكَذَا؛ وَهُوَ مَذْهَبُ مَـالِكٍ الإِمَـامِ([10])؛ مَعَ اخْتِيَارِي التَّحْقِيقَ لِلمُبْتَدِئِينَ مُوَافِقاً لِجُمْهُورِ عُلَمَاءِ القِرَاءَةِ.
بَابُ الاِسْتِعَاذَةِ وَالبَسْمَلَةِ
الِاسْتِعَاذَةُ مَطْلُوبَةٌ قَبْلَ القِرَاءَةِ([11]) لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّحْلِ: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَـٰـنِ الرَّجِيمِ﴾؛ وَاخْتُلِفَ فِي حُكْمِ الإِتْيَانِ بِهَا؛ فَذَهَبَ الجُمْهُورُ إِلَى الِاسْتِحْبَابِ، وَهُوَ الرَّاجِحُ؛ وَذَهَبَ الظَّاهِرِيَّةُ وَمَنْ تَبِعَهُمْ إِلَـى الوُجُوبِ لِظَاهِرِ الآيَةِ؛ وَلَهَا صِيَغٌ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا: "أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"، وَهْيَ الصِّيغَةُ المُخْتَارَةُ وَالمُقَدَّمَةُ أَدَاءً عِنْدَ جَمِيعِ المُحَقِّقِينَ لِجَمِيعِ القُرَّاءِ([12]).
وَأَمَّا البَسْمَلَةُ فَيُؤْتَى بِهَا حَالَةَ الِابْتِدَاءِ بِأَوَائِلِ السُّوَرِ -سِوَى أَوَّلِ بَرَاءَةٌ([13])- لِجَمِيعِ القُرَّاءِ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ بَيْنَ العُلَمَاءِ قَاطِبَةً، إِلَّا فِي الصَّلَاةِ عِنْدَ مُعْظَمِ المَالِكِيَّةِ، فَقَدْ ذَهَبُوا إِلَى أَنَّهَا مَكْرُوهَةٌ فِي الفَرْضِ، وَمُسْتَحَبَّةٌ فِي النَّفْلِ.
وَاخْتُلِفَ فِي حَالَةِ الِابْتِدَاءِ بِأَجْزَاءِ السُّوَرِ([14])؛ فَذَهَبَ جُمْهُورُ العِرَاقِيِّينَ إِلَى الإِتْيَانِ بِهَا، وَذَهَبَ جُمْهُورُ المَغَارِبَةِ إِلَى تَرْكِهَا وَعَدَمِ الإِتْيَانِ بِهَا، وَهُوَ الأَقْوَى لِعَدَمِ ثُبُوتِهَا فِي أَجْزَاءِ السُّوَرِ مِنْ جِهَةٍ، وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى مَا أَتَى بِهَا المُثْبَتُونَ إِلَّا لِلتَّبَرُّكِ، لَا لِلرِّوَايَةِ([15]) كَمَا جَاءَ النَّصُّ عَنْهُمْ([16]).
وَاخْتَلَفَ القُرَّاءُ فِي الفَصْلِ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ -سِوَى بَيْنَ القَرِينَتَيْنِ([17])- مَا لَمْ يَقِفُوا عَلَى آخِرِ السُّورَةِ الأُولَى([18])؛ وَلِوَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ ثَلَاثَةُ مَذَاهِبَ، وَهِيَ:
- إِثْبَاتُهَا بَيْنَ كُلِّ سُورَتَيْنِ سِوَى بَيْنَ القَرِينَتَيْنِ.
- تَرْكُهَا مَعَ وَصْلِ آخِرِ السُّورَةِ الأُولَى مَعَ أَوَّلِ السُّورَةِ الثَّانِيَةِ.
- تَرْكُهَا مَعَ السَّكْتِ عَلَى آخِرِ السُّورَةِ الأُولَى مِنْ غَيْرِ أَخْذِ نَفَسٍ، وَالِابْتَدَاءُ بِأَوَّلِ السُّورَةِ الَّتِي تَلِيهَا؛ وَالسَّكْتُ: هُوَ قَطْعُ القِرَاءَةِ مِنْ غَيْرِ أَخْذِ نَفَسٍ بِنِيَّةِ اسْتِئْنَافِهَا، وَلَا يَكُونَ إِلَّا بِالرِّوَايَةِ.
وَالمُقَدَّمُ أَدَاءً السَّكْتُ عَلَى آخِرِ كُلِّ سُورَةٍ مَا لَمْ يُوقَفْ عَلَيْهَا؛ فَإِنْ وُقِفَ تَعَيَّنَتِ البَسْمَلَةُ مَعَ أَخْذِ النَّفَسِ مِنْ غَيْرِ سَكْتٍ، وَلَا حَرَجَ.
هَذَا، وَلِلِاسْتِعَاذَةِ مَعَ السُّورَةِ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ مُحْتَمَلَةٌ؛ كُلُّهَا جَائِزَةٌ، وَهِيَ:
- الفَصْلُ: وَهُوَ الوَقْفُ عَلَى الِاسْتِعَاذَةِ، وَعَلَى البَسْمَلَةِ، وَالِابْتِدَاءُ بِفَاتِحَةِ السُّورَةِ.
- الوَصْلُ: وَهُوَ وَصْلُ الِاسْتِعَاذَةِ بِالبَسْمَلَةِ، وَوَصْلُ البَسْمَلَةِ بِفَاتِحَةِ السُّورَةِ.
- فَصْلٌ فَوَصْلٌ: وَهْوَ الوَقْفُ عَلَى الِاسْتِعَاذَةِ، وَوَصْلُ البَسْمَلَةِ بِفَاتِحَةِ السُّورَةِ.
- وَصْلٌ فَفَصْلٌ: وَهُوَ وَصْلُ الِاسْتِعَاذَةِ بِالبَسْمَلَةِ، وَالوَقْفُ عَلَى آخِرِ البَسْمَلَةِ، وَالِابْتِدَاءُ بِفَاتِحَةِ السُّورَةِ.
وَلِكُلِّ مَنْ أَثْبَتَ البَسْمَلَةَ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ: أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ مُمْكِنَةٌ، وَثَلَاثَةٌ جَائِزَةٌ فَقَطْ، وَهِيَ:
- الفَصْلُ: وَهْوَ الوَقْفُ عَلَى آخِرِ السُّورَةِ الأُولَى، وَعَلَى البَسْمَلَةِ، وَالِابْتِدَاءُ بِفَاتِحَةِ السُّورَةِ التَّالِيَةِ.
- الوَصْلُ: وَهُوَ وَصْلُ آخِرِ السُّورَةِ الأُولَى بِالبَسْمَلَةِ، وَوَصْلُ البَسْمَلَةِ بِفَاتِحَةِ السُّورَةِ التَّالِيَةِ.
- فَصْلٌ فَوَصْلٌ: وَهُوَ الوَقْفُ عَلَى آخِرِ السُّورَةِ الأُولَى، وَوَصْلُ البَسْمَلَةِ بِفَاتِحَةِ السُّورَةِ الثَّانِيَةِ.
وَأَمَّا الوَجْهُ الرَّابِعُ المُحْتَمَلُ وَغَيْرُ الجَائِزُ فَهُوَ وَصْلٌ فَفَصْلٌ: وَهُوَ وَصْلُ آخِرِ السُّورَةِ الأُولَى بِالبَسْمَلَةِ، وَالوَقْفُ عَلَى آخِرِ البَسْمَلَةِ، وَالِابْتِدَاءُ بِفَاتِحَةِ السُّورَةِ الثَّانِيَةِ.
وَأَمَّـا بَيْنَ القَرِينَتَيْنِ فَوَافَقَ القُرَّاءَ فِي تَرْكِهَا مَعَ أَحَدِ الأَوْجُهِ الثَّلَاثَةِ، وَهِيَ: الوَقْفُ، أَوِ السَّكْتُ، أَوِ الوَصْلُ؛ وَالسَّكْتُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً لِأَزْرَقٍ عَنْ وَرْشٍ مَا لَمْ يُوقَفْ عَلَى آخِرِ سُورَةِ الأَنْفَالِ، فَإِنْ وُقِفَ فَبِأَخَذِ النَّفَسِ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ، وَلَا حَرَجَ.
والوَقْفُ: هُوَ قَطْعُ القِرَاءَةِ لِأَخْذِ النَّفَسِ عَادَةً أَوْ لِغَيْرِهِ، بِنِيَّةِ اسْتِئْنَافِهَا.
هَذَا، وَلِوَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ سَكَتَةٌ عَلَى الهَاءِ السَّاكِنَةِ مِنْ: ﴿مَالِيَهْ هَلَكَ﴾ فِي سُورَةِ الحَاقَّةِ حَالَةَ الإِظْهَارِ وَعَدَمِ الإِدْغَامِ.
بَابُ مَخَارِجِ الـحُرُوفِ
المَخَارِجُ: جَمْعُ مَخْرَجٍ؛ وَمَخْرَجُ الحَرْفِ: اِسْمٌ لِمَحَلِّ خُرُوجِهِ مِنْ أَعْضَاءِ النُّطْقِ؛ وَقَالُوا: هُوَ مَحَـلُّ خُرُوجِهِ وَتَمْيِيزُهُ عَنْ غَيْرِهِ؛ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
وَالحُرُوفُ جَمْعُ حَرْفٍ، وَهُوَ صَوْتٌ اعْتَمَدَ عَلَى مَخْرَجٍ؛ وَالحُرُوفُ العَرَبِيَّةُ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ حَرْفاً أَصْلِيًّا؛ وَقِيلَ: ثَمَانِيَةٌ وَعِشْـرُونَ بِجَعْلِ الهَمْزَةِ وَالأَلِفِ اللَّيِّنَةِ حَرْفاً وَاحِداً؛ وَالصَّحيحُ أَنَّ الهَمْزَةَ وَالأَلِفَ حَرْفَانِ، وَذَلِكَ أَنَّ الهَمْزَةَ تُبْدَلُ أَلِفاً؛ وَالإِبْدَالُ: هُوَ جَعْلُ حَرْفٍ مَكَانَ آخَرَ.
هَذَا، وَإِنَّ لِلحُرُوفِ العَرَبِيَّةِ الأَصْلِيَّةِ سَبْعَةَ عَشَـرَ مَخْرَجاً فَرْعِيًّا عَلَى الصَّحِيحِ، تَتَوَزَّعُ عَلَى خَمْسَةِ مَخَارِجَ أَصْلِيَّةٍ، وَهِيَ مِنْ أَعْضَاءِ النُّطْقِ، وَهِيَ: الجَوْفُ، وَالحَلْقُ، وَاللِّسَانُ، وَالشَّفَتَانِ، وَالخَيْشُومُ.
1- الجَوْفُ: وَهُوَ فَرَاغُ الفَمِ وَالحَلْقِ؛ وَفِيهِ مَخْرَجٌ وَاحِدٌ لِأَحْرُفِ المَدِّ وَاللِّينِ الثَّلَاثَةِ، وَهِيَ: الأَلِفُ وَلَا تَكُونُ إِلَّا سَاكِنَةً وَلَا يَكُونُ قَبْلَهَا إِلَّا فَتْحٌ، وَالوَاوُ السَّاكِنَةُ المَضْمُومُ مَا قَبْلَهَا، وَاليَاءُ السَّاكِنَةُ المَكْسُورُ مَا قَبْلَهَا؛ وَسُمِّيَتْ أَحْرُفَ مَدٍّ لِأَنَّهَا تَخْرُجُ بِامْتِدَادٍ لِاتِّسَاعِ مَخْرَجِهَا، وَسُمِّيَتْ بِأَحْرُفِ اللِّينِ لِأَنَّهَا تَخْرُجُ بِلِينٍ وَغَيْرِ كُلْفَةٍ عَلَى مَخْرَجِهَا.
2- الحَلْقُ: وَفِيهِ ثَلَاثَةُ مَخَارِجَ، وَهِيَ:
- أَقْصَى الحَلْقِ: -وَهُوَ أَبْعَدُهُ عَنِ الفَمِ، وَهُوَ مِمَّا يَلِي الصَّدْرَ- مَخْرَجُ الهَمْزَةِ فَالهَاءِ.
- وَسَطُ الحَلْقِ: مَخْرَجُ العَيْنِ فَالحَاءِ المُهْمَلَتَيْنِ([19]).
- أَدْنَى الحَلْقِ: وَهُوَ أَقْرَبُهُ مِمَّا يَلِي الفَمَ قَبْلَ اللِّسَانِ، مَخْرَجُ الغَيْنِ فَالخَاءِ المُعْجَمَتَيْنِ.
3- اللِّسَانُ: وَفِيهِ عَشَرَةُ مَخَارِجَ لِثَمَانِيَةَ عَشَـرَ حَرْفاً، وَهِيَ:
- مِنْ أَقْصَى اللِّسَانِ مَعَ مَا يُحَاذِيهِ مِنَ الحَنَكِ الأَعْلَى: مَخْرَجُ القَافِ.
- مَا بَيْنَ أَقْصَى اللِّسَانِ وَوَسَطِهِ مَعَ مَا يُحَاذِيهِ مِنَ الحَنَكِ الأَعْلَى: مَخْرَجُ الكَافِ.
- مِنْ وَسَطَهِ مَعَ مَا يُحَاذِيهِ مِنَ الحَنَكِ الأَعْلَى: مَخْرَجُ الجِيمِ فَالشِّينِ فَاليَاءِ غَيْرِ المَدِّيَّةِ.
- مِنْ أَوَّلِ حَـافَتِهِ مَعَ مَا يَلِيهَـــا الأَضْرَاسِ مِنَ الجَانِبَيْنِ أَوْ مِنْ أَحَدِهِمَـا: مَخْرَجُ الضَّادِ.
- مِنْ أَدْنَى حَافَتِهِ إِلَى مُنْتَهَى طَرَفِهِ مَعَ مَا يُحَاذِيهِ مِنَ الحَنَكِ الأَعْلَى فُوَيْقِ الضَّاحِكِ وَالنَّابِ وَالرُّبَاعِيَّةِ: مَخْرَجُ اللَّامِ.
- مِنْ طَرَفِهِ مَعَ مَا يُحَاذِيهِ مِنَ لِثَةِ([20]) الثَّنَايَا العُلْيَا تَحْتَ مَخْرَجِ اللَّامِ قَلِيلاً: مَخْرَجُ نِصْفِ النُّونِ([21]).
- مِنْ طَرَفِهِ الأَدْخَلِ لِلظَّهْرِ قَلِيلاً مَعَ مَا يُحَاذِيهِ مِنْ لِثَةِ الثَّنِيَّتَيْنِ العُلْيَيْنِ تَحْتَ مَخْرَجِ النُّونِ: مَخْرَجُ الرَّاءِ.
- مِنْ ظَهْرِ طَرَفِهِ مَعَ أُصُولِ الثَّنَايَا العُلْيَا: مَخْرَجُ الطَّاءِ وَالدَّالِ وَالتَّاءِ.
- مِنْ ظَهْرِ طَرَفِهِ مَعَ رُؤُوسِ الثَّنَايَا العُلْيَا مَعَ الضَّغْظِ عَلَى الثَّنَايَا السُّفْلَـى: مَـخْرَجُ الصَّادِ وَالزَّايِ وَالسِّينِ.
- مِنْ ظَهْرِ طَرَفِهِ مَعَ أَطْرَافِ الثَّنَايَا العُلْيَا: مَخْـرَجُ الظَّاءِ وَالذَّالِ وَالثَّاءِ.
4- الشَّفَتَانِ: وَفِيهِمَا مَخْرَجَانِ، وَهُمَا:
- بَاطِنُ الشَّفَةِ السُّفْلَى مَعَ أَطْرَافِ الثَّنَايَا العُلْيَا: مَخْرَجُ الفَاءِ.
- الشَّفَتَانِ مَعاً: مَخْرَجُ البَاءِ وَنِصْفِ المِيمِ، وَمَخْرَجُ الوَاوِ أَيْضاً؛ بِانْطِبَاقِهِمَـا مَعَ البَاءِ وَالـمِيمِ، وَانْفِتَاحِهِمَا وَانْضِمَامِهِمَا مَعَ الوَاوِ.
5- الخَيْشُومُ: وَهُوَ الخَرْقُ المُنْجَذِبُ فِي دَاخِلِ الفَمِ، وَقَدْ يُعَبِّرُ عَنْهُ بَعْضُ المُتَأَخِّرِينَ بِأَقْصَى الأَنْفِ، وَهُوَ مَخْرَجُ النِّصْفِ البَاقِي لِكُلٍّ مِنَ المِيمِ وَالنُّونِ؛ وَهُوَ الغُنَّةُ.
بَابُ صِفَاتِ الحُرُوفِ اللاَّزِمَةِ
الصِّفَاتُ جَمْعُ صِفَةٍ، وَهِيَ كَيْفِيَّةٌ عَارِضَةٌ لِلحَرْفِ عِنْدَ خُرُوجِهِ، وَاللَّازِمَةُ: مُلَازِمَةٌ لَهُ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ، وَتَكُونُ فِي السُّكُونِ أَبْيَنُ؛ وَقَسَّمَهَا العُلَمَاءُ إِلَى قِسْمَيْنِ:
1- صِفَاتٌ سُمِّيَ ضِدُّهَا، وَسَمَّوْهَا: صِفَاتٌ لَهَا ضِدٌّ؛ وَهْيَ:
- الهَمْسُ: وَهُوَ ضُعْفُ التَّصْوِيتِ بِالحَرْفِ لِكَثْرَةِ جَرَيَانِ النَّفَـسِ([22]) فِي مَخْرَجِهِ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ لِضُعْفِ الِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ، وَحُرُوفُهُ عَشَـرَةٌ مَحْصُورَةٌ فِي قَوْلِكَ: "حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتَ".
- الجَهْرُ: وَهُوَ ضِدُّ الهَمْسِ؛ وَهُوَ قُوَّةُ التَّصْوِيتِ بِالحَرْفِ لِانْحِبَاسِ جُزْءٍ كَبِيرٍ مِنَ النَّفَسِ فِي مَخْرَجِهِ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ لِقُوَّةِ الِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ؛ وَحُرُوفُهُ مَا عَدَا حُرُوفَ الهَمْسِ.
- الشِّدَّةُ: هِيَ انْحِبَاسُ جُزْءٍ كَبِيرٍ مِنَ الصَّوْتِ فِي المَخْرَجِ عِنْدَ النُّطْقِ بِالحَرْفِ لِكَمَالِ الِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ فِي مَخْرَجِهِ، وَحُرُوفُهَا مَجْمُوعَةٌ فِي قَوْلِكَ: "أَجِدْ قَطٍ بَكَتْ".
- الرَّخَاوَةُ: هِيَ جَرَيَانُ الصَّوْتِ فِي المَخْرَجِ عِنْدَ النُّطْقِ بِالحَرْفِ لِقِلَّةِ الِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ فِي مَخْرَجِهِ، وَحُرُوفُهَا خَمْسَةَ عَشَـرَ، وَهِيَ مَـا عَدَا حُرُوفَ الشِّدَّةِ وَالتَّوَسُّطِ.
- التَّوْسُّطُ: بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاوَةِ، فَهِيَ جَرَيَانُ الصَّوْتِ أَقَلَّ مِنْ جَرَيَانِهِ مَعَ الحُرُوفِ الرِّخْوَةِ، وَحُرُوفُهُ خَمْسَةٌ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ: "لِنْ عَمَرَ".
- الِاسْتِعْلَاءُ: اِرْتِفَاعُ جُزْءٍ كَبِيرٍ مِنَ اللِّسَانِ إِلَى الحَنَكِ الأَعْلَـى عِنْدَ خُرُوجِ الحَرْفِ فَيَخْرُجُ مُسْتَعْلِيًّا مُفَخَّماً؛ وَحُرُوفُهُ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ: "خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ".
- الِاسْتِفَالُ: انْحِطَاطُ جُزْءٍ كَبِيرٍ مِنَ اللِّسَانِ إِلَى قَاعِ الفَمِ عِنْدَ خُرُوجِ الحَرْفِ فَيَخْرُجُ مُسْتَفِلاً؛ وَحُرُوفُهُ مَـا عَدَا حُرُوفَ الِاسْتِعْلَاءِ.
- الإِطْبَاقُ: شِدَّةُ اقْتِرَابِ جُزْءٍ كَبِيرٍ مِنَ اللِّسَانِ إِلَى الحَنَكِ الأَعْلَى حَتَّى يَكَادَ يَلْتَصِقُ مَعَهُ فَيَخْرُجُ الحَرْفُ قَوِيًّا؛ وَحُرُوفُهُ أَرْبَعَةٌ، وَهِيَ: "الصَّادُ"، وَ"الضَّادُ"، وَ"الطَّاءُ"، وَ"الظَّاءُ".
- الِانْفِتَاحُ: اِبْتِعَادِ جُزْءٍ كَبِيرٍ مِنَ اللِّسَانِ عَنِ الحَنَكِ فَيَخْرُجُ الحَرْفُ أَقَلَّ قُوَّةٍ مِنَ الحَرْفِ المُطْبَقِ، وَحُرُوفُهُ مَا عَدَا الأَحْرُفَ المُطْبَقَةَ.
- الإِذْلَاقُ: هُوَ خِفَّةُ خُرُوجِ الحَرْفِ وَسُرْعَتُهُ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ؛ وَحُرُوفُهُ سِتَّةٌ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ: "فَرَّ مِنْ لُبٍّ".
- الإِصْمَاتُ: هُوَ ثِقَلُ خُرُوجِ الحَرْفِ وَبُطْؤُهُ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ؛ وَحُرُوفُهُ هِيَ مَـا عَدَا الـحُرُوفَ الـمُذْلَقَةَ.
فَائِدَةٌ لُغَوِيَّةٌ: إِذَا كَانَتْ أُصُولُ الكَلِمَةِ العَرَبِيَّةِ رُبَاعِيَّةً أَوْ خُمَاسِيَّةً وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا حَرْفاً مُذْلَقاً وَلَا الأَلِفَ فَهِيَ أَعْجَمِيَّةٌ، كَعَسْجَدَ.
2- صِفَاتٌ لَمْ يُسَمَّ ضِدُّهَا، وَسَمَّوْهَا صِفَاتٌ لَا ضِدَّ لَهَا؛ وَهِيَ:
- الصَّفِيرُ: وَهُوَ صَوْتٌ يُشْبِهُ صَوْتَ الطَّائِرِ، يَخْرُجُ مَعَ الحَرْفِ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ؛ وَحُرُوفُهُ ثَلَاثَةٌ، وَهِيَ: "الصَّادُ"، وَ"الزَّايُ"، وَ"السِّينُ".
- القَلْقَلَةُ: وَهِيَ نَبْرَةٌ([23]) تُسْمَعُ عِنْدَ النُّطْقِ بِالحَرْفِ لِاضْطِرَابِ الصَّوْتِ بِسَبَبِ اضْطِرَابِ مَخْرَجِهِ؛ وَحُرُوفُهَا خَمْسَةٌ، وَيَجْمَعُهَا قَوْلُكَ: "قُطْبُ جَدٍ".
- اللِّينُ: وَهُوَ خُرُوجُ الحَرْفِ بِسُهُولَةٍ وَلِينٍ وَعَدَمِ كُلْفَةٍ عَلَى مَخْرَجِهِ؛ وَحُرُوفُهُ ثَلَاثَةٌ، وَهِي: "الوَاوُ وَاليَاءُ السَّاكِنَتَانِ مُطْلَقاً"، وَ"الأَلِفُ"، نَحْوَ: ﴿خَوْف﴾، ﴿شَيْء﴾، و﴿قُولُواْ﴾، وَ﴿إِنِّي﴾، وَ﴿جَآءَ﴾؛ وَقِيلَ: الوَاوُ وَاليَاءُ السَّاكِنَتَانِ المَفْتُوحُ مَا قَبْلَهُمَـا فَقَطْ؛ وَالصَّحِيحُ مَا قَدَّمْنَا.
- الِانْحِرَافُ: وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ مَيْلِ الحَرْفِ عَنْ مَخْرَجِهِ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ؛ وَحُرُوفُهُ اثْنَانِ، وَهُمَا: "الرَّاءُ" وَ"اللَّامُ".
- التَّكْرَارُ: وَهُوَ ارْتِعَادُ طَرَفِ اللِّسَانِ عِنْدَ النُّطْقِ بِالحَرْفِ؛ وَحَرْفُهُ وَاحِدٌ، وَهُوَ: "الرَّاءُ"؛ وَهَذِهِ الصِّفَةُ لَازِمَةٌ فِي الرَّاءِ؛ وَقَوْلُ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ: إِنَّهَا صِفَةٌ تُعْرَفُ لِتُجْتَنَبَ، خَطَأٌ لِسُوءِ فَهْمِ نُصُوصِ المُحَقِّقِينَ المُتَقَدِّمِينَ؛ وَقَوْلُ المُحَقِّقِينَ: "إِخْفَاؤُهُ"، لَيْسَ مَعْنَاهُ إِعْدَامُهُ؛ وَإنَّمَا مَعْنَاهُ: أَنْ يُعْطَى حقَّهُ دُونَ مُبَالَغَةٍ فِيهِ.
- الِاسْتِطَالَةُ: وَهِيَ امْتِدَادُ مَخْرَجِ الحَرْفِ حَتَّى يَمْتَدَّ مَعَهُ الصَّوْتُ؛ وَحَرْفُهُ وَاحِدٌ، وَهُوَ: "الضَّادُ".
- التَّفَشِّي: وَهُوَ كَثْرَةُ انْتِشَارِ الهَوَاءِ حَتَّى يَتَفَشَّى ويَنْبَسِطَ فِي اللِّسَانِ، وَحَرْفُهُ وَاحِدٌ، وَهُوَ: "الشِّينُ".
- الغُنَّةُ: وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي مَخَارِجِ الحُرُوفِ، لِأَنَّهَا الصِّفَةُ الوَحِيدَةُ الَّتِي انْفَرَدَتْ بِمَخْرَجٍ([24])؛ وَهِيَ صِفَةٌ لَازِمَةٌ لِحَرْفَيِ: "النُّونِ" وَ"المِيمِ".
- الخَفَّاءُ: وَهُوَ اسْتِتَارُ الحَرْفِ وَخَفَاؤُهُ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ لِشِدَّةِ ضُعْفِهِ؛ وَحُرُوفُهُ أَرْبَعَةٌ، وَهِيَ "أَحْرُفُ المَدِّ" وَ"الهَاءُ".
- الهَتْفُ: وَهُوَ الصَّوْتُ الشَّدِيدُ العَالِي؛ وَحَرْفُهُ وَاحِدٌ، وَهُوَ: "الهَمْزُ"؛ وَبِسَبَبِ هَذِهِ الصِّفَةِ لَمْ تُقَلْقَلِ الهَمْزَةُ.
بَابُ صِفَاتِ الحُرُوفِ العَارِضَةِ
الصِّفاتُ العَارِضَةُ هِيَ صِفَاتٌ تَطْرَأُ عَلَى الحَرْفِ أَحْيَاناً، وَتُفَارِقُهُ أَحْيَاناً أُخْرَى، لِتَأَثُّرِ حَرْفٍ بِآخَرَ لِأَجْلِ التَّرْكِيبِ([25])، كَالإِخْفَاءِ، وَالإِدْغَامِ، وَالقَلْبِ، وَالإِمَالَةِ، وَغَيْرِهِمَا مِمَّا سَيَتَبَيَّنُ بَعْضُهَا فِي الفُصُولِ الآتِيَةِ ضِمْنَ الأَحْكَامِ الخَاصَّةِ بِبَعْضِ الأَحْرُفِ.
هَذَا، وَإِنَّ الحَرْفَ لَا يَتَأَثَّرُ بِمَا بَعْدَهُ إِلَّا لِثَلَاثَةِ أَسْبَابٍ، وَهِيَ: تَمَاثُلُ الحَرْفَيْنِ، أَوْ تَجَانُسُهُمَا، أَوْ تَقَارُبُهُمَا، وَقَدْ يَتَأَثَّر بِمَا قَبْلَهُ أَوْ بِمَا بَعْدَهُ لِأَجْلِ الحَرَكَاتِ أَوْ غَيْرِهَا، أَوْ يَتَأَثَّرُ هُوَ وَمَا قَبْلَهُ لِاعْتِلَالٍ مِمَّا سَيَتَبَيَّنُ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَالتَّمَاثُلُ: هُوَ اتِّفَاقُ الحَرْفَيْنِ مَخْرَجاً وَصِفَةً([26])، كَالبَاءَيْنِ؛ وَالتَّجَانُسُ: هُوَ اتِّفَاقُهُمَا مَخْرَجاً، وَاخْتِلَافُهُمَا صِفَةً، كَالتَّاءِ وَالطَّاءِ، وَالتَّقَارُبُ: هُوَ تَقَارُبُهُمَا مَخْرَجاً أَوْ صِفَةً، كَالقَافِ وَالكَافِ.
فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ الحَرْفَيْنِ سَاكِناً، وَكَانَا مُتَمَاثِلَيْنِ، وَجَبَ تَأَثُّرُ الحَرْفِ الأَوَّلِ بِالثَّانِي بِأَحَدِ الصِّفَاتِ العَارِضَةِ، إِلَّا إِذَا كَانَ أَوَّلُهُ هَاءَ سَكْتٍ([27])، وَذَلِكَ فِي: ﴿مَالِيَهْ هَلَكَ﴾ فِي سُورَةِ الحَاقَّةِ؛ فَفِيهَا خُلْفٌ بَيْنَ الإِظْهَارِ وَالإِدْغَامِ([28])، والإِظْهَارُ مُقَدَّمٌ فِي الأَدَاءِ.
وَإِنْ كَانَ الحَرْفَانِ مُتَجَانِسَيْنِ، وَجَبَ التَّأَثُـرُ كَذَلِكَ إِلَّا فِي بَعْضِ الأَحْرُفِ؛ فَأَدْغَمَ وَرْشٌ عَنْ نَافِعٍ كَكُلِّ الجَمَـاعَةِ:
- الدَّالَ فِي التَّاءِ نَحْوَ: ﴿عَبَدتُّمْ﴾ فِي سورةِ الكَافِرُونَ.
- الطَّاءَ فِي التَّاءِ إِدْغَاماً نَاقِصاً مَعَ بَقَاءِ صِفَةِ الإِطْبَاقِ وَالِاسْتِعْلَاءِ وَالجَهْرِ، وَذَلِكَ فِي: ﴿بَسَطْتَّ﴾، وَ﴿فَرَّطْتُّم﴾، وَ﴿أَحَطْتُّ﴾، وَ﴿فَرَّطْتُّ﴾.
وَاخْتُلِفَ عَنْهُ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ فِي هَذَا القِسْمِ فِـي:
- الثَّاءِ عِنْدَ الذَّالِ فِي ﴿يَلْهَثْ ذَلِكَ﴾ مِنْ سُورَةِ الأَعْرَافِ، وَالإِظْهَارُ فَقَطْ مِنْ طَرِيقِ الشَّاطِبِيَّةِ.
وَأَظْهَرَ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ البَاءَ فِي المِيمِ، مِنْ: ﴿يُعَذِّبْ مَنْ﴾، وَ﴿ارْكَبْ مَعَنَا﴾.
وَإِنْ كَانَا مُتَقَارِبَيْنِ اخْتُلِفَ فِي النَّقْلِ؛ فَأَظْهَرَ:
- النُّونَ السَّاكِنَةَ عِنْدَ الوَاوِ مِنْ فَاتِحَةِ سُورَةِ القَلَمِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿نُٓ وَالْقَلَمِ﴾؛ وَرُوِيَ إِدْغَامُهَا، وَالصَّحِيحُ فِيهِ الإِظْهَارُ لِوَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ؛ وَلَيْسَ لَهُ فِي نُونِ فَاتِحَةِ سُورَةِ يَسِ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَسِٓ وَالْقُرْءَانِ﴾ إِلَّا الإِدْغَامُ وَجْهاً وَاحِداً مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ وَالتَّيْسِيرِ.
وَأَدْغَمَ:
· تَاءَ التَّأْنِيثِ فِي الظَّاءِ؛ وَهِيَ فِي: ﴿حُرِّمَت ظُّهُورُهَا﴾، وَ﴿حَمَلَت ظُّهُورُهُمَا﴾ فِي سُورَةِ الأَنْعَامِ، وَ﴿كَانَت ظَّالِمَةٌ﴾ فِي سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ.
· الذَّالَ فِي التَّاءِ فِي كَلِمَةِ ﴿اتَّخَذتُّ﴾ كَيْفَمَا وَقَعَتْ وَأَيْنَمَا وَرَدَتْ، نَحْوَ: ﴿اتَّخَذتُّم﴾، ﴿لَتَّخَذتَّ﴾، ﴿أَخَذتُّمْ﴾.
· دَالَ قَدْ فِي الضَّادِ وَالظَّاءِ، نَحْوَ: ﴿قَد ضَّلُّوا﴾، ﴿لَقَد ظَّلَمَكَ﴾.
هَذَا، وَأَدْغَمَ النُّونَ السَّاكِنَةَ وَالتَّنْوِينَ فِـي اللَّامِ وَالرَّاءِ إِدْغَاماً كَامِلاً وَجْهاً وَاحِداً بِلَا خِلَافٍ عَنْهُ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ؛ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ فِي إِدْغَامُ القَافِ فِـي الكَافِ مِنْ ﴿نَخْلُقكُمْ﴾ فِي سُورَةِ المُرْسَلَاتِ([29])، وَالكَامِلُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً.
وَلَهُ كَسَائِرِ القُرَّاءِ السَّبْعَةِ مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ: الرَّوْمُ وَالإِشْمَامُ فِي ﴿تَأْمَنَّا﴾ مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ، وَالرَّوْمُ مُقَدَّمٌ فِي الأَدَاءِ، وَلَيْسَ فِي التَّيْسِيرِ غَيْرُهُ([30]).
بَابُ حُكْمِ النُّونِ وَالـمِيمِ الـمُشَدَّدَتَيْنِ
تُظْهَرُ الغُنَّةُ([31]) فِي كُلِّ نُونٍ وَمِيمٍ مُشَدَّدَتَيْنِ لِجَمِيعِ القُرَّاءِ، نَحْوَ: ﴿إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾، ﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾.
بَابُ أَحْكَامِ الـمِيمِ السَّاكِنَةِ
لِلمِيمِ السَّاكِنَةِ ثَلَاثَةُ أَحْكَامٍ حَسْبَ مَا يَأْتِي بَعْدَهَا مِنْ حُرُوفٍ، وَهِيَ:
1- الإِدْغَامُ: إِذَا جَاءَ بَعْدَهَا مُمَاثِلُهَا، وَهُوَ المِيمُ، وَجَبَ إِدْغَامُهَا مَعَ إِظْهَارِ الغُنَّةِ؛ نَحْوَ: ﴿ءَامَنَهُم مِّنْ﴾.
2- الإِخْفَاءُ([32]): إِذَا جَاءَ بَعْدَهَا حَرْفُ البَاءِ يَجُوزُ([33]) إِخْفَاؤُهَا بِإِطْبَاقِ الشَّفَتَيْنِ[34] أَكْثَرَ مِنْ إِطْبَاقِ المِيمِ وَأَقَلَّ مِنْ إِطْبَاقِ البَاءِ([35]) مَعَ إِظْهَارِ الغُنَّةِ؛ نَحْوَ: ﴿تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ﴾.
3- الإِظْهَارُ([36]): إِذَا جَاءَ بَعْدَهَا بَاقِي الحُرُوفِ -غَيْرَ البَاءِ وَالمِيمِ- وَجَبَ إِظْهَارُهَا؛ وَيَجِبُ الاِعْتِنَاءُ بِهِ عِنْدَ الفَاءِ وَالوَاوِ خَاصَّةً، وَالحَذَرُ مِنْ إِخْفَائِهَا لِقُرْبِ مَخْرَجِهَا مِنَ الفَاءِ، وَاتِّحَادِهِ مَعَ الوِاوِ.
نَحْوَ: ﴿وَقِيلَ لَهُمُو أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ﴾، ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ﴾، ﴿لَهُمْ جَنَّــٰـتُ النَّعِيمِ﴾، ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّــَٔاتِ﴾، ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً﴾، ﴿حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ﴾، ﴿وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً﴾، ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولُ اَمِينٌ﴾، ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِے أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَوٰةِ الدُّنْيَـا﴾، ﴿فَسُبْحَــٰـنَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ﴾، ﴿لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ﴾، ﴿إِنْ كُنتُمْ صَـٰـدِقِينَ﴾، ﴿إِنْ اَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الَارْضِ﴾، ﴿فَلْتَـقُمْ طآئِفَةٌ مِنْهُم مَّعَكَ﴾، ﴿فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَـٰـلِمُونَ﴾، ﴿فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ﴾، ﴿سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ﴾، ﴿فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً﴾، ﴿وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْـهِمْ قَالُواْ﴾، ﴿أَغْوَيْنَــٰـهُمْ كَمَا غَوَيْنَا﴾، ﴿قَالَ ءَامَنتُمْ لَهُو﴾، ﴿وَاتْلُ عَلَيْـهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ﴾، ﴿أَنَّهُمْ هُمُ الْفَآئِزُونَ﴾، ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ﴾، ﴿فَهُمْ يَعْمَهُونَ﴾.
بَابُ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ
لِلنُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ أَرْبَعَةُ أَحْكَامٍ حَسْبَ مَا يَأْتِي بَعْدَهُمَا مِنْ حُرُوفٍ، وَهِيَ:
1- الإِظْهَارُ: إِذَا جَاءَ بَعْدَهُمَا أَحَدُ أَحْرُفِ الحَلْقِ السِّتَّة -وَهِيَ: الهَمْزَةُ، وَالهَاءُ، وَالعَيْنُ، وَالحَاءُ، وَالغَيْنُ، وَالخَاءُ- وَجَبَ إِظْهَارُهُمَا فِي رِوَايَةِ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ([37])؛ نَحْوَ: ﴿وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ﴾، ﴿غُثَاءً اَحْوَى﴾، ﴿مِنْهَا خَلَقْنَـٰكُمْ﴾، ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾، ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾، ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، ﴿مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾، ﴿وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾، ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ﴾، ﴿فَلَهُمُوٓ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾، ﴿قُلْ مَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلوَالِدَيْنِ﴾، ﴿فَمَنْ يَّعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُو﴾.
هَذَا، وَإِذَا وَقَعَتِ النُّونُ السَّاكِنَةُ آخِرَ الكَلِمَةِ وَجَاءَتْ بَعْدَهَا كَلِمَةٌ أُخْرَى أَوَّلُهَا هَمْزَةٌ فَإِنَّهَا تُحَرَّكُ بِحَرَكَةِ الهَمْزَةِ بِالنَّقْلِ، وَتَسْقُطُ الهَمْزَةُ كَمَا سَيَأْتِي فِي بَابِ النَّقْلِ؛ وَذَلِكَ نَحْوَ: ﴿مَنْ ءَامَنَ﴾، ﴿الأَرْض﴾: ﴿مَنَ -امَنَ﴾، ﴿الَارْض﴾.
2- الإِدْغَامُ: إِذَا جَاءَ بَعْدَهُمَا أَحَدُ الأَحْرُفِ المَجْمُوعَةِ فِي قَوْلِكَ: "يَرْمُلُونَ"([38])، وَجَبَ إِدْغَامُهُمَـا بِإِظْهَارِ الغُنَّةِ فِـي رِوَايَةِ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ فِي: المِيمِ، وَالنُّونِ، وَالوَاوِ، وَاليَاءِ؛ وَيَجِبُ إِدْغَامُهُمَـا بِغَيْرِ غُنَّةٍ فِي اللَّامِ وَالرَّاءِ لِلأَزْرَقِ عَنْ وَرْشٍ؛ نَحْوَ: ﴿فَمَنْ يَّعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُو﴾، ﴿قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَـٰمُوسَىٰ﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، ﴿وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِيٓ ءَاتَيٰكُمْ﴾، ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ﴾، ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً اَحَدٌ﴾([39])، ﴿واتَّقُوا يَوْماً لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْـٔاً﴾([40])، ﴿مِن وَّلِيٍّ وَلَا وَاقٍ﴾، ﴿خِتَــٰـمُهُو مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَـٰـفِسُونَ﴾، ﴿مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰٓ﴾، ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾.
هَذَا، وَلَا يَكُونُ الإِدْغَامُ فِي الوَاوِ وَاليَاءِ -خَاصَّةً- إِلَّا مِنْ كَلِمَتَيْنِ؛ وَإِذَا مَا اجْتَمَعَتِ النُّونُ السَّاكِنَةُ مَعَ أَحَدِهِمَا وَجَبَ الإِظْهَارُ؛ وَذَلِكَ فِي ﴿الدُّنْيَا﴾، ﴿قِنوَانٌ﴾، ﴿صِنْوَان﴾، ﴿ بُنْيَانَهُ﴾، ﴿بُنْيَـٰـنَهُم﴾، ﴿بُنْيَاناً﴾، ﴿بُنْيَانٌ﴾.
3- القَلْبُ([41]): إِذَا جَاءَ بَعْدَهُمَا حَرْفُ البَاءِ وَجَبَ قَلْبُهُمَا مِيماً مُخْفَاةً وَجْهاً وَاحِداً، نَحْوَ: ﴿مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى﴾، ﴿أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ﴾، ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُو يُؤْمِنُونَ﴾.
4- الإِخْفَاءُ: إِذَا جَاءَ بَعْدَهُمَا بَاقِي الحُرُوفِ([42]) غَيْرِ المَذْكُورَةِ وَجَبَ إِخْفَاؤُهُمَا بِإِظْهَارِ الغُنَّةِ؛ نَحْوَ: ﴿مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُو عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾، ﴿وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِے﴾، ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً طَهُوراً﴾، ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِے﴾، ﴿فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً﴾، ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَـٰواتٍ طِبَاقاً﴾، ﴿إِنَّهُو لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالهَزْلِ﴾، ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِّلَّهِ حَنِيفاً﴾.
بَابُ المَدِّ وَأَحْكَامِهِ
المَدُّ هُوَ إِطَالَةُ الصَّوْتِ بِأَحَدِ أَحْرُفِ المَدِّ وَاللِّينِ أَوْ أَحَدِ حَرْفَيِ اللِّينِ.
وَأَحْرُفُ المَدِّ وَاللِّينِ ثَلَاثَةٌ، وَهِيَ: الأَلِفُ، وَلَا تَكُونُ إِلَّا سَاكِنَةً، وَلَا يَكُونُ قَبْلَهَا إِلَّا فَتْحٌ؛ وَاليَاءُ السَّاكِنَةُ المَكْسُورُ مَا قَبْلَهَا؛ الوَاوُ السَّاكِنَةُ الـمَضْمُومُ مَا قَبْلَهَا؛ وَيَجْمَعُهَا قَوْلُكَ: "نُوحِيهَا"؛ وَحَرْفَا اللِّينِ: اليَاءُ وَالوَاوُ السَّاكِنَتَانِ المَفْتُوحُ مَا قَبْلَهُمَا.
نَحْوَ: ﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا اِنطَلَقْتُمُو إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُّبَدِّلُواْ كَلَـٰمَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذالِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُواْ لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً﴾؛ ﴿لِإِيلَـٰـفِ قُرَيْشٍ إِےلـٰـفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَآءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰـذَا الْبَيْتِ الَّذِيٓ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾.
مَرَاتِبُ الـمَدِّ
ذَكَرَ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي نَشْرِهِ خَمْسَ مَرَاتِبَ لِلمَدِّ، وَهِيَ:
- القَصْرُ: وَقُدِّرَتْ بِحَرَكَتَيْنِ، وَهُوَ زَمَنُ النُّطْقِ بأَلِفٍ مِنْ "بَا" مَثَلاً؛ وَاخْتُلِفَ فِي التَّعْبِيرِ عَنْ زَمَنِ النُّطْقِ بِهَا([43])؛ فَظَاهِرُ كَلَامِ ابْنِ الجَزَرِيِّ أَنَّ الأَلِفَ مَعَ الحَرَكَةِ الَّتِي قَبْلَهَا بِحَرَكَتَيْنِ، فتَكُونُ الأَلِفُ بِحَرَكَةٍ؛ وَاخْتَارَ المِصْرِيُّونَ المُتَأَخِّرُونَ الأَلِفَ مِنْ غَيْرِ الفَتْحَةِ قَبْلَهَا بِحَرَكَتَيْنِ؛ وَالحَرَكَةُ بِمِقْدارِ النُّطْقِ بِحَرْفٍ مُتَحرِّكٍ([44]).
- فُوَيْقُ القَصْرِ: وَقُدِّرَتْ بِثَلَاثِ حَرَكَاتٍ؛ فَهِيَ بِأَلِفَيْنِ عَلَى تَعْبِيرِ ابْنِ الجَزَرِيِّ؛ وَبِأَلِفٍ وَاحِدَةٍ وَنِصْفٍ عَلَى مَـا اخْتَارَهُ المِصْرِيُّونَ.
- التَّوَسُّطُ: وَقُدِّرَتْ بِأَرْبعِ حَرَكَاتٍ؛ فَهِيَ بِثَلَاثِ أَلِفَاتٍ عَلَى ظَاهِرِ نَشْرِ ابْنِ الجَزَرِيِّ؛ وَبِأَلِفَيْنِ عَلَى مَا اخْتَارَهُ المِصْرِيُّونَ.
- فُوَيْقُ التَّوَسُّطِ: وَقُدِّرَتْ بِخَمْسِ حَرَكَاتٍ؛ فَهِيَ بِأَرْبَعِ أَلِفَاتٍ عَلَى تَعْبِير ابْنِ الجَزَرِيِّ؛ وَبِأَلِفَيْنِ وَنِصْفٍ عَلَى مَا اخْتَارَهُ المِصْرِيُّونَ.
- الطُّولُ: وَقُدِّرَتْ بِسِتِّ حَرَكَاتٍ؛ فَهِيَ بِخَمْسِ أَلِفَاتٍ عَلَى مَذْهَبِ ابْنِ الجَزَرِيِّ؛ وَبِثَلَاثِ أَلِفَاتٍ عَلَى مَا اخْتَارَهُ المِصْرِيُّونَ.
تَنْبِيهٌ: قَدْ تَجِدُ بَعْضَ مَنْ يُعَبِّرُ عَنْ مَرْتَبَةِ الطُّولِ بِعَشْرِ حَرَكَاتٍ، وَعَنِ المَرْتَبَةِ الَّتِي دُونَهَا بِثَمَانٍ، ثُمَّ بِسِتٍّ، ثُمَّ بِأَرْبَعٍ؛ وَلَكِنْ هَذَا لَيْسَ مَعْنَاهُ الإِفْرَاطُ بِالمَدِّ، بَلْ هُوَ مُجَرَّدُ اصْطِلَاحٍ لَا غَيْرَ، قَالَ عَلِيُّ السَّخَاوِيُّ ::
لَا تَحْسِبِ التَّجْوِيدَ مَدًّا مُفْرِطاً
وَلَا مَدَّ مَا لَا مَدَّ فِيهِ لِوَانِ
وَقَالَ الإِمَامُ ابْنُ الجَزَرِيِّ:
مُكَمَّلاً مِنْ غَيْرِ ما تَكَلُّفٍ
بِاللُّطْفِ فِي النُّطْقِ بِلَا تَعَسُّفٍ
أَسْبَابُ الـمَدِّ وَأَحْكَامُهُ
لَا تَجُوزُ الزِّيَادَةُ فِي أَحَدِ أَحْرُفِ المَدِّ وَاللِّينِ عَلَى مِقْدَارِ النُّطْقِ بِالأَلِفِ إِلَّا لِسَبَبٍ؛ وَهُوَ عِنْدَ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ لَفْظِيٌّ فَقَطْ، وَهُوَ إِمَّا هَمْزٌ أَوْ سُكُونٌ.
أ- مَا كَانَ سَبَبُهُ الهَمْزَ:
- المَدُّ المُنْفَصِلُ: هُوَ مَا جَاءَ حَرْفُ المَدِّ آخِرَ الكَلِمَةِ، وَجَاءَتْ بَعْدَهُ هَمْزَةُ قَطْعٍ فِي أَوَّلِ كَلِمَةٍ أُخْرَى؛ نَحْوَ: ﴿لَآ أَقُولُ﴾؛ ﴿وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِے﴾، ﴿وَفِيٓ أَنفُسِكُمُوٓ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾، وَيُمَدُّ طُولاً وَجْهاً وَاحِداً لِوَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ.
وَيُلْحَقُ بِالمَدِّ الـمُنْفَصِلِ: مَدُّ الصِّلَةِ الكُبْرَى؛ وَهُوَ الوَاوُ وَاليَاءُ المَدِّيَّتَانِ الـمُشْبَعَتَانِ مِنْ هَاءِ الكِنَايَةِ، إِذَا جَاءَ بَعْدَهَا هَمْزٌ، فِـي نَحْوِ: ﴿بِهِے أَنْ﴾، ﴿مَالَهُوٓ أَخْلَدَهُو﴾.
وَهَاءُ الكِنَايَةِ هِيَ: الهَاءُ الزَّائِدَةُ عَنْ بِنْيَةِ الكَلِمَةِ، الَّتِي يُكَنَّى بِهَا الضَّمِيرُ الغَائِبُ المُفْرَدُ المُذَكَّرُ.
وَتُحَرَّكُ بِضَمٍّ إِنْ تَقَدَّمَهَا فَتْحٌ أَوْ ضَمٌّ أَوْ سَاكِنٌ غَيْرُ اليَاءِ.
وَتُكْسَرُ إِنْ سُبِقَتْ بِكَسْرٍ أَوْ يَاءٍ سَاكِنَةٍ.
وَتُوصَلُ بِيَاءٍ أَوْ وَاوٍ حَسَبَ حَرَكَتِهَا إِذَا وَقَعَتْ بَيْنَ مُتَحَرِّكَيْنِ، وَكَذَا إِذَا أَتَى قَبْلَهَا سَاكِنٌ مَحْذُوفٌ وَبَعْدَهَا مُتَحَرِّكٌ، فِـي نَحْوِ: ﴿يُؤَدِّهِے﴾، وَ﴿يَرَهُو﴾، وَ﴿نُؤْتِهِے﴾، وَ﴿نُوَلِّهِے﴾، وَ﴿نُصْلِهِے﴾، وَ﴿مَنْ يَأْتِهِے﴾، وَ﴿تُرْزَقَانِهِے﴾، وَ﴿يَتَّقِهِے﴾، وَ﴿أَرْجِهِے﴾، وَ﴿أَلْقِهِے﴾؛ إِلَّا ﴿يَرْضَهُ﴾ فِي سُورَةِ الزُّمَرِ، فَإِنَّ وَرْشاً عَنْ نَافِعٍ قَرَأَهَا بِالضَّمِّ دُونَ صِلَةٍ.
وَإِذَا وَقَعَتْ قَبْل سَاكِنٍ اتَّفَقَ مَعَ كُلِّ القُرَّاءِ عَلَى الاِخْتِلَاسِ([45]).
وَأَمَّا إِذَا جَاءَتْ بَعْدَ سَاكِنٍ وَقَبْلَ مُتَحَرِّكٍ فَأَصْلُهُ فِيهَا الاِخْتِلَاسُ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ.
وَيُلْحَقُ بِمَدِّ الصِّلَةِ الكُبْرَى:
- اليَاءُ مِنْ ﴿هَذِهِے أَنْعَامٌ﴾، وَ﴿إِنَّ هَذِهِے أُمَّتُكُمُوٓ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾.
- الوَاوُ المُتَوَلِّدَةُ مِنْ مِيمِ الجَمِعِ فِـي نَحْوِ: ﴿ءَآنْذَرْتَهُمُوٓ أَمْ﴾.
- المَدُّ المُتَّصِلِ: هُوَ مَا جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ المَدِّ هَمْزَةُ قَطْعٍ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، نَحْوَ: ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِـــــٓــــےءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾، ﴿وَجِاْيٓءَ بِالنَّبِيـٔـِـــےـنَ والشُّهَدَآءِ﴾، ﴿يَتَوَارَىٰ مِنَ القَوْمِ مِنْ سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِ﴾؛ وَيَجِبُ المَدُّ فِيهِ، وَيَمْتَنِعُ القَصْرُ؛ وَيُمَدُّ بِمِقْدَارِ الطُّولِ وَجْهاً وَاحِداً فِي رِوَايَةِ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ.
- مَدُّ البَدَلِ: وَهُوَ مَا تَقَدَّمَتْ فِيهِ الهَمْزَةُ عَلَى المَدِّ، فِي نَحْوِ: ﴿ءَادَم﴾، وَ﴿إِيمَـٰـن﴾، وَ﴿أُوتُوا﴾؛ فَجُمْهُورُ القُرَّاءِ عَلَى قَصْرِهِ، إِلَّا وَرْشاً عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ وَغَيْرِهِ؛ اخْتَصَّ بِمَدِّهِ قَصْراً وَتَوَسُّطاً وَطُولاً؛ إِلَّا أَنَّ التَّوُسُّطَ مُقَدَّمٌ أَدَاءً مِنَ طَرِيقِ الشَّاطِبِيَّةِ، لَا القَصْرُ كَمَا يَظْهَرُ أَوَّلَ وَهْلَةٍ مِنْ النَّظْمِ:
وَمَا بَعْدَ هَمْزٍ ثَابِتٍ أَوْ مُغَيَّرٍ
فَقَصْـرٌ وَقَدْ يُرْوَى لِوَرْشٍ مُطَوَّلاً
وَوَسَّطَهُ قَوْمٌ كَآمَنَ هَؤُلَا
ءِءَالِـهَةً آتَى لِلاِيمَـانِ مُثِّلَا
فَيَظْهَرُ مِنْ قَوْلِهِ: "فَقَصْرٌ"، أَنَّ القَصْرَ مُقَدَّمٌ فِي الأَدَاءِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ بَلْ قَصْدُهُ القَصْرُ لِكُلِّ القُرَّاءِ، وَلِوَرْشٍ وَجْهَانِ آخَرَانِ، وَهُمَا: الطُّولُ وَالتَّوَسُّطُ؛ وَبِذَلِكَ جَاءَ شَرْحُ السَّخَاوِيِّ([46]) وَشَرْحُ الفَاسِيِّ([47]) وَغَيْرُهُمَا.
وَاسْتُثْنِيَ المَدُّ([48]) مِنْ طَرِيقَيِ الشَّاطِبِيَّةِ وَالتَّيْسِيرِ فِـي:
- ﴿يُؤَاخِذُ﴾ كَيْفَ وَقَعَ.
- ﴿إِسْرَآئِيلَ﴾ حَيْثُ وَقَعَ.
- وَمَا كَانَ قَبْلَ الـهَمْزَةِ سَاكِنٌ غَيْرُ حَرْفِ مَدٍّ وَلِينٍ، وَذَلِكَ فِـي أَرْبَعَةِ كَلِمَـاتٍ، وَهِيَ: ﴿مَسْـؤُولاً﴾، ﴿مَذْءُوماً﴾، ﴿القُرْءَانُ﴾، ﴿الظَّمْـَٔانُ﴾.
- مَا كَانَتِ الهَمْزَةُ مُجْـلَبَةً لِلِابْتِدَاءِ، نَحْوَ: ﴿اُوتُمِنَ﴾، ﴿اِيتِ﴾، ﴿اِيذَنْ﴾، وَشِبْهَهُ.
- مَا كَانَتِ الأَلِفُ مَبْدَلَةً مِنَ التَّنْوِينِ حَالَةَ الوَقْفِ عَلَى نَحْوِ: ﴿مَاءً﴾، ﴿سَوَاءً﴾.
وَاخْتَلَفُوا مِنْ طَرِيقِ الشَّاطِبِيَّةِ فِي:
- ﴿عَاداً الُّاولَى﴾ فِـي سُورَة النَّجْمِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَصَرَهُ وَجْهاً وَاحِداً، وَمِنْهُمْ مَنْ مَدَّهُ؛ وَعَلَى قَصْرِهِ تَصِحُّ الأَوْجُهُ الثَّلَاثَةُ فِـي بَدَلٍ غَيْرِهِ، وَعَلَى تَوَسُّطِهِ تَوَسُّطُ غَيْرِهِ وَجْهاً وَاحِداً، وَهُوَ طَرِيقُ التَّيْسِيرِ([49])، وَهُوَ المُقَدَّمُ أَدَاءً؛ وَعَلَى إِشْبَاعِهِ إِشْبَاعِ غَيْرِهِ وَجْهاً وَاحِداً.
- ﴿ءَآلَـٰنَ﴾ مَوْضِعَي سُورَةِ يُونُسَ؛ أَمَّا أَلِفُ الوَصْلِ فَلَهُ فِيهَا كَسَائِرِ القُرَّاءِ: إِبْدَالُـهَا أَلِفاً([50]) أَوْ تَسْهِيلُهَا بَيْنَ بَيْنَ؛ وَأَمَّا الأَلِفُ الَّتِي بَعْدَ اللَّامِ فَهِيَ بَدَلٌ مُغَيَّرٌ بِالنَّقْل؛ وَمَذْهَبُ الدَّانِيِّ فِي التَّيْسِيرِ التَّوَسُّطُ وَجْهاً وَاحِداً، وَلَمْ يَسْتَثْنِهَا([51])؛ وَلَيْسَ لَهُ -أَيِ الدَّانِيِّ فِي التَّيْسِيرِ- فِي أَلِفِ الوَصْلِ حَالَةَ الإِبْدَالِ إِلَّا الإِشْبَاعُ أَوِ التَّوَسُّطُ([52])، وَزَادَ الشَّاطِبِيُّ القَصْرَ([53]).
وَعَلَى قَصْرِ أَلِفِ الوَصْلِ حَالَةَ الإِبْدَالِ يَمْتَنِعُ التَّوَسُّطُ وَالطُّولُ فِـي البَدَلِ المُغَيَّرِ([54]) حَالَةَ عَدَمِ الوَقْفِ عَلَى ﴿ءَآلَـٰنَ﴾.
وَعَلَى تَوَسُّطِهَا يَمْتَنِعُ الطُّولُ.
وَعَلَى إِشْبَاعِهَا أَوْ تَسْهِيلِهَا بَيْنَ بَيْنَ لَا يَمْتَنِعُ شَيْءٌ.
فَالأَوْجُهُ تِسْعَةٌ؛ وَمَنَعَ بَعْضُ المُتَأَخِّرِينَ تَوَسُّطَ أَلِفِ الوَصْلِ، فَالأَوْجُهُ عِنْدَهُمْ عِنْدَهُمْ سَبْعَةٌ([55]).
- مَدُّ الِّلينِ المَهْمُوزِ: هُوَ مَا جَاءَتْ فِيهِ الهَمْزَةُ بَعْدَ أَحَدِ حَرْفَـيِ اللِّينِ، نَحْوَ: ﴿شَيْــٔاً﴾، ﴿سَوْءَةَ﴾؛ فَجُمْهُورُ القُرَّاءِ عَلَى القَصْرِ([56])؛ وَذَهَبَ وَرْشٌ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ إِلَى مَدِّهِ مَدًّا مُتَوَسِّطاً أَوْ مُشْبَعاً، وَالتَّوَسُّطُ مُقَدَّمٌ فِي الأَدَاءِ؛ وَيُسْتَثْنَى مِنَ المَدِّ فِي كُلٍّ مِنْ: ﴿مَوْئِلاً﴾ فِـي سُورَةِ الكَهْفِ، وَ﴿المَوْءُودَةُ﴾ فِي سُورَةِ التَّكْوِيرِ.
وَاخْتَلَفُوا فِي: ﴿سَوْءَاتهمَا﴾، وَهِيَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ مِنْ سُورَةِ الأَعْرَافِ([57])، وَفِي مَوْضِعِ سُورَةِ طَهَ([58])؛ فَاسْتَثْنَتْ جَمَاعَةٌ المَدَّ، وَأَجَازَتْهُ جَمَاعَةٌ لَيْسَ لَهَا فِـي مَدِّ البَدَلِ إِلَّا التَّوَسُّطِ؛ وَعَلَيْهِ فَنَحْوَ هَذِهِ الكَلِمَةِ، أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ، وَهِيَ: قَصْرُ اللِّينِ وَعَدَمُ مَدِّهِ مَعَ ثَلَاثَةِ مَدِّ البَدَلِ؛ وَتَوَسُّطُ مَدِّ اللِّينِ مَعَ تَوَسُّطِ مَدِّ البَدَلِ وَجْهاً وَاحداً، وَهُوَ المُقَدَّمُ أَدَاءً.
ب- مَا كَانَ سَبَبُهُ السُّكُونَ:
1- مَا كَانَ سَبُبُهُ السُّكُونَ العَارِضَ بِسَبَبِ الوَقْفِ:
- المَدُّ العَارِضُ لِلسُّكُونِ: وَهُوَ مَا جَاءَ فِيهِ بَعْدَ حَرْفِ المَدِّ حَرْفٌ يَجُوزُ إِسْكَانُه وَقْفاً مِنْ بَنَاءِ الكَلِمَةِ، وَذَلِكَ فِـي نَحْوِ: ﴿الرَّحِيمِ﴾، وَ﴿العَـٰلَمِينَ﴾، وَ﴿الرَّحْـمَـٰـنِ﴾؛ حُكْمُهُ التَّوَسُّطُ وَالطُّولُ؛ وَالتَّوَسُّطُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً لِجَمِيعِ القُرَّاءِ([59])، غَيْرَ وَرْشٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ، فَالطُّولُ مُقَدَّمٌ لَهُ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ لَهُ مِنَ التَّيْسِيرِ؛ وَلَمْ يَرْتَضِ القَصْرَ مِنَ المُتَقَدِّمِينَ إِلَّا أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الغَنِيِّ الحُصُرِيُّ([60])، حَيْثُ قَالَ فِي قَصِيدَتِهِ([61]):
وَإِنْ يَتَطَرَّقْ عِنْدَ وَقْفِكَ سَاكِنٌ
فَقِفْ دُونَ مَدٍّ ذَاكَ رَأْيِي بِلَا فَخْرٍ
- مَدُّ اللِّينِ العَارِضُ لِلسُّكُونِ: وَهُوَ مَا جَاءَ بَعْدَ أَحَدِ حَرْفَيِ اللِّينِ حَرْفٌ يَجُوزُ إِسْكَانُهُ وَقْفاً مِنْ بِنَاءِ الكَلِمَةِ، فِـي نَحْوِ: ﴿شَـْــےء﴾، وَ﴿خَوْف﴾، و﴿قُرَيْش﴾، وَ﴿سَوْء﴾؛ وَحُكْمُهُ: القَصْرُ، وَالتَّوَسُّطُ، وَالطُّولُ؛ فِي غَيْرِ ﴿شَـْــےء﴾، وَ﴿سَوْءٍ﴾ وَبَابِهِمَا لِوَرْشٍ خَاصَّةً مِمَّا كَانَ بَعْدَ أَحَدِ حَرْفَيِ اللِّينِ؛ وَالتَّوَسُّطُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً لِجَمِيعِ القُرَّاءِ([62])؛ أَمَّا فِـي نَحْوِ: ﴿شَـْــےء﴾ وَبَابِهِ فَلَا يَصِحُّ القَصْرُ فِيهِ.
هَذَا، وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَدُّ اللِّينِ العَارِضُ أَقَلُّ مَرْتَبَةٍ مِنَ الـمَدِّ العَارِضِ أَوْ يُسَاوِيهِ([63]).
- المَدُّ اللَّازِمُ: وَهُوَ مَا جَاءَ فِيهِ حَرْفُ المَدِّ قَبْلَ حَرْفٍ سَاكِنٍ سُكُوناً صَحِيحاً وَصْلاً وَوَقْفاً([64])، فِي نَحْوِ: ﴿الضَّآلِّينَ﴾، وَ﴿أَلَمِّ﴾؛ وَاسْتَقَرَّ العَمَلُ اليَوْمَ عَلَى مَدِّهِ مَدًّا مُشْبَعاً لِجَمِيعِ القُرَّاءِ، إِلَّا فِي يَاءِ العَيْنِ مِنْ فَاتِحَةِ سُورَةِ مَرْيَمَ: ﴿كَٓهيعَٓصَٓ﴾، وَمَنْ فَاتِحَةِ سُورَةِ الشُّورَى ﴿حَمٓ عٓسٓقٓ﴾، فَلَهُ فِيهَا: التَّوَسُّطُ وَالطُّولُ؛ وَالتَّوَسُّطُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً.
وَفِي نَحْوِ ﴿مَحْيَآےْ﴾ فِي سورةِ الأَنْعَامِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاِتي وَنُسُكِي وَمَحْيَآےْ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَـٰـلَمِينَ﴾ وَجْهَانِ: الأَوَّلُ إِسْكَانُ اليَاءِ وَصْلاً وَوَقْفاً، وَعَلَيْهِ يَتَعَيَّنُ المَدُّ اللَّازِمُ فِي الأَلِفِ، وَهُوَ المُقَدَّمُ أَدَاءً؛ وَالآخَرُ: فَتْحُ اليَاءِ مَعَ القَصْرِ.
بَابُ التَّفْخِيمِ وَالتَّرْقِيقِ
التَّفْخِيمُ: هُوَ غِلَظٌ يَدْخُلُ عَلَى ذَاتِ الـحَرْفِ فَيَمْتَلِئُ الفَمُ بِصَدَاهُ، بِسَبَبِ ضَيْقِ مَجْرَى الصَّوْتِ لاِرْتِفَاعِ جُزْءٍ كَبِيرٍ مِنَ اللِّسَانِ.
وَالتَّرْقِيقُ: هُوَ نُحُولٌ يَدْخُلُ عَلَى ذَاتِ الـحَرْفِ فَلَا يَمْتَلِئُ الفَمُ بِصَدَاهُ، بِسَبَبِ سِعَةِ مَجْرَى الصَّوْتِ لاِنْخِفَاضِ جُزْءٍ كَبِيرٍ مِنَ اللِّسَانِ.
هَذَا، وَهُنَاكَ أَحْرُفٌ تُفَخَّمُ مُطْلَقاً، وَهِيَ: حُرُوفُ الاِسْتِعْلَاءِ([65]) المَجْمُوعَةُ فِـي قَوْلِكَ: "خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ".
وَحُرُوفٌ تُفَخَّمُ أَحْيَاناً، وَهِيَ: الرَّاءُ، وَاللَّامُ، وَالأَلِفُ([66])، وَالنُّونُ المُخْفَاةِ بِخِلَافٍ مَشْهُورٍ بَيْنَ أَهْلِ الأَدَاءِ([67]).
فَالرَّاءُ فَالأَصْلُ فِيهَا التَّفْخِيمُ عَلَى الصَّحِيحِ، فَالمُتَحَرِّكَةُ لَا تُرَقَّقُ إِلَّا إِذَا أُمِيلَتْ أَوْ كُسِرَتْ.
وَاخْتَـصَّ وَرْشٌ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ طِبْقاً لِمَا جَاءَ فِي الشَّاطِبِيَّةِ وَالتَّيْسِيرِ بِتَرْقِيقِ كُلِّ رَاءٍ مَفْتُوحَةٍ أَوْ مَضْمُومَةٍ جَاءَتْ بَعْدَ كَسْـرٍ أَصْلِـيٍّ لَازِمٍ مُتَّصِلٍ أَوْ يَاءٍ سَاكِنَةٍ أَوْ كَسْـرٍ مُنْفَصِلٍ بِسَاكِنٍ غَيْرِ مُسْتَعْلٍ غَيْرَ الخَاءِ([68])، نَحْوَ: ﴿الَاخِرَة﴾، ﴿يُسِـرُّون﴾، ﴿يُصِرُّون﴾، ﴿نَاضِرَة﴾، ﴿يُحَذِّرُكم﴾، ﴿مُنذِرٌ﴾، ﴿خَيْراً﴾، ﴿خَيْرٌ﴾، ﴿كبِيراً﴾، ﴿بَصِيرَة﴾، ﴿كبِيرُهُم﴾، ﴿عَشِيرَتُكُم﴾([69])، ﴿إكْرَاهَ﴾، ﴿إجْرَامِي﴾، ﴿سِحْرٌ﴾، ﴿الكَـٰـفِرُونَ﴾، ﴿إِخْرَاجٍ﴾.
وَوَافَقَ غَيْرَهُ فِي التَّفْخِيمِ فِي حَالَاتٍ، مِنْهَا
- إِذَا مَا تَكَرَّرَتِ الرَّاءُ، وَذَلِكَ فِي: ﴿مِدْرَاراً﴾، وَ﴿ضِرَاراً﴾، وَ﴿فِرَاراً﴾، وَ﴿الفِرَارُ﴾.
- إِذَا مَا جَاءَ بَعْدَهَا حَرْفُ اسْتِعْلَاءٍ مُتَّصِلٍ، نَحْوَ: ﴿الصِّرَاطَ﴾، و﴿صِرَاطَ﴾، ﴿الفِرَاقُ﴾، ﴿فِرَاقُ﴾، ﴿وَالإِشْرَاقِ﴾.
- إِذَا مَا كَانَتِ اليَاءُ الَّتٍي قَبْلَ الرَّاءِ غَيْرَ مَكْسُورَةٍ، نَحْوَ: ﴿يَرَوْنَ﴾.
- إِذَا مَا كَانَتِ الكَسْـرَةُ الَّتٍي قَبْلَ الرَّاءِ مُنْفَصِلَةً أَوْ غَيْرَ لَازِمَةٍ، نَحْوَ: ﴿لِلَّهِ رَبِّ﴾، ﴿بِرَشِيدٍ﴾،
- إِذَا مَا كَانَ السَّاكِنُ الفَاصِلُ بَيْنَ الرَّاءِ وَبَيْنَ الكَسْرَةِ حَرْفَ اسْتِعْلَاءٍ غَيْرَ الخَاءِ، وَذَلِكَ فِـي: ﴿قِطْراً﴾، وَ﴿مِصْـرَ﴾، وَ﴿إِصْراً﴾، وَ﴿إِصْرَهُمْ﴾، وَ﴿فِطْرَتْ﴾، وَ﴿وِقْراً﴾.
فَحِينَئِذٍ تُفَخَّمُ الرَّاءُ، وَلَا تُرَقَّقُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ بِلَا خِلَافٍ.
وَتُفَخَّمُ مِنْ طَرِيقَيِ الشَّاطِبِيَّةِ وَالتَّيْسِيرِ بِسَبَبِ عُجْمَتِ الاِسْمِ، وَذَلِكَ فِي: ﴿إِسْرَآئِيلَ﴾، وَ﴿إِبْرَاهِيمَ﴾، وَ﴿عِمْرَانَ﴾ حَيْثَ وَقَعَتْ، وَ﴿إِرَمَ﴾ فِي سُورَةِ الفَجْرِ.
وَاخْتَصَّ أَيْضاً وَرْشٌ مِنْ طَرِيقَيِ الشَّاطِبِيَّةِ وَالتَّيْسِيرِ بِتَرْقِيقِ الرَّاءِ المَفْتُوحَةِ مِنْ ﴿بِشَـرَرٍ﴾ فِي سُورَةِ المُرْسَلَاتِ وَصْلاً وَوَقْفاً؛ وَلَيْسَ لَهُ فِي الثَّانِيَةِ إِلَّا التَّرْقِيقُ وَصْلاً وَوَقْفاً.
وَاخْتُلِفَ عَنْ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ فِـي:
1- ﴿ذِكْراً﴾ وَأَخَوَاتُهَا الخَمْسُ، وَهِيَ: ﴿سِتْراً﴾، وَ﴿وِزْراً﴾، وَ﴿حِجْراً﴾، وَ﴿صِهْراً﴾، وَ﴿إِمْراً﴾؛ وَالتَّفْخِيمُ مُقَدَّمٌ فِـي الأَدَاءِ، وَهُوَ طَرِيقُ التَّيْسِيرِ([70]).
2- ﴿حَيْرَانَ﴾ فِي سُورَةِ الأَنْعَامِ؛ وَالتَّفْخِيمُ مُقَدَّمٌ فِي الأَدَاءِ([71])، وَهُوَ طَرِيقُ الدَّانِيِّ فِي التَّيْسِيرِ؛ وَإِنْ يَظْهَرُ فِي التَّيْسِيرِ خِلَافُهُ([72])، وَهُوَ إِمَّا خُرُوجٌ عَنْ طَرِيقِهِ([73])، أَوْ سَبْقُ قَلَمٍ منَ الدَّانِيِّ :.
3- ﴿ذِكْرَى الدَّارِ﴾ فِـي سُورَةِ ص، وَالعَمَلُ عَلَى التَّرْقِيقِ وَجْهاً وَاحِداً([74])؛ قَالَ ابْنُ بَرِّي فِـي دُرَرِ اللَّوَامِعِ([75]):
والخُلْفُ في وَصْلِكَ ذِكْرى الدَّارِ
وَرُقِّقَتْ فِي المَذْهَبِ المُخْتَارِ
أَمَّـا الرَّاءُ السَّاكِنَةُ فَكُلُّ القُرَّاءِ عَلَى تَفْخِيمِهَا إِذَا مَا أَتَتْ بَعْدَ فَتْحٍ أَوْ ضَمٍّ أَوْ كَسْرٍ عَارِضٍ؛ نَحْوَ: ﴿الَارْضِ﴾، ﴿وَمَنْ يَشْكُرْ﴾، ﴿الَّذِي اِرْتَضَى﴾، ﴿أَمِ اِرْتَابُوا﴾، ﴿اِرْجِعْ﴾؛ وكَذَا إِذَا جَاءَتْ سَاكِنَةً سُكُوناً عَارِضاً لِلوَقْفِ، وَهِيَ فِـي الوَقْفِ غَيْرُ مَكْسُورَةٍ بَعْدَ فَتْحٍ أَوْ ضَمٍّ أَوْ سُكُونٍ بَعْدَ فَتْحٍ أَوْ ضَمٍّ، نَحْوَ: ﴿القَمَرُ﴾، ﴿النُّذُرُ﴾، ﴿صُفْرٌ﴾.
وَتُرَقَّقُ إِذَا جَاءَتْ بَعْدَ كَسْرَةٍ أَصْلِيَّةٍ، وَلَمْ يَأْتِ بَعْدَهَا حَرْفُ اسْتِعْلَاءٍ مِنْ نَفْسِ الكَلِمَةِ، نَحْوَ: ﴿شِرْذِمَة﴾، ﴿فِرْعَوْن﴾.
وَأَمَّا إِذَا جَاءَ بَعْدَهَا حَرْفُ اسْتِعْلَاءٍ -وَذَلِكَ فِـي: ﴿قِرْطَاس﴾، ﴿إِرْصَاداً﴾، ﴿مِرْصَاداً﴾، ﴿لَبِالْمِرْصَادِ﴾، ﴿فِرْقَة﴾- فَتُفَخَّمُ وَجْهاً وَاحِداً؛ وَاخْتُلِفَ فِي: رَاءِ ﴿فِرْقٍ﴾ حَالَةَ الوَصْلِ أَوِ الوَقْفِ بِالرَّوْمِ لِكَسْرَةِ القَافِ، وَالوَجْهَانِ صَحِيحَانِ مَأْخُوذٌ بِهِمَا.
وَتُرَقَّقُ الرَّاءُ أَيْضاً إِذَا أَتَتْ سَاكِنَةً سُكُوناً عَارِضاً لِلوَقْفِ بَعْدَ كَسْرَةٍ أَوْ يَاءٍ سَاكِنَةٍ أَوْ سُكُونٍ بَعْدَ كَسْرٍ، نَحْوَ: ﴿الْبِرِّ﴾([76])، ﴿خَبِير﴾، ﴿خَيْر﴾، ﴿ذِكْر﴾.
وَاخْتُلِفَ فِـي الوَقْفَ عَلَى: ﴿يَسْرِ﴾، وَ﴿مِصْرَ﴾، وَ﴿الْقِطْرِ﴾، ﴿وَالْفَجْرِ﴾؛ وَإِنْ كَانَ الوَجْهَانِ قُرِئَ بِهِمَا([77])؛ إِلَّا أَنَّهُ لَا تَرْقِيقَ اليَوْمَ فِي ﴿الْفَجْرِ﴾ عَلَى مَا اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ العَمَلُ؛ وَالمُقَدَّمُ أَدَاءً عَلَى مَا اخْتَارهُ ابْنُ الجَزَرِيُّ فِي النَّشْرِ([78]): التَّفْخِيمُ فِي ﴿مِصْرَ﴾، و﴿الْقطْرِ﴾، وَالتَّرْقِيقُ فِي ﴿يَسْرِ ے﴾.
وَقَالَ بَعْضُ المُتَأَخِّرِينَ قِيَاساً عَلَى ﴿الفَجْرِ﴾: الوَجْهَانِ، وَالتَّفْخِيمُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً فِي كُلِّ رَاءٍ سَاكِنَةٍ سُكُوناً عَارِضاً لِلوَقْفِ، وَهِيَ فِي الأَصْلِ مَكْسُورَةٌ كَسْرَ إِعْرَابٍ بَعْدَ فَتْحٍ أَوْ ضَمٍّ أَوْ سُكُونٍ بَعْدَ فَتْحٍ أَوْ ضَمٍّ، نَحْوَ: ﴿لِلبَشَرِ﴾، وَ﴿بِالنُّذُرِ﴾؛ وَقَالُوا أَيْضاً قِيَاساً عَلَى ﴿يَسْرِے﴾: الوَجْهَانِ، وَالتَّرْقِيقُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً فِي كُلِّ رَاءٍ سَاكِنَةٍ سُكُوناً عَارِضاً لِلوَقْفِ، وَهِيَ فِـي الأَصْلِ مَكْسُورَةٌ كَسْرَ بِنَاءٍ، نَحْوَ: ﴿نُذُرِے﴾؛ قُلْتُ: وَالصَّحِيحُ التَّفْخِيمُ فِي كُلِّ ذَلِكَ.
وَأَمَّا اللَّامُ فَالأَصْلُ فِيهَا التَّرْقِيقُ، وَاتَّفَقَ القُرَّاءُ عَلَى تَفْخِيمِهَا فِي لَفْظِ الـجَلَالَةِ حَالَةَ الِابْتِدَاءِ بِهِ مُطْلَقاً، وَكَذَا إِنْ سُبِقَ بِفَتْحٍ أَوْ بِضَمٍّ، نَحْوَ: ﴿اللَّهُ﴾، وَ﴿إِنَّ اللَّهَ﴾، وَ﴿يَنْصُرُ اللَّهَ﴾، وَ﴿قَالُواْ اللَّهُمَّ﴾.
هَذَا، وَتَبْقَى لَامُ لَفْظِ الجَلَالَةِ عَلَى أَصِلِهَا مُرَقَّقَةً إِذَا مَا سُبِقَتْ بِكَسْرٍ أَوْ بِتَنْوِينٍ، نَحْوَ: ﴿لِلَّهِ﴾، ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾، ﴿أَحَدٌ اللَّهُ﴾.
وَاخْتَلَفُوا فِـي اللَّامِ الـمَفْتُوحَةِ إِذَا أَتَتْ بَعْدَ الصَّادِ، أَوِ الطَّاءِ، أَوِ الظَّاءِ السَّوَاكِنِ أَوِ المَتَحَرِّكَاتِ بِالفَتْحِ، نَحْوَ: ﴿الصَّلَوٰةِ﴾، ﴿مَطْلَعِ﴾، ﴿ظَلَّ﴾؛ فَجُمْهُورُ القُرَّاءِ عَلَى التَّرْقِيقِ؛ وَاخْتَصَّ وَرْشٌ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ بَتَفْخِيمِهَا.
وَاخْتُلِفَ عَنْهُ إِذَا حَالَ بَيْنَ اللَّامِ وَبَيْنَ أَحَدِ الأَحْرُفِ الثَّلَاثَةِ المَذْكُورَةِ أَلِفٌ، وَذَلِكَ فِـي ﴿طَالَ﴾ فِـي سُوَرِ طَهَ وَالأَنْبِيَاءِ وَالحَدِيدِ، وَ﴿فِصَالاً﴾ في سورة البقرة، وَ﴿يَصَّـٰـلَحَا﴾ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ؛ وَالتَّفْخِيمُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً([79])، وَهُوَ طَرِيقُ الدَّانِيِّ فِي التَّيْسِيرِ([80])، خِلَافَ مَا ذَكَرَهُ عَنْهُ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِي النَّشْرِ([81])، وَتَبِعَتْهُ فِي ذَلِكَ جَمَاعَةٌ([82]).
وَاخْتُلِفَ عَنْهُ أَيْضاً فِي اللَّامِ المُغَلَّظَةِ المُتَطَرِّفَةِ إِذَا مَا وُقِفَ عَلَيْهَا؛ وَذَلِكَ فِـي ﴿يُوصَلَ﴾ فِـي سُورَتَيِ البَقَرَةِ وَالرَّعْدِ، وَ﴿قَدْ فَصَّلَ﴾ فِي سُورَةِ الأَنْعَامِ، وَ﴿بَطَلَ﴾ فِي سُورَةِ الأَعْرَافِ، وَ﴿ظَلَّ﴾ فِي سُورَتَيِ النَّحْلِ وَالزُّخْرُفِ، وَ﴿فَصْلَ الْخِطَابِ﴾ فِي سُورَةِ ص؛ وَالتَّفْخِيمُ مقُدَّمٌ فِي الأَدَاءِ، وَهُوَ طَرِيقُ التَّيْسِيرِ([83]).
وَأَمَّا الأَلِفُ فَهِيَ تَابِعَةٌ لِمَا قَبْلَهَا تَفْخِيماً وَتَرْقِيقاً([84])؛ وَقَلَّ مَنْ يَعْتَنِي بِتَرْقِيقِهَا، وَكَثِيرٌ مَنْ يُمِيلُهَا أَوْ يُشِمُّهَا ضَمًّا؛ وَكُلُّ ذَلِكَ لَـحْنٌ.
وَأَمَّـا النُّونُ المُخْفَاةُ فَفِيهَا خِلَافٌ بَيْنَ المُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَهْلِ الأَدَاءِ -كَمَـا سَبَقَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْهِ-، وَهِيَ تَابِعَةٌ لِمَا بَعْدَهَا عِنْدَ المَشَارِقَةِ؛ وَأَمَّـا المَغَارِبَةُ فَيَرَوْنَ أَنَّهَا مُرَقَّقَةٌ مُطْلَقاً، وَبِذَلِكَ قَرَؤُوا عَلَى مَشَايِخِهِمْ بِسَنَدِهِمُ المُتَّصِلِ إِلَى رَسُولِ اللهِ r؛ وَالحَقُّ مَعَ الـمَشَارِقَةِ لِمُوَافَقَتِهِمْ نُصُوصَ المُتَقَدِّمِينَ، كَسِيبَوَيْهِ وَغَيْرِهِ.
وَبَاقِي حُرُوفِ الاِسْتِفَالِ مُرَقَّقَةٌ وَجْهاً وَاحِداً مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ بَيْنَ أَهْلِ الأَدَاءِ.
بَابُ الفَتْحِ وَالإِمَالَةِ
الإِمَالَةُ هِيَ النَّحْوُ بِالفَتْحَةِ إِلَى الكَسْرَةِ، وَبِالأَلِفِ إِلَى اليَاءِ؛ وَهِيَ نَوْعَانِ كُبْرَى وَصُغْرَى؛ وَلَهَا شُرُوطٌ، وَلَا تَأْتِي إِلَّا بِالرِّوَايَةِ([85])؛ وَالفَتْحُ هُوَ الأَصْلُ.
هَذَا، وَلَمْ يُمِلْ وَرْشٌ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ إِمَالَةً كُبْرَى إِلَّا هَاءُ (طَهَ) مِنْ فَاتِحَةِ سُورَةِ طَهَ([86])؛ وَلَهُ إِمَالَاتٌ صُغْرَى كَثِيرَةٌ، وَمِمَّا أُمِيلَ لَهُ مِنْ طَرِيقِ الشَّاطِبِيَّةِ فَهُوَ:
· الأَلِفَاتُ المُنْقَلِبَةُ عَنِ اليَاءِ([87]) الوَاقِعَةُ بَعْدَ الرَّاءِ، نَحْوَ: ﴿اشْتَـرَى﴾، وَ﴿افْتَـرَى﴾، وَ﴿القُرَى﴾؛ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي ﴿وَلَوْ أَريٰكَهُم﴾ فِي سُورَةِ الأَنْفَالِ، وَالتَّقْلِيلُ مُقَدَّمٌ فِي الأَدَاءِ، وَهُوَ طَرِيقُ التَّيْسِيرِ[88].
· الأَلِفَاتُ الزَّائِدَةُ لِلتَّأْنِيثِ قَبْلَ الرَّاءِ؛ نَحْوَ: ﴿تَتْـرا﴾، ﴿بُشْـرىٰ﴾، ﴿النَّـصَـٰـرىٰ﴾.
· أَلِفُ ﴿التَّوْريٰة﴾ كَيْفَمَـا وَقَعَ.
· كُلُّ أَلِفٍ مُنْقَلِبَةٍ عَنْ يَاءٍ أَوْ وَاوٍ لَمْ يَأَتِ بَعْدَهُمَا الهَاءُ الَّتِي يُكَنَّى بِهَا ضَمِيرُ الغَائِبِ المُفْرَدُ المُؤَنَّثُ وَلَمْ يَأْتِ قَبْلَهَا رَاءٌ[89]، شَرْطَ مَجَيئِهَا أَوَاخِرَ الآيَةِ فِي عَشْرِ سُوَرٍ([90])؛ وَهِيَ سُوَرُ طَهَ، وَالنَّجْـمِ، وَالمَعَارِجِ، وَالقِيَامَةِ، وَالنَّازِعَاتِ، وَعَبَسَ، وَالأَعْلَى، وَالعَلَقِ، وَاللَّيْلِ، وَالضُّحَى.
وَتَنْبَغِي الإِشَارَةُ هُنَا أَنَّ لِكُلِّ مِصْرٍ مَذْهَباً خَاصًّا بِهِ فِي عَدِّ الآيِ حَسْبَ مَا تَلقَّوْهُ عَنْ أَئِمَّتِهِمْ، قَالَ الشَّاطِبِيُّ :([91]):
فَعَنْ نَافِعٍ عَنْ شَيْبَةٍ وَيَزِيدَ أَوْ
وَلُ المَدَنِـي إِذْ كُلُّ كُوفٍ بِهِ يُقْرِي
وَحَمْزَةُ مَعْ سُفْيَانَ قَدْ أَسْنَدَاهُ عَنْ
عَلِيٍّ عَنَ اشْيَاخٍ ثِقَاتٍ ذَوِي خُبْرٍ
وَالَاخِرُ إِسْمَـاعِيلُ يَرْوِيهِ عَنْهُمَا
بِنَقْلِ ابْنِ جَمَّازٍ سُلَيْمَانَ ذِي النَّشْـرِ
وَعَدُّ عَطَاءِ بْنِ اليَسَارِ كَعَاصِمٍ
هُوَ الجَحْدَرِي فِي كُلِّ مَا عُدَّ لِلبَصْـرِي
وَيَحْيَى الذِّمَارِي لِلشَّاْمِيِّ وَغَيْرِهِ
وَذُو العَدَدِ المَكِّي أُبَيٌّ بِلَا نُكْرٍ
بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَدَّ عَلَيْـهِمُ
لَهُ الآيِ تَوْسِيعاً عَلَى الخَلْقِ فِي اليُسْـرِ
فَالمَذَاهِبُ المَشْهُورةُ سِتَّةٌ؛ وَهِيَ: المَدَنِيُّ الأَوَّلُ، وَالمَدَنِيُّ الأَخِيرُ، وَالمَكِّيُّ، وَالبَصْرِيُّ، وَالشَّامِيُّ، وَالكُوفِيُّ.
وَالَّذِي يَحْتَاجُ إِلَيْهِ قَارِئُ رِوَايَةِ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقَ الأَزْرَقِ فِي هَذَا البَابِ العَدَّ المَدَنِيَّ فِي السُّوَرِ العَشْرِ المَذْكُورَةِ وَسُورَةِ الشَّمْسِ
وَاخْتُلِفَ كَذَلِكَ فِي المُعْتَبَرِ عَنْ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ؛ فَذَهَبَ الدَّانِيُّ إِلَى اعْتِبَارِ المَدَنِـيِّ الأَوَّلِ، وَتَبِعَهُ الجَعْبَرِيُّ وَغَيْرُهُ، وَعَلَيْهِ عَامَّةُ أَهْلِ الأَدَاءِ مِنَ المَغَارِبَةِ([92])؛ وَذَهَبَ ابْنُ الجَزَرِيِّ إِلَى اعْتِبَارِ المَدَنِيِّ الأَخِيرِ([93])، وَعَلَيْهِ عَامَّةُ أَهْلَ الأَدَاءِ مِنَ المَشَارِقَةِ([94])؛ وَهُوَ الصَّحِيحُ عَنْ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ.
وَلْيُعْلَمْ أَنَّ المُخْتَلَفَ فِيهِ فِي هَذَا البَابِ فِي السُّوَرِ الإِحْدَى عَشَـرَ المَذْكُورَةِ ثَمَانِي آيَاتٍ، وَهِيَ:
1) ﴿مِنِّــے هُدىً﴾، وَ﴿زَهْرَةَ الحَيَوٰةِ الدُّنْيا﴾ كِلَاهُمَا فِي سُورَةِ طَهَ عَدَّهُمَا المَدَنِيَّانِ وَالمَكِّيُّ وَالبَصْرِيُّ وَالشَّامِيُّ، وَلَمْ يَعُدَّهُمَا الكُوفِـيُّ.
2) ﴿وَلَقَد اَوْحَيْنَا إِلَى مُوسىٰ﴾ فِي سُورَةِ طَهَ، وَ﴿عَن مَّن تَوَلّى﴾ فِي سُورَةِ النَّجْمِ، عَدَّهُمَا الشَّامِيُّ وَحْدَهُ.
3) ﴿وَإِلَهُ مُوسىٰ﴾ فِي سُورَةِ طَهَ، عَدَّهَا المَدَنِيُّ الأَوَّلُ وَالمَكِّيُّ.
4) ﴿وَلَمْ يُرِدِ اِلَّا الْحَيَوٰةَ الدُّنْيا﴾ فِي سُورَةِ النَّجْمِ، عَدَّهَا المَدَنِيَّانِ وَالمَكِّيُّ وَالبَصْرِيُّ وَالكُوفِيُّ، وَلَمْ يَعُدَّهَا الشَّامِيُّ.
5) ﴿فَأَمَّا مَن طَغىٰ﴾ فِي سُورَةِ النَّازِعَاتِ عَدَّهَا البَصْرِيُّ وَالشَّامِيُّ وَالكُوفِـيُّ، وَلَمْ يَعُدَّهَا المَدِنَيَانِ وَالمَكِّيُّ.
6) ﴿أَرَآيْتَ الَّذِي يَنْهىٰ﴾ فِي سُورَةِ العَلَقِ عَدَّهَا كُلُّهُمْ إِلَّا الشَّامِيَّ.
وَعَلَيْهِ تلْزَمُ الإِمَالَةُ وَجْهاً وَاحِداً فِـي (مِنِّــے هُدىً)، وَ(زهْرَةَ الحَيَوٰةِ الدُّنْيا) فِي سُورَةِ طَهَ([95])، وَفِي ﴿وَلَمْ يُرِدِ اِلَّا الحَيَوٰةَ الدُّنْيا﴾ فِي سُورَةِ النَّجْمِ، وَ﴿أَرَآيْتَ الَّذِي يَنْهىٰ﴾ فِي سُورَةِ العَلَقِ؛ وَيَلْزَمُ الفَتْحُ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ حَالَةَ قَصْـرِ البَدَلِ أَوْ طُولِهِ -لِمَنْ فَتَحَ ذَوَاتِ اليَاءِ- فِي: ﴿وَلَقَدَ اَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى﴾ فِي سُورَةِ طَهَ، وَ﴿عَن مَّن تَوَلَّى﴾ فِي سُورَةِ النَّجْمِ، وَفِي: ﴿فَأَمَّا مَن طَغَى﴾ فِي سُورَةِ النَّازِعَاتِ([96]).
وَالفَتْحُ وَجْهاً وَاحِداً حَالَةَ قَصْرِ البَدَلِ أَوْ طُولِهِ -لِمَنْ فَتَحَ ذَوَاتِ اليَاءِ- فِي: ﴿وَإِلَـٰهِ مُوسَى﴾ فِي سُورَةِ طَهَ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ الجَزَرِيِّ([97])، وَالإِمَالَةُ وَجْهاً وَاحِداً عَلَى مَذْهَبِ الدَّانِيِّ([98]).
وَاخْتُلِفَ فِي مَا كَانَ فِيهِ الـهَاءُ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ الأَلِفِ رَاءٌ([99]) فِي عَشْرِ أَلِفَاتٍ فِي سُورَةِ النَّازِعَاتِ؛ وَهِيَ: ﴿بَنيٰهَا﴾، وَ﴿فَسَوّيٰهَا﴾، وَ﴿ضُحيٰهَا﴾، وَ﴿دَحيٰهَا﴾، وَ﴿مَرْعيٰهَا﴾، وَ﴿أَرْسيٰهَا﴾، وَ﴿مُرْسيٰهَا﴾([100])، وَ﴿مُنتَهيٰهَا﴾، وَ﴿يَخْشيٰهَا﴾، وَ﴿ضُحيٰها﴾، وَجَمِيعُ أَوَاخِرِ آيِ سُورَةِ الشَّمْسِ، وَهِيَ خَمْسَةَ عَشَـرَ، وَالتَّقْلِيلُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً، وَالَّذِي لَا يَنْبَغِي غَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ التَّيْسِيرِ، وَذِكْرُ الدَّانِيِّ لِلخِلَافِ فِيهِ[101] خُرُوجٌ عَنْ طَرِيقِهِ[102].
واخْتُلِفَ عَنْهُ فِـي كُلِّ أَلِفٍ مُتَطَرِّفَةٍ مُنْقَلِبَةٍ عَنْ يَاءٍ أَوْ رُدَّتْ إِلَيْهَا([103]) أَوْ رُسِمَتْ بِهَا، نَحْوَ: ﴿مُرْسيٰهَا﴾ فِي سُورَةِ الأَعْرَافِ، وَ﴿فَأَلْقيٰهَا﴾، وَ﴿نَــَٔا﴾، وَ﴿سَعىٰ﴾، وَ﴿طَغىٰ﴾، وَ﴿بَغىٰ﴾، وَ﴿تَزَكّىٰ﴾، وَ﴿يُتْلىٰ﴾، وَ﴿أَحْيا﴾، وَ﴿عَصَانِي﴾، وَ﴿القُرْبىٰ﴾، ﴿الهُدىٰ﴾، وَ﴿الدُّنْيا﴾، وَ﴿يَحْيىٰ﴾، وَ﴿عِيسىٰ﴾، وَ﴿مُوسىٰ﴾، وَ﴿مَتىٰ﴾، وَ﴿أَنّىٰ﴾ الِاسْتِفْهَامِيَّةُ([104])، وَ﴿بَلـىٰ﴾، وَالأَلِفُ الثَّانِيَةُ مِنْ ﴿خَطَايا﴾؛ وَالتَّقْلِيلُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً فِي كُلِّ ذَلِكَ، وَهُوَ طَرِيقُ التَّيْسِيرِ([105]).
وَمِمَّا أُمِيلَ إِمَالَةً صُغْرَى لِوَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقَيِ الشَّاطِبِيَّةِ وَالتَّيْسِيرِ أَيْضاً:
· الأَلِفَاتُ الَّتِي بَعْدَهَا رَاءٌ مَكْسُورَةٌ مُتَطَرِّفَةٌ([106])، نَحْوَ: ﴿عَلَىٰ أَبْصـٰرِهِمْ﴾، وَ﴿ءَاثـٰرِهِمْ﴾، وَ﴿النّارِ﴾، وَ﴿الحِمارِ﴾، وَ﴿حَمارِك﴾، وَ﴿القَهّارِ﴾، وَ﴿بِقِنْطارٍ﴾، وَ﴿الغارِ﴾، وَ﴿الأَبْرارِ﴾، وَ﴿الأَشْرارِ﴾، وَ﴿قَرارٍ﴾، وَ﴿هارٍ﴾؛ وَاخْتُلِفَ فِي ﴿الجارِ﴾ مَوْضِعَيْ سُورَةِ النِّسَاءِ، وَ﴿جَبّارِينَ﴾ سُورَتَيِ المَائِدَةِ وَالشُّعَرَاءِ؛ وَالتَّقْلِيلُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً، وَهُوَ طَرِيقُ التَّيْسِيرِ، وَذِكْرُهُ لِلخِلَافِ حِكَايَةٌ، لَا رِوَايَةٌ([107]).
وَمِمَّا أُمِيلَ إِمَالَةً صُغْرَى وَجْهاً وَاحِداً أَيْضاً مِنْ طَرِيقِ الشَّاطِبِيَّةِ لِوَرْشٍ:
· الأَلِفُ فِـي ﴿كـٰـفِرِينَ﴾، وَ﴿الكـٰـفِرِينَ﴾ حَيْثُ وَقَعَا بِاليَاءِ مَنْصُوباً كَانَ أَمْ مَجْرُوراً، مُعَرَّفاً أَوْ مُنَكَّراً.
· الرَّاءُ وَالحَاءُ مِنْ فَوَاتِحِ السُّوَرِ مِنْ: ﴿أَلَرَ﴾، وَ﴿أَلَمِّرَ﴾؛ وَ﴿حَمِ﴾.
· وَاليَاءُ والهَاءُ مِنْ فَاتِحَةِ سُورَةِ مَرْيَمَ فَقَطْ ﴿كَهَيَعَصَ﴾.
· الرَّاءُ وَالـهَمْزَةُ وَالأَلِفُ مِنْ ﴿رءا﴾ حَيْثُ وَقَعَ قَبْلَ مُتَحَرِّكٍ، نَحْوَ: ﴿رَأَى كَوْكَباً﴾، وَ﴿رَءَاكَ﴾، وَ﴿رَءَاهَا﴾، وَ﴿رَءَاهُ﴾.
وَأَمَّا إِذَا مَا وَقَعَ قَبْلَ سَاكِنٍ نَحْوَ: ﴿رَءَا القَمَرَ﴾، وَ﴿رَءَا الشَّمْسَ﴾، وَ﴿رَءَا الَّذِينَ﴾ مُنِعَ التَّقْلِيلُ فِـي كُلِّ أَحْرُفِهِ حَالَةَ الوَصْلِ؛ وَتَعَيَّنَتِ الإِمَالَةُ حَالَةَ الوَقْفِ فِي كُلٍّ حَسْبَ مَا ذُكِرَ.
وَتَمْتَنِعُ الإِمَالَةُ وَصْلاً دُونَ الوَقْفِ إِذَا كَانَتِ الكَلِمَةُ مُنَوَّنَةً، أَوْ جَاءَ بَعْدَهَا سَاكِنٌ؛ نَحْوَ: ﴿مُفْتَرىً﴾، ﴿القُرَى الَّتِي﴾، ﴿ذِكْرَى الدَّارِ﴾، ﴿نَرَى اللَّهَ﴾، ﴿سَيَرَى اللَّهُ﴾، ﴿تَرَى الشَّمْسَ﴾، ﴿النَّصَـٰـرَى المَسِيحُ﴾.
بَابُ الهَمْزِ
أَصْلُ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ تَخْفِيفُ الهَمْزِ([108])؛ فَإِذَا جَاءَتْ هَمْزَتَانِ مُتَتَالِيَتَانِ فِي أَوَّلِ الكَلِمَةِ وَكَانَتِ الأُولَى لِلِاسْتِفْهَامِ فَلَهُ نَحْوَ الهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ: التَّسْهِيلُ بَيْنَ بَيْنَ وَجْهاً وَاحِداً، إِذَا كَانَتْ مَضْمُومَةً أَوْ مَكْسُورَةً؛ فَأَمَّا المَضْمُومَةُ فَهِيَ ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ مُتَّفَقٍ عَلَى قِرَاءَتِهَا بِالِاسْتِفْهَامِ، وَهِيَ: ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ﴾ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ﴿أَءُنْزِلَ﴾ فِي سُورَةِ صَ، ﴿أَءُلْقِيَ﴾ فِي سُورَةِ القَمَرِ؛ وَحَرْفٌ وَاحِدٌ مُخْتَلَفٌ بَيْنَ القُرَّاءِ فِي قِرَاءَتِهِ بَيْنَ الخَبَرِ وَالِاسْتِفْهَامِ، وَهُوَ: ﴿أَءُشْهِدُوا﴾ فِي سُورَةِ الزُّخْرُفِ؛ قَرَأَهُ الإِمَامُ نَافِعٌ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ بِالِاسْتِفْهَامِ مَعَ إِسْكَانِ الشِّينِ.
وَأَمَّا المَكْسُورَةُ فَالمُتَّفَقُ عَلَى قِرَاءَتِهَا بِالِاسْتِفْهَامِ سَبْعُ كَلِمَاتٍ، فِي سِتَّةَ عَشَرَ مَوْضِعاً، وَهِيَ:
· ﴿أَئِنَّكُمْ﴾ فِي سُوَرِ الأَنْعَامِ، وَالنَّمْلِ، وَفُصِّلَتْ، وَفِي الـمَوْضِعِ الثَّانِـي مِنْ سُورَةِ العَنْكَبُوتِ، وَهُوَ: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ﴾.
· ﴿أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً﴾ فِـي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ، وَ﴿أَئِنْ ذُكِّرْتُم﴾ فِـي سُورَةِ يَسِ.
· ﴿أَءِلَهٌ﴾ فِي خَمْسَةِ مَوَاضِعَ مِنْ سُورَةِ النَّمْلِ.
· ﴿أَئِنَّا لَتَارِكُوا﴾، وَ﴿أَئِنَّكَ﴾، وَ﴿أَئِفْكاً﴾ ثَلَاثَتُهَا فِي سُورَةِ الصَّافَّاتِ.
· ﴿أَئِذَا مِتْنَا﴾ فِي سُورَةِ قَ، وَ﴿أَئِذَا مِتْنَا﴾ فِي سُورَةِ الوَاقِعَةِ.
وَأَمَّا المُخْتَلَفُ بَيْنَ القُرَّاءِ فِي قِرَاءَتِهِ بَيْنَ الِاسْتِفْهَامِ وَالخَبَرِ فَهُوَ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ، وَهِيَ: ﴿أَئِنَّا﴾، ﴿أَئِنَّكُمْ﴾، ﴿أَئِن﴾، ﴿أَئِنَّكَ﴾، ﴿أَئِذَا﴾، وَهِيَ عَلَى قِسْمَيْنِ:
1- قِسْمٌ مُفْرَدٌ:
﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ﴾ وَ﴿إِنَّ لَنَا لَأَجْراً﴾ كِلَاهُمَا فِي سُورَةِ الأَعْرَافِ.
﴿إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ﴾ فِي سُورَةِ يُوسُفَ.
﴿أَئِذَا مِتُّ﴾ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ.
﴿إِنَّا لَمُغْرَمُونَ﴾ فِـي سُورَةِ الوَاقِعَةِ.
فَقَرَأَ وَرْشٌ : بِالِاسْتِفْهَامِ فِي الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ، وَبِالإِخْبَارِ فِي الثَّلَاثَةِ الأَحْرُفِ البَاقِيَةِ.
2- قِسْمٌ مُكَرَّرٌ: وَهُوَ أَحَدَ عَشَرَ مَوْضِعاً فِي تِسْعِ سُوَرٍ، قَرَأَهَا بِالِاسْتِفْهَامِ فِي الأَوَّلِ وَبِالإِخْبَارِ فِي الثَّانِـي، مَا عَدَا مَوْضِعَ سُورَةِ العَنْكَبُوتِ فَقَدْ قَرَأَهُ بِالإِخْبَارِ فِـي الأَوَّلِ، وَبِالِاسْتِفْهَامِ فِي الثَّانِـي؛ وَهِيَ:
· ﴿أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ فِي سُورَةِ الرَّعْدِ.
· ﴿أَئِذَا كُنَّا عِظَـٰمـاً وَرُفَـٰـتاً إِنَّا﴾ مَوْضِعَيْ سُورَةِ الإِسْرَاءِ.
· ﴿أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰمـاً إِنَّا لَمَبْعُثُونَ﴾ فِي سُورَةِ المُؤْمِنُونَ.
· ﴿أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَءَابَاؤُنَا إِنَّا لَمُخْرَجُونَ﴾ فِي سُورَةِ النَّمْلِ.
· ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفَـٰـحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ العَـٰـلَمِينَ أَئِنَّكُمْ([109]) لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ﴾ فِـي سُورَةِ العَنْكَبُوتِ.
· ﴿أَئِذَا ضَلَلْنَا فِـي الأَرْضِ إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ فِي سُورَةِ السَّجْدَةِ.
· ﴿أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تَرَاباً وَعِظَـٰماً إِنَّا﴾ مَوْضِعَيْ سُورَةِ الصَّافَّاتِ.
· ﴿أَئِذَا([110]) مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰمـاً إِنَّا لَمَبْعُثُونَ﴾ فِي سُورَةِ الوَاقِعَةِ.
· ﴿أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ إِذَا كُنَّا عِظَـٰماً﴾ فِي سُورَةِ النَّازِعَاتِ.
وَأَمَّا إِذَا جَاءَتْ مَفْتُوحَةً فَهِيَ عَلَى ضَرْبَيْنِ:
الأَوَّلُ: مُتَّفَقٌ عَلَى قِرَاءَتِهِ بِالِاسْتِفْهَامِ؛ وَهُوَ ثَلَاثَ عَشَـرَ كَلِمَةً فِـي أَحَدَ وَعِشْـرِينَ مَوْضِعاً؛ وَهِيَ: ﴿ءَأَنذَرْتَهُمْ﴾، ﴿ءَأَنْتُمْ﴾، ﴿ءَأَنْتَ﴾([111])، ﴿ءَأَسْلَمْتُمْ﴾، ﴿ءَأَقْرَرْتُمْ﴾، ﴿ءَأَرْبَابٌ﴾، ﴿ءَأَسْجُدُ﴾، ﴿ءَأَشْكُرُ﴾، ﴿ءَأَتَّخِذُ﴾، ﴿ءَأَشْفَقْتُمْ﴾، ﴿ءَأَلِدُ﴾، ﴿ءَأَمِنْـتُمْ﴾؛ فَلَهُ نَحْوَ الهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ وَجْهَانِ، وَهُمَا: تَسْهِيلُهَا بَيْنَ بَيْنَ أَوْ إِبْدَالُهَا أَلِفاً([112])؛ وَخَرَجَتْ عَنِ القَاعِدَةِ كِلْمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ: ﴿ءَءَالِهَتُنَا) الوَاقِعَةُ بِسُورَةِ الزُّخْرُفِ فَلَيْسَ لَهُ فِيهَا إِلَّا تَسْهِيلُ الـهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ بَيْنَ بَيْنَ وَجْهاً وَاحِداً.
الثَّانِـي: مُخْتَلَفُ فِـي قِرَاءَتِهِ بَيْنَ الخَبَرِ وَالِاسْتِفْهَامِ
1- ﴿أَنْ يُؤْتَى﴾ فِـي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، قَرَأَهَا بِالإِخْبَارِ وَعَدَمِ إِدْخَالِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ.
2- ﴿ءَءَامَنتُمْ﴾ الوَاقِعَةُ فِي سُوَرِ الأَعْرَافِ وَطَهَ وَالشُّعَرَاءِ، قَرَأَهَا بِالِاسْتِفْهَامِ وَتَسْهِيلِ الهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ وَجْهاً وَاحِداً.
3- ﴿ءَأَعْجَمِيٌّ﴾ فِي سُورَةِ فُصِّلَتْ بِالِاسْتِفْهَامِ مَعَ إِبْدَالِ الثَّانِيَةِ أَلِفاً مُشْبَعَةً أَوْ تَسْهِيلُهَا بَيْنَ بَيْنَ.
4- ﴿أَذْهَبْتُمْ﴾ بِسُورَةِ الأَحْقَافِ، قَرَأَهَا بِالإِخْبَارِ وَعَدَمِ إِدْخَالِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ.
5- ﴿أَنْ كَانَ﴾ بِسُورَةِ ن، قَرَأَهَا بِالإِخْبَارِ وَعَدَمِ إِدْخَالِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ.
هَذَا، وَإِذَا جَاءَتْ بَعْدَ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ هَمْزَةُ الوَصْلِ فَهِيَ إِمَّا أَنْ يُبْتَدَأَ بِهَا بِفَتْحٍ أَوْ يُبْتَدَأُ بِكَسْرٍ، فَالَّتِي يُبْتَدَأُ بِهَا بِفَتْحٍ عَلَى ضَرْبَيْنِ، وَهُمَا:
· الضَّرْبُ الأَوَّلُ: مُتَّفَقٌ عَلَى قِرَاءَتِهِ بِالِاسْتِفْهَامِ، وَهُوَ ثَلَاثُ كَلَمَاتٍ فِي سِتَّةِ مَوَاضِعَ، وَهِيَ: ﴿ءَآلذَّكَرَيْنِ﴾ مَوْضِعَيْ سُورَةِ الأَنْعَامِ، ﴿ءآللَّه﴾ مَوْضِعَ سُورَةِ يُونَسَ وَمَوْضِعَ سُورَةِ النَّمْلِ، ﴿ءَآلَـٰنَ﴾ مَوْضِعَيْ سُورَةِ يُونُسَ؛ وَلَهُ كَسَائِرِ القُرَّاءِ إِبْدَالُهَا أَلِفاً تُمَدُّ طُولاً لِلسَّاكِنِ بَعْدَهَا أَوْ تَسْهِيلُهَا بَيْنَ بَيْنَ؛ وَالإِبْدَالُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً عَلَى مَا عَلَيْهِ المُحَقِّقُونَ؛ وَإِنْ كَانَ يَظْهَرُ مِنَ التَّيْسِيرِ التَّسْهِيلُ لَا غَيْرُ([113]).
وَنَحْوَ: ﴿ءَآلَـٰنَ﴾ حَالَةَ الإِبْدَالِ المَدُّ أَوِ القَصْرُ لِتَغَيُّرِ سَبَبِ المَدِّ؛ وَالقَصْـرُ أَوْلَى لِذَهَابِ أَثَرِ السَّبَبِ؛ وَالمَدُّ بَنَوْعَيْهِ مُذْهَبُ الدَّانِيِّ، وَهُوَ المُقَدَّمُ أَدَاءً، وَقَدْ مَرَّ مَعَنَا فِي بَابِ المَدِّ.
· الضَّرْبُ الثَّانِـي: مُخْتَلَفٌ فِي قِرَاءَتِهِ بِالِاسْتِفْهَامِ، وَهُوَ حَرْفٌ وَاحِدٌ فِي سُورَةِ يُونُسَ، قَرَأَهُ وَرْشٌ بِالإِخْبَارِ كَالجُمْهُورِ.
وَأَمَّا إِذَا كَانَتْ هَمْزَةُ الوَصْلِ مَكْسُورَةٍ فَهِيَ عَلَى ضَرْبَيْنِ أَيْضاً، وَقَرَأَ وَرْشٌ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ خَاصَّةً كُلَّ ذَلِكَ بِالِاسْتِفْهَامِ كَالجُمْهُورِ؛ وَلَهُ كَغَيْرِهِ حَذْفُ هَمْزَةِ الوَصْلِ وَجْهاً وَاحِداً، وَذَلِكَ نَحْوَ: ﴿أَصْطَفَى﴾، وَ﴿أَسْتَغْفَرْتَ﴾.
- أَمَّا إِذَا جَاءَتْ الهَمْزَةُ الأُولَى لِغَيْرِ الِاسْتِفْهَامِ وَالتَّسْوِيَةِ؛ فَالثَّانِيَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا مُتَحَرِّكَةٌ بِكَسْرٍ أَوْ سَاكِنَةٍ.
فَأَمَّا المُتَحَرِّكَةُ بِكَسْرٍ، فَهِيَ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ فِي خَمْسَةِ مَوَاضِعِ؛ وَهِيَ: ﴿أَئِمَّةً﴾ فِي سُوَرِ التَّوْبَةِ وَالأَنْبِيَاءِ وَمَوْضِعَيِ القَصَصِ وَمَوْضِعِ السَّجْدَةِ، وَلَهُ نَحْوَ الهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ التَّسْهِيلُ بَيْنَ بَيْنَ وَجْهاً وَاحِداً مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ وَالتَّيْسِيرِ([114]).
وَإِذَا جَاءَتِ الثَّانِيَةُ سَاكِنَةُ فَأَجْمَعَ القُرَّاءِ عَلَى إِبْدَالِهَا حَرْفَ مَدٍّ مِنْ جِنْسِ حَرَكَةِ الحَرْفِ الَّذِي قَبْلَهَا، نَحْوَ: ﴿آدم﴾، ﴿إيمـٰـناً﴾، ﴿أُوتُوا﴾؛ وَكَذَا حَالَةَ الِابْتِدَاءِ بِنَحْوِ: ﴿اُؤْتُمِنَ﴾، ﴿اِئْتِ﴾؛ فَلَا خِلَافَ فِي الإِبْدَالِ لِجَميعِ القُرَّاءِ أَيْضاً.
- الهَمْزَتَانِ المُجْتَمِعَتَانِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ:
- أَمَّا المُتَّفِقَتَانِ فِي الحَرَكَةِ نَحْوَ: ﴿جَاءَ أَحَدَكُم﴾، ﴿جَاءَ ءَالَ﴾([115])، ﴿أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ﴾، ﴿هَـٰـؤُلَاءِ إِن﴾؛ فَلَهُ تَسْهِيلِ الثَّانِيَةِ بَيْنَ بَيْنَ أَوْ إِبْدَالُهَا حَرْفَ مَدٍّ حَسَبَ حَرَكَةِ مَا قَبْلَهَا؛ وَالوَجْهُ الأَوَّلُ مُقَدَّمٌ فِي الأَدَاءِ([116])؛ وَلَهُ وَجْهٌ آخَرُ فِي الثَّانِيَةِ مِنْ ﴿هَؤُلَاءِ إِن﴾ بسُورَةِ البَقَرَةِ([117])، و﴿البِغَاءِ إِنْ﴾ بِسُورَةِ النُّورِ([118])، وَهُوَ إِبَدَالُهَا يَاءً مَكْسُورَةً، وَهُوَ الوَجْهُ المُقَدَّمُ أَدَاءً؛ وَلَا يَصِحُّ غَيْرُهُ مِنَ طَرِيقِ التَّيْسِيرِ([119]).
وَأَمَّا المُخْتَلِفَتَانِ فِي الحَرَكَةِ فَوَافَقَ كُلَّ القُرَّاءِ المُخَفِّفِينَ لِهَذَا القِسْمِ، وَجَاءَتْ فِي القُرْآنِ خَمْسُ حَالَاتٍ، وَهِيَ:
1- الأُولَى مَفْتُوحَةٌ وَالثَّانِيَةُ مَكْسُورَةٌ، نَحْوَ: ﴿شُهَدَاءَ إِذْ﴾، تُسَهَّلُ الثَّانِيَةُ بَيْنَ بَيْنَ وَجْهاً وَاحِداً.
2- الأُولَى مفتوحةٌ والثانيةُ مضمومةٌ، نحو: ﴿جاءَ أُمَّةً﴾، تُسَهَّلُ الثَّانِيَةُ بَيْنَ بَيْنَ وَجْهاً وَاحِداً.
3- الأولى مكسورةٌ والثانيةُ مفتوحةٌ، نَحْوَ: ﴿مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ﴾، تُبْدَلُ الثَّانِيَةُ يَاءً وَجْهاً وَاحِداً.
4- الأولى مضمومةٌ والثانيةُ مكسورةٌ، نَحْوَ: ﴿يَشَاءُ إِلَى﴾، تُبْدَلُ الثَّانيةُ وَاواً خَالِصَةً، أَوْ تُسَهَّلُ بَيْن بَيْنَ؛ وَالإِبْدَالُ مُقَدَّمٌ أَدَاءً، وَهُوَ طَرِيقُ الدَّانِيِّ فِي التَّيْسِيرِ[120].
5- الأُولَى مضمومةٌ والثانيةُ مفتوحةٌ، نَحْوَ: ﴿السُّفَهَاءُ أَلَا﴾، تُبْدَلُ الثَّانِيَةُ وَاواً وَجْهاً وَاحِداً.
- الهَمْزُ المُفْرَدُ:
1- تُبْدَلُ كُلُّ همزةٍ سَاكِنَةٍ جَاءَتْ فَاءَ الكَلِمَةِ حَرْفَ مَدٍّ حَسْبَ الحَرَكَةِ الَّتِي قَبْلَهَا؛ فَإِذَا كَانَتْ فَتْحَةً أُبْدِلَتْ أَلِفاً، وَإِذَا كَانَتْ كَسْرَةً أُبْدِلَتْ يَاءً مَدِّيَّةً، وَإِذَا كَانَتْ ضَمَّةً أُبْدِلَتْ وَاواً مَدِّيَّةً؛ نَحْوَ: ﴿يَأتِينَا﴾، ﴿يُؤْمِنُونَ﴾؛ وَيُسْتَثْنَى مِنَ الإِبْدَالِ كُلُّ مَا جَاءَ مِنَ الإِيوَاءِ، نَحْوَ: ﴿تُؤْوِي﴾، وَ﴿المَأْوَىٰ﴾.
2- تُحَـقَّــقُ الهَمْزَةُ السَّاكِنَةُ إِذَا جَاءَتْ عَيْنَ الكَلِمَةِ، إِلَّا فِي ثَلَاثِ كَلِمَاتٍ تُبْدَلُ يَاءً لِمَجِيئِهَا بَعْدَ كَسْـرَةٍ، وَهِيَ: ﴿بِئْسَ﴾ كَيْفَ أَتَتْ، ﴿الذِّئْبُ﴾ فِي سُورَةِ يُوسُفَ، ﴿بِئْرٍ﴾ فِي سُورَةِ الحَجِّ.
3- تُحَقَّقُ الهَمْزَةُ فِـي:
﴿النَّبِيءِ﴾ وَمَا جَاءَ مِنْهُ: ﴿النَّبِيـــٴـون﴾، ﴿النَّبِيـــٴِــےـنَ﴾، ﴿الأَنْبِئَاء﴾، ﴿النُّبُوءَة﴾؛ مَعَ المَدِّ المُتَّصِلِ قَبْلَهَا إِلَّا فِي ﴿الأَنْبِئَاءَ﴾ فَلَا مَدَّ قَبْلَهَا، بَلْ بَعْدَهَا.
4- تُبْدَلُ الهَمْزَةُ وَاواً إِذَا جَاءَتْ فَاءَ الكَلِمَةِ مَفْتُوحَةً بَعْدَ ضَمٍّ؛ نَحْوَ: ﴿يُؤَاخِذ﴾، وَ﴿يُؤَدِّهِ﴾، وَ﴿يُؤَلِّفُ﴾، وَ﴿يُؤَخِّرُ﴾، وَ﴿مُؤَجَّلاً﴾، وَ﴿المُؤَلَّفَةِ﴾، وَ﴿مُؤَذِّنٌ﴾.
5- تُبْدَلُ الهَمْزَةُ يَاءً فِـي كَلِمَةِ:
- ﴿لِئَلَّا﴾ الوَاقِعَةِ فِي سُوَرِ البَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ وَالحَدِيدِ.
- ﴿النَّسِـيءُ﴾ الوَاقِعَةِ فِي سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ إِدْغَامِ اليَاءِ الأُولَى فِي الثَّانِيَةِ: ﴿النَّسـيُّ﴾.
- ﴿لِأَهَبَ﴾ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ.
6- تُبْدَلُ هَمْزَةُ: ﴿تُرْجِئُ﴾ فِي سُورَةِ الأَحْزَابِ يَاءً مَدِّيَّةً وَصْلاً وَوَقْفاً.
7- تُبْدَلُ هَمْزَةُ أَلِفاً فِي: ﴿مِنْسَأَتَهُ﴾ فِي سُورَةِ سَبَإٍ، وَ﴿سَأَلَ﴾ فِي سُورَةِ المَعَارِجِ.
8- تُسَهَّلُ الهَمْزَةُ فِـي:
· ﴿رَأَى﴾ إِذَا سُبِقَتْ بِهَمْزَةِ اسْتِفْهَامٍ نَحْوَ: ﴿أَرَأيْتَ﴾، ﴿أَرَأيْتُمْ﴾؛ وَلَهُ فِيهَا وَجْهٌ آخَرُ، وَهُوَ إِبْدَالُهَا أَلِفاً تُمَدُّ مَدًّا مُشْبَعاً لِلسَّاكِنِ، وَهُوَ مِنْ زِيَادَاتِ الحِرْزِ عَلَى التَّيْسِيرِ([121])، وَمَنَعَ قَوْمٌ الإِبْدَالَ حَالَةَ الوَقْفِ عَلَى: ﴿أَرَأيْتَ﴾، وَأَجَازَهُ آخَرُونَ([122]).
· ﴿هَـٰأَنْتُم﴾ مَعَ حَذْفِ الأَلِفِ، وَلَهُ وَجْهٌ آخَرُ، وَهُوَ إِبْدَالُهَا أَلِفاً تُمَدُّ مَدًّا مُشْبَعاً لِلسَّاكِنِ، وَهُوَ مِنْ زِيَادَاتِ الشَّاطِبِيِّ([123]).
· ﴿الَّـٰـئِ﴾ فِـي سُورَتَيِ الأَحْزَابِ وَالمُجَادِلَةِ وَمَوْضِعَيْ سُورَةِ الطَّلَاقِ، مَعَ حَذْفِ اليَاءِ وَالمَدِّ وَالقَصْـرِ فِي الأَلِفِ بِسَبَبِ تَغَيُّرِ الهَمْزَةِ، وَالمَدِّ أَوْلَى([124]) لِبَقَاءِ أَثَرِ الهَمْزَةِ، وَهُوَ المُقَدَّمُ أَدَاءً([125])؛ أَمَّا حَالَةَ الوَقْفِ عَلَى الكَلِمَةِ فَنَحْوَ الهَمْزَةِ: إِبْدَالُـهَـا يَاءً سَاكِنَةً مَعَ المَدِّ اللَّازِمِ، أَوْ تَسْهِيلُهَا بَيْن بَيْنَ مَعَ الرَّوْمِ وَالمَدِّ وَالقَصْـرِ لِلتَّغَيُّرِ، وَالمَدُّ أَوْلَى، وَمُقَدَّمٌ أَدَاءً.
9- حَذْفُ الـهَمْزَةِ فِي:
· ﴿الصَّـٰـبِــٴِـينَ﴾ فِي سُورَتَيِ البَقَرَةِ وَالـحَجِّ.
· ﴿الصَّابِــٴـُونَ﴾ فِـي سُورَةِ المَائِدَةِ، مَعَ ضَمِّ البَاءِ: ﴿الصَّابُونَ﴾.
· ﴿يُضَاهِـٴـُونَ﴾ فِي سُورَةِ التَّوْبَةِ، مَعَ ضَمِّ الهَاءِ: ﴿يُضَاهُونَ﴾.
· ﴿مُرْجَـٴـُونَ﴾ فِي سُورَةِ التَّوْبَةِ: ﴿مُرْجَوْنَ﴾.
10- يَنْقُلُ وَرْشٌ حَرْكَةَ الهَمْزَةِ إِلَى السَّاكِنِ الصَّحِيحِ قَبْلَهَا مِنْ كَلِمَتَيْنِ، أَيْ: يَكُونُ السَّاكِنُ آخِرَ الكَلِمَةِ، وَتَكُونُ الهَمْزَةُ المَتَحَرِّكَةُ أَوَّلَ الكَلِمَةِ الَّتِي بَعْدَهَا؛ نَحْوَ: ﴿مَنْ آمَنَ﴾، ﴿الأَرْضَ﴾، ﴿الإِيمَـان﴾، ﴿عَجَباً أَن﴾، ﴿الأُولَى﴾، ﴿أَلَمِّ أَحَسِبَ﴾؛ إِلَّا الهَمْزَةَ فِي ﴿كِتَابِيَهْ إِنِّي﴾ مِنْ سُورَةِ الحَاقَّةِ، فَلَهُ فِيهَا النَّقْلُ وَالتَّحْقِيقُ؛ وَالوَجْهُ الثَّانِي مُقَدَّمٌ فِي الأَدَاءِ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَيْرَهُ فِي التَّيْسِيرِ([126])، وَالنَّقْلُ مِنْ زِيَادَاتِ الحِرْزِ، وَأَشَارَ الشَّاطِبِيُّ إِلَـى ضُعْفِهِ فَقَالَ([127]):
وَنَقْلُ رِداً عَنْ نَافِعٍ وَكِتَابِيَهْ
بِالإِسْكَانِ عَنْ وَرْشٍ أَصَحُّ تَقَبَّلَا
وَبِسَبَبِ النَّقْلِ:
- لَهُ حَالَةَ الِابْتِدَاءِ بِنَحْوِ: ﴿الآخِرَة﴾، وَ﴿الأَرْضِ﴾، وَ﴿الـٰـنَ﴾، وَ﴿الإِيمان﴾، وَ﴿الأُولَـى﴾؛ وَجْهَانِ: الأَوَّلُ: إِثْبَاتُ هَمْزَةِ الوَصْلِ، وَالثَّانِي: حَذْفُهَا وَالِاكْتِفَاءُ عَنْهَا بِحَرَكَةِ اللَّامِ؛ وَتَمْتَنِعُ الزِّيَادَةُ فِي مَدِّ البَدَلِ المُغَيَّرِ بِالنَّقْلِ فِي نَحْوِ: ﴿الآخِرَة﴾، وَ﴿الإِيمَـٰـن﴾، وَ﴿الأُولَى﴾ فِي الحَالَةِ الثَّانِيَةِ دُونَ الأُولَى([128]).
- يُدْغِمُ التَّنْوِينَ فِي اللَّامِ بِلَا خِلَافٍ([129]) فِي ﴿عَاداً الُّاولَى﴾ فِي سُورَةِ النَّجْمِ.
- لَهُ نَحْوَ اليَاءِ فِي مِيمِ ﴿أَلَمِّ أَحَسِبَ﴾ مِنْ سُورَةِ العَنْكَبُوتِ حَالَةَ الوَصْلِ الإِشْبَاعِ وَالقَصْرِ([130])، لِأَجْلِ تَغَيُّرِ سَبَبِ المَدِّ، وَهُوَ هُنَا السُّكُونَ، وَالقَصْرُ أَوْلَى([131]) لِذَهَابِ أَثَرِ السُّكُونِ، وَالمَدُّ مُقَدَّمٌ فِي الأَدَاءِ([132])، وَكَذَا فِي فَاتِحَةِ آلِ عِمْرَانَ لِجَمِيعِ القُرَّاءِ العَشْـرِ - إِلَّا أَبَا جَعْفَرٍ- إِذْ فُـتِـحَـتِ المِيمِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ؛ أَمَّا حَالَةَ الوَقْفِ عَلَى ﴿أَلَمِّ﴾ فَلَا خِلَافَ فِي إِشْبَاعِ اليَاءِ.
لَا يَنْقُلُ وَرْشٌ حَرَكَةَ الهَمْزَةِ إِلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ إِلَّا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ فِي سُورَةِ القَصَصِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَـى: ﴿رِدْءاً يصدقني﴾ فَنَقَلَ حَرَكَةَ الهَمْزَةِ إِلَى الدَّالِ: ﴿رِداً يُصَدِّقْنِي﴾.
بَابٌ فِي يَاءَاتِ الإِضَافَةِ
يَاءُ الإِضَافَةِ هِيَ يَاءُ المُتَكَلِّمِ، وَهِيَ زَائِدَةٌ عَنْ بِنْيَةِ الكَلِمَةِ، تَتَّصِلُ بِالِاسْمِ وَالفِعْلِ وَالحَرْفِ، كَاليَاءِ فِـي: (لِي)، (قَوْلِي)؛ وَاخْتَلَفَ القُرَّاءُ بَيْنَ فَتْحِ بَعْضِهَا أَوْ إِسْكَانِهَا؛ وَالإِسْكَانُ هُوَ الأَصْلُ، وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى فَتْحِ: ﴿نِعْمَتِيَ الَّتِي﴾، وَ﴿بَلَغَنِيَ الكِبَرُ﴾، وَ﴿حَسْبِيَ اللَّهُ﴾، وَ﴿بِيَ الأَعْدَاءِ﴾، وَ﴿مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾، وَ﴿مَسَّنِيَ الكِبَرُ﴾، وَ﴿وَلِـےِّـيَ اللَّهُ﴾، وَ﴿شُرَكَائِيَ الَّذِينَ﴾، وَ﴿أَرُونِيَ الَّذِينَ﴾، وَ﴿رَبِّيَ اللَّهُ﴾، وَ﴿جَاءَنِيَ البَيِّنَــٰـتُ﴾، وَ﴿نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ﴾، وَ﴿هُدَايَ﴾، وَ﴿إِيَّـٰيَ﴾، وَ﴿رَءْيَـٰـيَ﴾، وَ﴿عَصَايَ﴾، وَ﴿مَثْوَايَ﴾، وَ﴿إِلَيَّ﴾، وَ﴿عَلَيَّ﴾، وَ﴿يَدَيَّ﴾، وَ﴿وَالِدَيَّ﴾، وَ﴿لَدَيَّ﴾، وَ﴿ابْنَتَيَّ﴾، وَ﴿بَنِيَّ﴾، وَ﴿مُصْرِخِيَّ﴾ لِغَيْرِ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ فِي الأَخِيرِ فَإِنَّهُ قَرَأَهَا بِالكَسْرِ، لُغَةٌ فِيهَا خَاصَّةً، وَكَذَلِكَ ﴿بُنَيِّ﴾، فِي سُوَرِ هُودٍ وَيُوسُفَ وَلُقْمَانَ وَالصَّافَّاتِ، بِفَتْحِ اليَاءِ لِحَفْصٍ عَنْ عَاصِمٍ وَحْدَهُ، وَوَافَقَهُ فِي سُورةِ هُودٍ شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ؛ وَوَافَقَهُ البَزِّيُّ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ فِي: ﴿يَـٰـبُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةِ﴾ مِنْ سُورَةِ لُقْمَانَ؛ وَسَكَّنَهُ مُخَفَّفاً قُنْبُلٌ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ فِي هَذَا المَوْضِعِ: ﴿يَـٰـبُنَيْ أَقِم﴾؛ وَفِي ﴿يَـٰـبُنَيْ لَا تُشْرِكْ﴾ أَيْضاً؛ وَوَافَقَهُ البَزِّيُّ فِي الإِسْكَانِ والتَّخْفيفِ فِي الأَخِيرِ المَذْكُورِ؛ وَوَافَقَ ابْنُ كَثِيرٍ مِنْ رِوَايَتَيْهِ البَزِّيِّ وَقُنْبُلٍ عَنْهُ بَاقِي القُرَّاءِ فِي الكَسْرِ فِي: (يَـٰـبُنَيِّ إِنَّهَا)؛ وَبِالكَسْرِ قَرَأَ البَاقُونُ فِي كُلِّ المَوَاضِعِ وَوَافَقَهُمْ أَيْضاً ابْنُ كَثِيرٍ فِي بَاقِي المَوَاضِعِ. وَاخْتَلَفُوا فِي مِئَتَيْنِ وَاثْنَتَيْ عَشْرَةَ (212) يَاءً مُوَزَعَةً حَسَبَ الفُصُولِ الآتِيَةِ:
الفَصْلُ الأَوَّلُ: اليَاءَاتُ الَّتِي بَعْدَهَا هَمْزَةُ قَطْعٍ مَفْتُوحَةٍ، وَهِيَ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ (99) يَاءً مُخْتَلَفٌ فِيهَا([133])، نَحْوَ: ﴿إِنِّيَ أَعْلَمُ﴾، ﴿مَعِيَ أَبَداً﴾،﴿لِيَ أَنْ﴾، ﴿إِنِّيَ أَرَانِيَ أَعْصِرُ﴾.
وَاتَّفَقَ مَعَ جَمِيعِ القُرَّاءِ عَلَى إِسْكَانِ أَرْبَعِ يَاءَاتٍ، وَهِيَ:
- ﴿أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ فِي سُورَةِ الأَعْرَافِ.
- ﴿وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا﴾ فِي سُورَةِ التَّوْبَةِ.
- ﴿وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ﴾ فِي سُورَةِ هُودٍ.
- ﴿فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ﴾ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ.
وَكَمَا اتَّفَقُوا أَيْضاً عَلَى فَتْحِ: ﴿عَصَايَ أَتَوَكَؤُ﴾ في سورة طه، ﴿وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا﴾ فِي سُورَةِ الأَعْرَافِ، وَنَحْوَ: ﴿بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ﴾ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَفَتَحَ وَرْشٌ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزَرَقِ سِتًّا وَتِسْعُونَ يَاءً مِنْ هَذَا الفَصْلِ، وَأَسْكَنَهَا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ، وَهِيَ: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ، ﴿وَادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، ﴿ذَرُونِي أَقْتُل﴾ كِلَاهُمَا فِي غَافِرٍ؛ فَقَرَأَهَا بِالإِسْكَانِ.
الفَصْلُ الثَّانِي: اليَاءَاتُ الَّتِي بَعْدَهَا هَمْزَةُ قَطْعٍ مَكْسُورَةٍ، وَهِيَ اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ (52) يَاءً([134])، نَحْوَ: ﴿مِنِّيَ إِلَّا﴾، وَ﴿أَنْصَارِيَ إِلَى اللَّهِ﴾، وَ﴿نُصْحِيَ إِنْ﴾، فَتَحَهَا كُلَّهَا نَافِعٌ عَنْ وَرْشٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ؛ إِلَّا أَنَّهُ اتَّفَقَ مَعَ سَائِرِ القُرَّاءِ عَلَى إِسْكَانِ تِسْعِ يَاءَاتٍ مِنْ هَذَا الفَصْلِ، وَهِيَ:
- ﴿أَنْظِرْنِي إِلَى﴾ فِي سُورَةِ الأَعْرَافِ.
- ﴿فَأَنْظِرْنِي إِلَى﴾ فِي سُورَتَيِ الحِجْرِ وَصَ.
- ﴿يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾ فِي سُورَةِ يُوسُفَ.
- ﴿يُصَدِّقْنِي إِنِّي﴾ في سُورَةِ القَصَصِ.
- ﴿وَتَدْعُونَنِي إِلَى﴾، وَ﴿تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾ كِلَاهُمَا فِي سُورَةِ غَافِرٍ.
- ﴿ذُرِّيَّتِي إِنِّي﴾ فِي سُورَةِ الأَحْقَافِ.
- ﴿أَخَّرَتَنِي إِلَى﴾ فِي سُورَةِ المُنَافِقِينَ.
وَوَافَقَ سَائِرَ القُرَّاءِ أَيْضاً عَلَى فَتْحِ: ﴿أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ﴾، وَ﴿رُءْيَــٰيَ إِنْ﴾، كِلَاهُمَا فِي سُورَةِ يُوسُفَ، وَنَحْوَ: ﴿فَعَلَيَّ إِجْرَامِي﴾ فِي سُورَةِ هُودٍ؛ كَمَا مَرَّ.
الفَصْلُ الثَّالِثُ: اليَاءَاتُ الَّتِي بَعْدَهَا هَمْزَةُ قَطْعٍ مَضْمُومَةٌ، وَهِيَ عَشْرُ يَاءَاتٍ([135])، نَحْوَ: ﴿إِنِّيَ أُرِيدُ﴾، ﴿عَذَابِيَ أُصِيبُ﴾، فَتَحَهَا كُلَّهَا نَافِعٌ عَنْ وَرْشٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ؛ إِلَّا أَنَّهُ وَافَقَ سَائِرَ القُرَّاءِ عَلَى إِسْكَانِ يَاءَيْنِ مِنْ هَذَا الفَصْلِ، وَهُمَا: ﴿بَعَهْدِي أوف﴾ في سورة البقرة و﴿ءَاتُونِي أُفْرِغْ﴾ في سورة الكهف.
الفَصْلُ الرَّابِعُ: اليَاءَاتُ الَّتِي بَعْدَهَا أَلِ التَّعْرِيفِ، وَهِيَ أَرْبَعَةَ عَشْرَةَ يَاءً([136])، فَتَحَهَا كُلَّهَا؛ وهي:
- ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِيَ الظَّـٰلِمِينَ﴾ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ.
- ﴿رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِے وَيُمِيتُ﴾ في سورة البقرة.
- ﴿حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ﴾ في سورة الأعراف.
- ﴿سأصرف عن آيَـٰـتِيَ الذين﴾ في سورة الأعراف أيضاً.
- ﴿قل لعباديَ الذين آمنوا﴾ في سورة إبراهيم.
- ﴿ءَاتَيٰنِيَ الكِتَـٰبَ﴾ في سورة مريم.
- ﴿عِبَادِيَ الصَّـٰـلِحُونَ﴾ في سورة الأنبياء.
- ﴿مَسَّنِيَ الضُّرُّ﴾ في سورة الأنبياء أيضاً.
- ﴿يَـٰعِبَادِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا﴾ في سورة العنكبوت.
- ﴿عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ في سورة سبإ.
- ﴿مَسَّنِيَ الشَّيْطَـٰـنُ﴾ في سورة ص.
- ﴿إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ﴾ في سورة الزمر.
- ﴿يَـٰـعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا﴾ في سورة الزمر أيضاً.
- ﴿إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ﴾ في سورة الملك.
الفَصْلُ الخَامِسُ: اليَاءَاتُ الَّتِي بَعْدَهَا هَمْزَةُ وَصْلٍ مُجَرَّدَةٌ عَنِ اللَّامِ، وَهِيَ سَبْعُ يَاءَاتٍ([137])؛ فَفَتَحَ وَرْشٌ عَنْ نَافِعٍ أَرْبَعاً مِنْهَا، وَهِيَ:
- ﴿لنفسي اذهب﴾، و﴿فِي ذِكْرِي اذْهَبَا﴾ كلاهما في طه.
- ﴿إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا﴾ فِي سورة الفرقانِ.
- ﴿بَعْدِيَ اسْمُهُ﴾ في سورة الصف.
الفَصْلُ السَّادِسُ: اليَاءَاتُ الَّتِي لَمْ يَقَعْ بَعْدَهَا هَمْزَةُ قَطْعٍ، وَلَا وَصْلٍ؛ وَالمُخْتَلَفُ فِيهَا ثَلَاثُونَ يَاءً([138])؛ فَتَحَ مِنْهَا حَالةَ الوَصْلِ وَرْشٌ عَنْ نَافِعٌ:
- ﴿بَيْتِيَ﴾ في مَوْضِعَيْنِ، وَهُمَا: فِي سورة البقرة، وسورة الحج؛ وَسَكَّنَهَا فِي سورة نوح.
- ﴿بِيَ لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ في سورة البقرة، وَهَذِهِ اليَاءُ مِمَّا اخْتَصَّ بِفَتْحِهَا وَحْدَهُ، دُونَ سَائِرِ القُرَّاءِ.
- ﴿وَجْهِيَ﴾ في المَوْضِعَيْنِ، وَهُمَا: سورةِ آل عِمْرَانَ، وَسُورَةِ الأَنْعَامِ.
- ﴿مَمَاتِيَ لِلَّهِ﴾ فِي سورة الأنعام.
- ﴿لي﴾ في ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ، وهي: ﴿لِيَ فِيهَا مَـَٔارِبُ أُخْرَى﴾ في سورة طه، و﴿مـا لي لا أعبد﴾ في سورة يس، و﴿لِيَ دِينِ﴾ في سورة الكافرون.
- ﴿وَمَنْ مَعِيَ﴾ فِي سُورةِ الشُّعَرَاءِ.
وَأَثْبَتَ اليَاءَ سَاكِنَةً وَصْلاً وَوَقْفاً فِي: ﴿يَـٰعِبَادِي لَا خَوْفٌ﴾ فِي سُورَةِ الزُّخْرُفِ، تَبَعاً لِإِثْبَاتِهَا فِي المَصَاحِفِ المَدِينَةِ.
وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي فَتْحِ اليَاءِ مِنْ ﴿مَحْيَآيْ﴾ فِي سُورَةِ الأَنْعَامِ أَوْ إِسْكَانِهَا حَالَةَ الوَصْلِ؛ وَالإِسْكَانُ مُقَدَّمٌ فِي الأَدَاءِ، وَلَا يَنْبَغِي غَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ التَّيْسِيرِ([139])؛ وَيَتَعَيَّنُ المَدُّ اللَّازِمُ مَعَ الإِسْكَانِ.
بَابُ يَاءَاتِ الزَّوَائِدِ
اليَاءُ الزَّائِدَةُ هِيَ: يَاءٌ لَمْ تُرْسَمْ فِي المَصَاحِفِ العُثْمَـانِيَّةِ، وَثَابِتَةٌ لَفْظاً فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ، وَقَدْ تَقَعُ لَامَ الكَلِمَةِ، وَقَدْ تَكُونُ ثَابِتَةً فِي كَلِمَةٍ فِي مَوْضِعٍ وَمَحْذُوفَةً فِي آخَرَ، وَلَا تَقَعُ فِي الحَرْفِ أَبَداً.
وَعِدَّةُ مَا وَقَعَ ثَابِتاً فِي مَوَاضِعَ وَنَظِيرُهُ مَحْذُوفٌ سِتَّةَ عَشَرَ مَوْضِعاً، وَهِيَ: ﴿وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ﴾، ﴿فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ﴾ كِلَاهُمَا فِي سُورَةِ البَقَرَةِ، ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ﴿فَهُوَ المُهْتَدِي﴾ فِي سُورَةِ الأَعْرَافِ، ﴿فكِيدُونِي﴾ فِي سُورَةِ هُودٍ، ﴿مَا نَبْغِي﴾، ﴿وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾، كِلَاهُمَا فِي سُورَةِ يُوسُفَ، ﴿فَلَا تَسْـَٔـلَنِّي﴾([140]) فِي سُورَةِ الكَهْفِ، ﴿فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي﴾ فِي سُورَةِ طَهَ، ﴿بِهَـٰـدِي العُمْيِ﴾ فِي سُورَةِ النَّمْلِ، ﴿أَنْ يَهْدَيَنِي﴾ فِي سُورَةِ القَصَصِ، ﴿يـٰـعِبَادِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا﴾ فِي سورة العنكبوت، ﴿وَأَنُ اعْبُدُونِي﴾ فِي سُورَةِ يَسِ، ﴿يَـٰـعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا﴾ فِي سُورَةِ الزُّمَرِ، ﴿أَخَّرْتَنِي إِلَى﴾ فِي سُورَةِ المُنَافِقُونَ، ﴿دُعَائِيَ إِلَّا﴾ فِي سُورَةِ نُوحٍ.
وَاتَّفَقَ القُرَّاءُ العَشَرَةُ عَلَى حَذْفِهَا مِنْ آخِرِ كُلِّ اسْمٍ مُنَادَى مِنْ: ﴿يَـٰـقَوْمِ﴾، و﴿يَـٰـرَبِّ﴾، ﴿رَبِّ﴾، إِلَّا ﴿عِبَادِ﴾، فَإِنَّهَا وَقَعَتْ فِي خَمْسِ مَوَاضِعَ؛ حُذِفَتْ فِي مَوْضِعٍ مِنْهَا بِاتِّفَاقٍ، وَهُوَ: ﴿قُلْ يَـٰـعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا﴾، فِي سُورَةِ الزُّمَرِ؛ وَاتَّفَقَتِ المَصَاحِفُ وَالقُرَّاءُ عَلَى إِثْبَاتِهَا فِي مَوْضِعَيْنِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَهُمَا: ﴿يَـٰـعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّـٰيَ فَاعْبُدُونِ﴾ فِي سُورَةِ العَنْكَبُوتِ، ﴿قُلْ يَـٰـعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ فِي سُورَةِ الزُّمَرِ؛ وَاخْتُلِفَ فِي مَوْضِعَيْنِ، وَهُمَا: ﴿ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَـٰـعِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾ فِي سُورَةِ الزُّمَرِ (15)، ﴿يَـٰـعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ فِي سُورَةِ الزُّخْرُفِ (68)؛ وَأَثْبَتَهَا وَرْشٌ فِي سُورَةِ الزُّخْرفِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِ يَاءِ الإِضَافَةِ؛ وَحَذَفَهَا فِي سُورَةِ الزُّمَرِ.
وَأَثْبَتَ اليَاءَ أَيْضاً وَرْشٌ عَنْ نَافِعٍ مِنْ طَرِيقِ الأَزْرَقِ وَصَلاً دُونَ الوَقْفِ فِي مَوَاضِعَ، وَهِيَ:
- ﴿الدَّاعِے﴾ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ، وَهِيَ مَوْضِعُ سُورَةِ البَقَرَةِ وَمَوْضِعَا سُورَةِ القَمَرِ.
- ﴿دَعَانِے﴾ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ.
- ﴿فَلَا تَسْـَٔـلَنِّے مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾، ﴿يَوْمَ يَأْتِے لَا تَكَلَّمُ﴾ فِي سُورَةِ هُودٍ.
- ﴿وَعِيدِے﴾ مُوْضِعُ سُورَةِ إِبْرِاهِيمَ، وَمَوْضِعَا سُورَةِ قَ.
- ﴿رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِے﴾ فِي سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ.
- ﴿أَخَّرْتَنِے﴾ فِي سُورَةِ الإِسْرَاءِ.
- ﴿المُهْتَدِے﴾ فِي سُورَتَيِ الإِسْرَاءِ وَالكَهْفِ.
- ﴿وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِے رَبِّي﴾، ﴿فَعَسَى أَنْ يُؤْتِيَنِے خَيْراً مِنْ﴾، ﴿مَا كُنَا نَبْغِے﴾، ﴿عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِے﴾، فِي سُورَةِ الكَهْفِ.
- ﴿أَلَّا تَتَّبِعَنِے أَفَعَصَيْتَ﴾ فِي سُورَةِ طَهَ.
- ﴿العَـٰـكِفُ فِيهِ وَالبَادِے﴾ فِي سُورَةِ الحَجِّ.
- ﴿نَكِيرِے﴾ فِي سُوَرِ الحَجِّ وَسَبَإٍ وَفَاطِرٍ وَالمُلْكِ.
- ﴿أَتُمِدُّونَنِے بَمَالٍ﴾، و﴿فَمَا آتَيٰنِےَ اللَّهُ خَيْرٌ﴾ كِلَاهُمَا فِي سُورَةِ النَّمْلِ مَعَ فَتَحِ اليَاءِ الثَّانِيَةِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
- ﴿رِداً يُصَدِّقْنِي إِنِّيَ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِے﴾ فِي سُورَةِ القَصَصِ.
- ﴿وَجِفَانٍ كَالجَوَابِے وَقُدُورٍ رَاسِيَـٰـتٍ﴾ فِي سُورَةِ سَبَإٍ.
- ﴿لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَـٰـعَتُهُمْ شَيْــٔاً وَلَا يُنقِذُونِے﴾ فِي سُورَةِ يَسِ.
- ﴿قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِے﴾ فِي سُورَةِ الصَّافَّاتِ.
- ﴿التَّلَـٰـقِے﴾، ﴿التَّنَادِے﴾ كِلَاهُمَا فِي سُورَةِ غَافِرٍ.
- ﴿وَمِنْ آيَـٰـتِهِ الجَوَارِے فِي البَحْرِ كَالأَعْلَـٰـمِ﴾ فِي سورة الشورى.
- ﴿وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِے وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِے﴾ فِي سُورَةِ الدُّخَانِ.
- ﴿وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المُنَادِے مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ﴾ فِي سُورَةِ قَ.
- ﴿نُذُرِے﴾ سَتَّةُ مَوَاضِعِ سُورَةِ القَمَرِ.
- ﴿نَذِيرِے﴾ فِي سُورَةِ المُلْكِ.
- ﴿الَّيْلِ إِذَا يَسْرِے﴾، ﴿بِالوَادِے﴾، ﴿أَكْرَمَنِے﴾، ﴿أَهَـٰـنَنِے﴾ فِي سُورَةِ الفَجْرِ.
بَابُ الوَقْفِ
- الوَقْفُ وَالاِبْتِدَاءُ:
قَسَّمَ بَعْضُ العُلَمَاءِ الوَقْفَ الِاخْتِيَارِيَّ([141]) إِلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ؛ وَهِيَ:
1- الوَقْفُ التَّامُّ: هُوَ مَا يَحْسُنُ الوَقْفُ عَلَيْهِ، وَالِابْتِدَاءُ بِمَا بَعْدَهُ، إِذْ لَا تَعَلُّقٌ بِالعِبَارَةِ المَوْقُوفِ عَلَيْهَا بِمَـا بَعْدَهَا، كَالوَقْفِ عَلَى: ﴿أُولَـٰــئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾، وَكَالِابْتِدَاءِ بِـ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾.
2- الوَقْفُ الكَافِـي: هُوَ مَا يَحْسُنُ الوَقْفُ عَلَيْهِ، وَالِابْتِدَاءُ بِمَا بَعْدَهُ، وَإِنْ كَانَ لَهُ تَعَلُّقٌ بِالعِبَارَةِ المَوْقُوفِ عَلَيْهَا بِمَـا بَعْدَهَا فِي المَعْنَى وَفِي سِيَاقِ المَوْضُوعِ، كَالوَقْفِ عَلَى ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ﴾، وَالِابْتِدَاءِ بِـ: ﴿وَعَلَى أَبْصَـٰرِهِمْ غِشَـٰوَةٌ﴾.
3- الوَقْفُ الحَسَنُ: هُوَ مَا يَحْسُنُ الوَقْفُ عَلَيْهِ، وَلَا يَحْسُنُ الِابْتِدَاءُ بِمَا بَعْدَهُ لِتَعَلُّقِ العِبَارَةِ الثَّانِيَةِ بِالأُولَى فِي اللَّفْظِ وَفِي سِيَاقِ المَوْضُوعِ، كَالوَقْفِ عَلَى ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ﴾ مِنَ: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَـٰلَـمِينَ﴾.
4- الوَقْفُ القَبِيحُ: هُوَ مَا لَا يَحْسُنُ الوَقْفُ عَلَيْهِ، وَلَا الِابْتِدَاءُ بِمَا بَعْدَهُ إِذْ يَتَغَيَّرُ المَعْنَى، أَوْ لَا يُفْهَمُ مِنْهُ المُرَادُ لِشِدَّةِ تَعَلُّقِ العِبَارَتَيْنِ فِي اللَّفْظِ وَالمَعْنَى، كَالوَقْفِ عَلَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِيے﴾.
- الوَقْفُ عَلَى أَوَاخِرِ الكَلِمِ:
أ-كَيْفِيَّةُ الوَقْفِ:
1) الإِسْكَانُ: وَهُوَ تَجْرِيدُ الحَرْفِ مِنْ الحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ وَمِنْ أَبْعَاضِهَا، وَلَا يَنْحُو إِلَى أَيِّ حَرَكَةٍ؛ وَهُوَ الأَصْلُ فِـي الوَقْفِ.
2) الرَّوْمُ: وَهُوَ تَضْعِيفُ الصَّوْتِ عِنْدَ النُّطْقِ بِالحَرَكَةِ فَيَذْهَبُ مُعْظَمُهَا، وَيَكُونُ فِي الضَّمِّ وَالكَسْرِ فَقَطْ عِنْدَ القُرَّاءِ؛ وَاسَتَحَبَّه قَوْمٌ فِي مَوَاضِعِ كَالوَقْفِ فِي نَحْوِ: ﴿وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الغَرُورُ﴾، وَهُوَ اخْتِيَارٌ جَيِّدٌ.
3) الإِشْمَامُ: وَهُوَ الإِشَارَةُ إِلَى الحَرَكَةِ دُونَ تَصْوِيتٍ، وَيَكُونُ فِي الوَقْفِ بُعَيْدَ الإِسْكَانِ عَلَى الصَّحِيحِ؛ وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي الضَّمِّ بِلَا خِلَافٍ.
4) الإِبَدَالُ: وَهُوَ جَعْلُ حَرْفٍ مَكَانَ آخَرَ؛ وَيَكُونُ فِي الِاسْمِ المُفْرَدِ المُؤَنَّثِ بِالتَّاءِ المَرْسُومَةِ هَاءً، فَيُوقَفُ عَلَيْهِ بِالهَاءِ بَدَلاً مِنْهَا، نَحْوَ: الوَقْفُ ﴿رَحْمَة﴾، وَفِي مَـا آخِرُهُ تَنْوِينٌ مَنْصُوبٌ فِي غَيْرِ الِاسْمِ المُفْرَدِ المُؤَنَّثِ، نَحْوَ الوَقْفِ عَلَى: ﴿مَاءً﴾، وَ﴿كَثِيراً﴾.
5) الحَذْفُ: فِي يَاءَاتِ الزَّوَائِدِ، نَحْوَ: ﴿فَيَقُولُ رَبِّيَ أَكْرَمَنِے﴾.
ب- اتِّبَاعُ رَسْمِ الـمَصْحَفِ:
إِثْبَاتُ مَا كَانَ مَرْسُوماً فِي المَصَاحِفِ العُثْمَانِيَّةِ([142])، وَحَذْفُ مَا كَانَ مَحْذُوفاً عَلَى العُمُومِ، وَوَصْلُ مَا كَانَ مَوْصُولاً، وَجَوَازُ الوَقْفِ لِلِاخْتِبَارِ بِالتَّاءِ فِي تَاءَاتِ التَّأْنِيثِ فِي الأَسْمَاءِ فِي مَا رُسِمَ بِتَاءٍ.
هَذَا وَقَدْ وَافَقَ وَرْشٌ عَنْ نَافِعٍ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ جُمْهُورَ القُرَّاءِ فِي حَذْفِ الأَلِفِ وَصْلاً، وَفِي إِثْبَاتِهَا وَقْفاً اتِّبَاعاً لِلرَّسْمِ فِي كَلِمَتَيْنِ، وَهُمَا:
- ﴿أَنَا﴾ أَيْنَمَا وَرَدَتْ فِي القُرْآنِ إِلَّا إِذَا جَاءَ بَعْدَهَا هَمْزٌ مَفْتُوحٌ أَوْ مَضْمُومٌ فَإِنَّهُ يُثْبِتُهَا وَصْلاً وَوَقْفاً.
- ﴿لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي﴾ فِي سُورَةِ الكَهْفِ.
بَابُ التَّكْبِيرِ
الجُمْهُورُ مِنْ أَهْلِ الأَدَاءِ عَلَى تَرْكِهِ؛ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي ثُبُوتِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ المَكِّيِّ فَقَطْ؛ أَمَّا فِي غَيْرِهِ مِنَ القِرَاءَاتِ وَالرِّوَايَاتِ فَلَا خِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ فِي عَدَمِ ثُبُوتِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ اِخْتِيَارٌ وَاسْتِحْبَابٌ مِنْ بَعْضِهِمْ، وَلَا حَرَجَ فِي تَرْكِهِ لِابْنِ كَثِيرٍ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الأَدَاءِ، فَالأَحْرَى تَرْكُهُ؛ وَأَمَّـا بَاقِي الرِّوَايَاتِ وَالقِرَاءَاتِ فَالوَاجِبُ تَرْكُهُ وَعَدَمُ الإِتْيَانِ بِهِ مُطْلَقاً.
وَخِتَاماً
أَسْأَلُ اللَّهَ الكَرِيمَ العَظِيمَ أَنْ يَجْعَلَ عَمَلِي هَذَا خَالِصاً لِوْجِهِهِ الكَرِيمِ،
مُوَافِقاً لِلصَّوَابِ، وَأَسْاَلُهُ I أَنْ يُبَارِكَ فِيهِ؛ إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ؛
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى نَبِيِّكَ المُخْتَارِ، وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ، وَصَحَابَتِهِ الأَخْيَارِ؛
وَمَنْ تَتَبَّعَ آثَارَهُمْ مَـا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.
ثَبْتُ الـمَصَادِرِ وَالـمَرَاجِعِ
· إتحاف المسلمين بأهم قواعد قراءة الكتاب المبين لسمير علي زبوجي.
· إرشاد المريد إلى مقصود القصيد لعليّ محمّد الضّبّاع.
· إحكام التَّجريد في أحكام التَّجويد لسمير عليٍّ زبوجي.
· أحكام قراءة القرآن الكريم لمحمود خليل الحصري.
· الإضاءة في أصول القراءة لعلي محمد الضَّبَّاع.
· إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله U لأبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري.
· بدائع البرهان على عمدة العرفان لمصطفى الأزميري.
· البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة لعبد الفتَّاح القاضي.
· التحديد في الإتقان والتجويد لأبي عمرو الداني.
· التحرير في رواية ورش عن نافع من طريقي الشاطبية والتيسير، لسمير بن علي زبوجي.
· تحصيل المنافع على كتاب الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع، للسملالي الكرامي الشنقيطي.
· التعريف في اختلاف الرواة عن نافع لأبي عمرو الداني.
· تقريب المنال بشرح تحفة الأطفال لحسن دمشقية.
· التمهيد في علم التَّجويد لابن الجزريِّ.
· تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين للصفاقسي.
· التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني.
· حق التلاوة لِحُسْنِي شيخ عثمـان.
· الحواشي الأزهرية في حَلِّ ألفاظ الجزرية لِخَالِدِ الأزهريِّ.
· الدقائق المحكمة في شرح المقدمة لزكريا الأنصاري.
· الرسالة الغراء في الأوجه المقدمة في الأداء عن العشرة القراء لعلي محمد توفيق النحاس.
· الرسالة الغراء في ترتيب وجوه القراء لأحمد بن ثابت الشريف التلمساني.
· الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة، لمكي بن أبي طالب القيسي.
· رياضة الألسن شرح تلخيص لآلئ البيان في تجويد القرآن لسعيد يوسف السمنودي.
· السلسبيل الشافي في تجويد القرآن لعثمـان مراد.
· الشاطبية المسمى بحرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع لأبي القاسم الشاطبي.
· شرح طيبة النشر لأحمد بن محمد بن الجزري.
· شرح طيبة النشر فـي القراءات العشر لأبي القاسم محمد النويري.
· شرح المقدمة الجزرية لزكريا الأنصاري.
· طيبة النشـر في القراءات العشـر لمحمد بن الجزري.
· فتح الأقفال بشرح متن تحفة الأطفال للجمزوري.
· فتح المجيد فـي حكم القراءة بالتغني والتجويد، لسعود بن عبد الله الفنيسان.
· فتح المعطي وغنية المقرئ في شرح مقدمة ورش المصري للمتولي.
· فتح الوصيد في شرح القصيد ، لأبي الحسن علي بن محمد السخاوي.
· الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدمة لمحمد بن يالوشة.
· القرآن الكريم مضبوط على رواية ورش عن نافع.
· القصد النافع لبغية الناشئ والبارع على الدرر اللوامع في مَقْرَإِ الإمام نافع، لمحمد بن إبراهيم الشريشي.
· القطع والائْتِنَاف، لأبي جعفر أحمد النحاس.
· قواعد التجويد على رواية حفص عن عاصم بن أبي النُّجُود لعبد العزيز عبد الفتاح القارئ.
· كتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع وعِللها وحججها لأبي محمَّد مكي ابن أبي طالب القيسي.
· اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة لأبي عبد الله محمد بن حسن بن محمد الفاسي.
· لسان العرب، لِابْنِ مَنْظُورٍ.
· المحجَّة في تجويد القرآن مقرأ نافع رواية ورش طريق الأزرق مذهب الداني، لمحمد الإبراهيمي.
· المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب لعلي محمد الضّبّاع
· المصباح المنير، لأحمد الحموي.
· المقصد لتلخيص ما فـي المرشد فـي الوقف والابتداء، لأبي يحيى زكريا الأنصاري.
· منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال للضَّبَّاع.
· المنح الفكرية على متن الجزرية لِمُلاَ علي القاري.
· الموضح في التجويد لعبد الوهاب القرطبي.
· النجوم الطوالع على درر اللوامع لإبراهيم المارغني.
· النشر في القراءات العشر لابن الجزري.
· نهاية قول المفيد في علم التجويد لمحمد مكي نصر.
· هداية الرحمن في تجويد القرآن لعبد الوهاب دبس وزيت.
· هداية الـمستفيد في أحكام التجويد لأبي ريمة محمد الـمحمود.
الفِهْرِسُ
مقدمة
3
تعريف التجويد
4
الفرق بين التجويد والترتيل
4
تعريف أحكام التجويد
5
مراتب التلاوة
5
باب الاستعاذة والبسملة
6
باب مخارج الحروف
10
باب صفات الحروف اللازمة
13
باب صفات الحروف العارضة
17
باب حكم النون والـميم الـمشددتين
20
باب أحكام الـميم الساكنة
20
باب أحكام النون الساكنة والتنوين
22
باب الـمد وأحكامه
25
فصل هاء الكناية
28
عودة إلى باب المد وأحكامه
29
باب التفخيم والترقيق
35
باب الفتح والإمـالة
42
باب الهمز
49
باب ياء الإضافة
61
باب ياءات الزوائد
67
باب الوقف
71
الوقف والابتداء
71
الوقف على أوخر الكلم
72
التكبير
74
الخاتمة
74
ثبت المصادر والمراجع
75
الفِهْرِسُ
79
([1]) التَّيْسِيرُ فِي القِرَاءَاتِ السَّبْعِ، لِلحَافِظِ أَبِي عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّانِيِّ المُتَوَفَّى سَنَةَ أرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيِّةِ، وَهُوَ أَصَحُّ الكُتُبِ المُؤَلَّفَةِ فِي عِلْمِ القِرَاءَاتِ؛ وَالشَّاطِبِيَّةُ نَظْمُ التَّيْسِيرِ، وَفِيهِ زِيَادَاتٌ، بَعْضُهَا مَأْخُوذٌ بِهَا، وَبَعْضُهَا مَتْرُوكَةٌ؛ مِنْ نَظْمِ الحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ القَاسِمِ بْنِ فِيرُّهِ الشَّاطِبِيِّ المُتَوَفَّى سَنَةَ تِسْعِينَ وَخَمْسِمِئَةٍ.
([2]) الوَقْفُ وَالِابْتِدَاءُ بِأَنْوَاعِهِ فِي هَذَا الفَنِّ دَاخِلٌ فِي مَاهِيَّةِ التَّجْوِيدِ؛ وَأَهْمَلَهُ كَثِيرٌ مِنَ المُؤَلِّفِينَ؛ وَلَمْ يُذْكُرْهُ الأَوَائِلُ فِي تَآلِيفِهِمْ إِلَّا لِاقْتِصَارِهِمْ عَلَى بَعْضِ مَسَائِلِ التَّجْوِيدِ؛ أَوَلَيْسَ مِنَ التَّجْوِيدِ أَلَّا نَبْتَدِئَ بِسَاكِنٍ، وَلَا نَقِفَ بِحَرَكَةٍ تَامَّةٍ؟! وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ التَّجْوِيدَ إِقَامَةُ الحُرُوفِ فَقَطْ!! وَلَيْسَ كَذَلِكَ! بَلْ أَرْكَانُ التَّجْوِيدِ: إِقَامَةُ الحُرُوفِ، وَحُسْنُ الوَقْفِ وَالِابْتِدَاءِ، وَتَرْكُ التَّكَلُّفِ فِي كُلِّ ذَلِكَ؛ وَطَرِيقُهُ الأَخُذُ عَنْ أَفْوَاهِ المَشَايِخِ المُتْقِنِينَ، وَمَعْرَفَةُ اللَّحْنِ الجَلِيِّ وَالخَفِيِّ.
([3]) أَمَّا التَّفْخِيمُ فِي حُرُوفِ الِاسْتِعَلَاءِ فُهُوَ لَازِمٌ، وَهُوَ مِنْ مُسَتَحَقِّ الِاسْتِعْلَاءِ.
([4]) لِأَنَّ التَّرْتِيلَ مَصْدَرُ رَتَّلَ بِمَعْنَى تَلَا، قَالَ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ ءَاتَيْنَـٰهُمُ الكِتَــٰبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾، قَالَ المُفَسِّرُونَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: يَتَّبِعُونَهُ حَقَّ الِاتِّبَاعِ؛ اِهـ.
([5]) أعني: الخَطَأَ، وَمَعْرِفَتُهُ لَازِمَةٌ لِلوُصُولِ لِلتَّجْوِيدِ، وَهُوَ جَلِيٌّ وَخَفِيٌّ، أَمَّا الجَلِيُّ فَهُوَ خَطَأُ الإِعْرَابِ، وَأَمَّا الخَفِيُّ فَهُوَ مَا يتعلَّقُ بِالأَخْطَاءِ الخَاصَّةِ بِأَحْكَامِ التَّجْوِيدِ وَمَخَارِجِ الحُرُوفِ وَصِفَاتِهَا.
([6]) سورة المزمل الآية: (4).
([7]) سورة الزمر الآية: (28).
([8]) وَأَخْطَأَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ بِدْعَةٌ!!
([9]) وَيُطْلَقُ عَلَى الثَّلَاثَةِ التَّجْوِيدُ، وَيُطْلَقُ عَلَيْهِمْ أَيْضاً التَّرْتِيلُ تَجَوُّزاً.
([10]) فتح المجيد (28).
([11]) ومـا رُوِيَ عن أبي هريرة t أنه كان يتعوذ بعد سورة الفاتحة في الفريضة، ضعيف؛ وكذا مـا روي عن حمزة القارئ، والإمـام مـالك، وابن سيرين، والنخعي، وأبي داود الظاهري، لا يصح عنهم، ولا عن أحد ممن يعتبر قوله على مـا حرَّره المحققون؛ فلا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ.
([12]) ينظر: التيسير (16، و17)، وشرح الطَّيِّبة (44)، والنُّجوم الطَّوالع (23)، والنشر (1/243).
([13]) فَلَا خِلَافَ فِي حَذْفِهَا وَعَدَمِ إِثْبَاتِهَا.
([14]) أجزاء السور أوساطها، ولو بعد آية.
([15]) فَلَا حُجَّةَ لِمَنْ يُوجِبُ البسملة أوساط السور لِمَنْ يقرأ مِن طُرُقِ العِرَاقِيِّينَ.
([16]) ينظر: التلخيص (134)، والنَّشر (1/265).
([17]) الأنفال وبراءة.
([18]) أما إذا وقفوا على آخر السُّورة الأولى لِأَخْذِ النفس أو لغيره فلا خلاف في إثبات البسملة للسورة الثَّانية لجميع القرَّاء.
([19]) الحروف العربية مهملة ومعجمة؛ أمـا الأولى فهي الحروف غير المنقطة، وأمـا الثَّانية فهي المنقطة كالجيم.
([20]) اللِّثَة هي اللَّحْمُ المركب فيه الأسنان.
([21]) ونصفها الباقي الغنة، ومخرجها الخيشوم، وسيأتي ذكره.
([22]) النَّفْسِ اصْطِلَاحاً: هُوَ الهَوَاءُ الخَارِجُ مِنَ الرِّئَةِ دُونَ احْتِكَاكِهِ بِالحَبْلَيْنِ الصَّوْتِيَّيْنِ الوَاقِعَيْنِ فِي الحَنْجَرَةِ؛ وَالصَّوْتُ: هُوَ الهَوَاءُ المُحْتَكُّ بِهِمَا.
([23]) النبرة هي الصوت الشديد؛ فزيادة بعضهم: نبرة قوية، حشوٌ.
([24]) يَغْفُلُ كَثِيرٌ عَنْ ذِكْرِ هَذِهِ الصِّفَةِ فِي التَأْلِيفِ لِذِكْرِهَا فِي المَخَارِجِ.
([25]) أَيْ تَرْكِيبَ حَرْفٍ مَعَ آخَرَ.
([26]) وَقِيلَ: التَّمَاثُلُ هُوَ أَنْ يَتَّفِقَ الحَرْفَانِ مَخْرَجاً وَصِفَةً وَاسْماً.
([27]) قَوْلُ بَعْضِ الأَفَاضِلِ: "مَـا لَمْ يَكُنْ أَوَّلُهُ حَرْفَ مَدٍّ"، زِيَادَةٌ لَا حَاجَةَ إِلَيْهَا، لِأَنَّ الوَاوَ المَدِّيَّةَ وَغَيْرَ المَدِّيَّةِ لَيْسَتَا مُتَمَاثِلَتَيْنِ.
([28]) قَالَ ابْنُ الجَزَرِيِّ فِـي التَّمْهِيدِ (13): وَأَمَّا الإِظْهَارُ فَهُوَ ضِدُّ الإِدْغَامِ، وَهُوَ: أَنْ يُؤْتَى بِالحَرْفَيْنِ المُصَيَّرَيْنِ جِسْماً وَاحِداً مَنْطُوقاً بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَـا عَلَى صُورَتِهِ، مُوَفًّى جَمِيعَ صِفَاتِهِ، مُخْلَصاً إِلَى كَمَالِ بِنْيَتِهِ؛ وَقَالَ القُرْطُبِيُّ فِي المُوضِحِ (122): وَالإِظْهَارُ هُوَ: قَطْعُ حَرْفٍ عَنْ حَرْفٍ؛ اهـ؛ قُلْتُ وَأَمَّا الإِدْغَامُ فَهُوَ النُّطْقُ بِحَرْفَيْنِ حَرْفاً وَاحِداً مُشَدَّداً، وَقِيلَ: هُوَ إِدْخَالُ الحَرْفِ الأَوَّلِ فِي الثَّانِي حَتَّى يَصِيرَانِ حَرْفاً وَاحِداً مِنْ جِنْسِ الثَّانِي؛ هَذَا وَإِذَا كَانَ أَوَّلُ الحَرْفَيْنِ سَاكِناً سُمِّيَ حِينَئِذٍ بِالإِدْغَامِ الصَّغِيرِ لِقِلَّةِ وُقُوعِهِ فِي الكَلَامِ، وَقِلَّةِ العَمَلِ فِيهِ؛ وَإِنْ كَانَ الحَرْفَيْنِ مُتَحَرِّكَيْنِ سُمِّيَ بِالإِدْغَامِ الكَبِيرِ، لِكَثْرَةِ وُقُوعِهِ فِي الكَلَامِ، وَكَثْرَةِ العَمَلِ فِيهِ؛ وَهُوَ خَاصٌّ بِقِرَاءَةِ البَصْرِيِّينَ عُمُوماً، وَإِنْ وَقَعَ لِكُلِّ القُرَّاءِ فِي بَعْضِ الكَلِمَاتِ، مِنْهَا كَلِمَةُ "تَأَمَنَّا" بِسُورَةِ يُوسُفَ، إِذْ أَصْلُهَا "تَأَمَنُنَا" فَتُسَكَّنُ النُّونُ المَضْمُومَةُ وَتُدْغَمُ فِي الثَّانِيَةِ مَعَ الإِشْمَامِ؛ وَفِيهَا أَيْضاً وَجْهاً آخَرَ، وَهُوَ الإِظْهَارُ مَعَ الرَّوْمِ، وَهُوَ المُقَدَّمُ أَدَاءً.
([29]) الآية (20)، ذَلِكَ أَنَّ التَّبْصِرَةَ مِنْ طُرُقِ الشَّاطِبِيَّةِ فِـي رِوَايَةِ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ، وَهِيَ الَّتِي رَوَتْ الإِدْغَامَ النَّاقِصَ، وَفِيهَا فِـي مَدِّ البَدَلِ المَدَّ فَقَطْ عَلَى الصَّحِيحِ، إِذْ بِهِ قَرَأَ مَكِّيٌّ، وَرَوَى قَصْرَهُ حِكَايَةً، لَا رِوَايَةً، فَلْيُعْلَمْ؛ ينظر كتاب التبصرة (66).
([30]) ينظر التيسير (127): وعبر الدَّانِيُّ عَنِ الرَّوْمِ بِالإِشْمَامِ، حَيْثُ قَالَ: وَكُلُّهُمْ قَرَأَ ﴿مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا﴾ بِإِدْغَامِ النُّونِ الأُولَى فِي الثَّانِيَةِ، وَإِشْمَامِهَا الضَّمَّ؛ وَحَقِيقَةُ الإِشْمَامِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُشَارَ بِالحَرَكَةِ إِلَى النُّونِ، لَا بِالعُضْوِ إِلَيْهَا، فَيَكُونَ ذَلِكَ إِخْفَاءً لَا إِدْغَاماً صَحِيحاً، لِأَنَّ الحَرَكَةَ لَا تَسْكُنُ رَأْساً، بَلْ يَضْعُفُ الصَّوْتُ بِهَا، فَيُفْصَلُ بَيْنَ المُدْغَمِ وَالمُدْغَمِ فِيهِ لِذَلِكَ؛ وَهَذَا قَوْلُ عَامَّةِ أَئِمَّتِنَا، وَهُوَ الصَّوَابُ لِتَأْكِيدِ دَلَالَتِهِ وَصِحَّتِهِ فِي القِيَاسِ؛ اهـ.
([31]) تقريب المنال (40)، تنبيه الغافلين (79، و80)، الدقائق المحكمة (99)، فتح الأقفال (18)، الفوائد المفهمة (38)، المنح الفكرية (43، و44)، منحة ذي الجلال (65)، النشر (1/222)؛ قُلْتُ: قولهم إظهار الغُنَّة في النُّون والميم المشدَّدتين معناه تـمطيطها، وقدَّره المتأخِّرون بمقدار النُّطق بالألف، وقدَّروا الألف بحركتين؛ وقيل الحركة بمقدار ضمِّ أصابع اليد أو بسطها، وقيل بمقدار النطق بحرف متحرِّك، ومرجع حقيقة ذلك التَّلقي.
([32]) الإِخْفَاءُ هُوَ حَالَةٌ بَيْنَ الإِظْهَارِ وَالإِدْغَامِ.
([33]) قَوْلِي: يَجُوزُ: إِشَارَةٌ إِلَى الحُكْمُ الثَّانِي عِنْدَ البَاءِ، وَهُوَ الإِظْهَارُ؛ يُنْظُرُ تَـمْهِيدَ أَبِـي العَلَاءِ (300، و301)، وتنبيه الغافلين (78) والفوائد التجويدية (133)، والمفيد في شرح عمدة المجيد (من 148 إلى 150)، والمنح الفكرية (8)، والنَّشر (1/222)، ونهاية القول المفيد (138)؛ وَالعَمَلُ اليَوْمَ عَلَى الإِخْفَاءِ.
([34]) وَهُوَ تَصْرِيحٌ مِنْ جَمِيعِ المُتَقَدِّمِينَ مِنْ عُلَمَاءِ القِرَاءَةِ المُحَقِّقِينَ؛ وَأَحَدَثَ أَحَدُ المُتَأَخِّرِينَ ممَّنْ كَانَتْ لَهُمْ مَشْيَخَةٌ فِي مِصْرَ -وَهُوَ الشَّيْخُ عَامِرُ بْنُ السَّيِّدِ عُثْمَـانَ :- حَالَةَ إِخْفَاءِ المِيمِ فُرْجَةً صَغِيرَةً، بِسَبَبِ شُبْهَةٍ وَقَعَتْ لَهُ؛ وَاتَّبَعَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَلَوْ لَمْ يَقْرَؤُوا عَلَيْهِ؛ وَهِيَ بِدْعَةٌ فِي القِرَاءَةِ كَمَا صَرَّحَ بِهَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ كِبَارِ مَشَايِخِ مِصْرَ وَالشَّامِ وَغَيْرُهُمْ؛ قَالَ لِي شَيْخُ مَقَارِئِ جَامِعِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بِدِمَشْقَ الشَّيْخُ المُقْرِئُ أَبُو الحَسَنِ مُحْيِي الدِّينِ الكُرْدِيِّ :: هِيَ بِدْعَةٌ؛ وَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى مَشَايِخِي بِالإِطْبَاقِ، اهـ؛ وَأَطْبَقَ شَفَتَيْهِ؛ وَقَالَ عُمْدَةُ قُرَّاءِ مِصْرَ وَأَعْلَاهُمْ سَنَداً الشَّيْخُ المُقْرِئُ أَحْمَدُ الزَّيَّاتِ :: لَمْ نَعْهَدْ ذَلِكَ مِنْ مَشَايِخِنَا، وَلَمْ نَكُنْ نَسْمَعُ عَنْهُ مِنْ قَارِئٍ مُعْتَبَرٍ مِنْ قُرَّاءِ الأَزْهَرِ، وَلَا أَعْرِفُ أَحَداً قَالَ بِهِ، إِلَّا بَعْضُ القُرَّاءِ المُعَاصِرِينَ مِنْ بِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً تَقْرِيباً؛ وَلَـمْ نَقْرَأْ عَلَى شُيُوخِنَا إِلَّا بِالإِطْبَاقِ، لَكِنْ لَا بَأْسَ أَنْ يَكُونَ الإِطْبَاقُ خَفِيفاً بِدُونِ كَزِّ الشَّفَتَيْنِ؛ اهـ، وَقَوْلُهُ: دُونَ كَزٍّ، مَعْنَاهُ: إِطْبَاقاً غَيْرَ مُتَكَلَّفٍ فِيهِ، رَاجِعْ كِتَابِيَ المَسَائِلَ.
([35]) لِأَنَّ المِيمَ المُخْفَاةَ حَرْفٌ عَرَبِـيٌّ فَرْعِيٌّ فَصِيحٌ مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ المِيمِ وَالبَاءِ.
([36]) قال ابن الجزري في التمهيد: وأمَّا الإظهارُ فهو ضِدُّ الإدغامِ؛ وهو أن يُؤْتَى بالحَرْفَيْنِ المُصَيَّرَيْنِ جِسْماً وَاحِداً منطوقاً بِكُلِّ واحدٍ منهمـا على صورتِه، مُوَفًّى جميعَ صِفَاتِهِ، مُخْلَصاً إلى كمالِ بِنْيَتِهِ؛ اهـ؛ وقال القرطبي في الموضح (122): والإظهار هو قطْعُ حرفٍ عن حرف؛ اهـ.
[37]- وَبِذَلِكَ قَرَأَ الجُمْهُورُ؛ وَاخْتَصَّ أَبُو جَعْفَرٍ القَارِئُ بِالإِخْفَاءِ عِنْدَ الغَيْنِ وَالخَاءِ فِي غَيْرِ: ﴿منخنقة﴾، و﴿ينغضون﴾، و﴿يكن غنيًّا﴾، فَفِيهَا خُلْفٌ عَنْهُ؛ ينظر النشر (2/22).
([38]) بِضَمِّ المِيمِ، وَمَعْنَاهُ: يُسْرِعُونَ.
([39]) سورة الإخلاص (4).
([40]) سورة البقرة (48).
([41]) وَلَا يُقَالُ: "إِقْلَابٌ"، كَمَا يُعَبِّرُ عَنْهُ بِذَلِكَ جَمَاعَةٌ، لِأَنَّهُ مِنْ قَـلَّبَ يُقَلِّبُ قَلْباً؛ وَلَيْسَ مِنْ: أَقْلَبَ، حَتَّى يُقَالَ: إِقْلَابٌ؛ وَالقَلْبُ هُوَ تَحْوِيلُ حَرْفٍ بِآخَرَ.
([42]) وَعِنْدَ الغَيْنِ وَالخَاءِ كَذَلِكَ لِأَبِـي جَعْفَرٍ.
([43]) وَاتَّفَقُوا عَلَى مِقْدَارِ زَمَنِ أَدَائِهِ.
([44]) وَقَدَّرَهُ بَعْضُهُمْ بِضَمِّ الكَفِّ أَوْ بَسْطِهِ.
([45]) بمعنى عدم الصلة مع إتمام الحركة.
([46]) ينظر فتح الوصيد (2/ 273، و274).
([47]) ينظر اللآلئ الفريدة (1/ 215).
([48]) بمعنى الزيادة على القصر.
([49]) ينظر النشر (1/341)، النجوم الطوالع (55).
([50]) تُمَدُّ مَدًّا مُشْبَعاً أَوْ مُتَوَسِّطاً مِن التيسير، وزاد الشاطبي القصر بسبب التغير، ينظر النشر (1/357، و358، و359)، وفتح المعطي (16)، والنجوم الطَّوالع (91)، ومنع الضباع التوسط، وتبعه في ذلك القاضي؛ ينظر: إرشاد المريد (58)، والبدور الزاهرة (178، و179).
([51]) واختلف فيها من الشاطبية؛ ينظر النشر (1/358)، النجوم الطوالع (58)، وإرشاد المريد (48).
([52]) النشر (1/358).
([53]) النشر (1/358).
([54]) أي الألف الثانية من (ءالن)، وليس كل بدل مغير.
([55]) إرشاد المريد (58)، والبدور الزاهرة (178، و179).
([56]) بِمَعْنَى عَدَمِ المَدِّ، لَكِنْ لِيُعْلَمْ أَنَّ فِي اللِّينِ مَدًّا قَلِيلاً دُونَ مَرْتَبَةِ القَصْرِ.
([57]) (19)، (21)، (26).
([58]) (118).
([59]) تنبيه الغافلين (113)، النجوم الطوالع (52).
([60]) أبو الحسن عليُّ بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ الفِهْرِيُّ القَيْرَوَانِيُّ الحُصُرِيُّ، وَيُقَالُ أَيْضاً: الحُصُورِيُّ، توفي بطنجةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ، وَقَالَ ابْنُ الجَزَرِيِّ: ثَمَانٍ وَسِتِّينٍ وَأَرْبَعِمِئَةٍ، وقيل غير ذلك؛ مِنْ آثَارِهِ القصيدة الحصرية فـي قراءة نافع؛ ينظر الأعلام (4/ص300)، غاية النهاية (1/ص555/ رقم 2250).
([61]) النشر (1/335).
([62]) تنبيه الغافلين (113)، والنجوم الطوالع (52).
([63]) النشر (1/350).
([64]) اِخْتَلَفَ أَهْلُ الأَدَاءِ فِـي نَوْعِ المَدِّ حَالَةَ الوَقْفِ عَلَى نَحْوِ: ﴿الصَّلَوٰة﴾، وَ﴿الزَّكَوٰة﴾، وَ﴿الحَيَوٰة﴾؛ فَقَالَ المَشَارِقَةُ هُوَ مَدٌّ عَارِضٌ لِلسُّكُونِ؛ وَقَالَ المَغَارِبَةُ: بَلْ هُوَ مَدٌّ لَازِمٌ؛ وقَالُوا هُوَ مِنْ قَبِيلِ مَدِّ ﴿الَّـٰئِ﴾ فِـي سُوَرِ الأَحْزَابِ، وَالمُجَادِلَةِ، وَالطَّلَاقِ، وَقْفاً لِوَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ؛ وَهَكَذَا تَلَقَّوْهُ أَدَاءً بِأَسَانِيدِهِمُ الصَّحِيحَةِ إِلَـى رَسُولِ اللهِ ﷺ، وذهب بعض المشارقة إلى الوقف عليه بالإشباع احتياطاً اتباعاً لاقتراح المارغني في النجوم الطوالع.
([65]) ينظر النجوم الطوالع (218)، والنشر (1/202).
([66]) تنبيه الغافلين (96)، والنجوم الطوالع (218، و219)، والنشر (1/215).
([67]) السلسبيل الشافي (60)؛ وَلْيُعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ النُّونَ حَرْفٌ فَرْعِيٌّ مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ النُّونِ وَمَا بَعْدَهَا فَهِيَ مُفَخَّمَةٌ عِنْدَهُ، وَهُوَ مَذْهَبُ الـمَشَارِقَةِ؛ وَمَنْ يَرَاهَا أَنَّهَا غَيْرُ فَرْعِيَّةٍ فَهِيَ عِنْدَهُ وَاحِدَةٌ، وَهُوَ مَذْهَبُ الـمُتَأَخِّرِينَ مِنَ الـمَغَارِبَةِ؛ وَالأَوَّلُ أَصَحُّ وَعَلَيْهِ المُتَقَدِّمُونَ قَاطِبَةً.
([68]) لِضُعْفِهِ بِالـهَمْسِ وَالرَّخَاوَةِ لَا يَمْنَعُ التَّرْقِيقِ.
([69]) لا خلاف في ترقيقها لورش عن نافع مِن الشاطبية والتيسير؛ فَلَا يُؤَخَذْ بِظَاهِرِ النشر (2/ 97) فَإِنَّ به سَقْطاً وَاضِحاً لِمَنْ تَدَبَّرَ؛ وَالكَلَامُ فِيهِ خَاصٌّ بكلمة "حيران" الواقعة في سورة الأنعام، فتنبَّه! ينظر النشر (2/9 7)، والتيسير (55).
([70]) التيسير (55)، و(56).
([71]) النجوم الطوالع (108).
([72]) التيسير (55).
([73]) النجوم الطوالع (108)، وقال الداني في جامع البيان (1/ص500): فأقرأني ابن خاقان: ﴿حيران﴾ بإخلاص الفتح لامتناعه مِن الصرف، يكون مؤنث: "حَيْرَى"؛ وكذلك نصَّ عليه إسماعيلُ النَّحَّاسُ في الأداء، وكذلك رواه أيضاً عامة أصحاب أبي جعفر أحمد بن هلال عنه؛ وَأقرأني غيره بإمالة الراء قياساً على نظائره.
([74]) النجوم الطوالع (134)، والبدور الزاهرة (273).
([75]) النجوم الطوالع (133).
([76]) وَتُرَقَّقُ- أَيِ الرَّاءُ السَّاكِنَةُ- مِنْ غَيْرِ شُبْهَةٍ فِي المُشَدَّدِ المَكْسُورِ، نَحْوَ: ﴿البِرِّ﴾، ﴿الرِّجَالِ﴾؛ إِذِ المُشَدَّدُ حَرْفَانِ أَوَّلُهُ سَاكِنٌ.
([77]) النشر (2/105، و111).
([78]) النشر (2/111).
([79]) تحصيل المنافع (244)، القصد النافع (295)، فتح المعطي (48)، النجوم الطوالع (119).
([80]) التيسير (58).
([81]) (2/113).
([82]) كالمتولي في الروض (278)، والنحاس في رسالته الغراء (56).
([83]) التيسير (58).
([84]) الدقائق المحكمة (67)، والفوائد المفهمة (22)، ومنحة ذي الجلال (125)، والنشر (1/203، و215)، ونهاية القول المفيد (128).
([85]) ينظر النشر (2/ مِن 32 إلى 90).
([86]) الآية (1).
([87]) وَتُسَمَّى ذَوَاتُ اليَاءِ، وَتُعْرَفُ بِتَثْنِيَةِ الأَسْمَاءِ، وَإِسْنَادِ الفِعْلِ إِلَى تَاءِ المُتَكَلِّمِ أَوِ المُخَاطَبِ، فَإِذَا مَا ظَهَرَتِ اليَاءُ فَهِيَ أَصْلُ الأَلِفِ، وَإِذَا مَا ظَهَرَتِ الوَاوُ فَهِيَ الأَصْلُ؛ فَتَقُولُ فِـي اليَائِيِّ نَحْوَ: فَتىً: فَتَيَانِ، وَفِـي نَحْوِ: سَعَى: سَعَيْتُ، وَفِـي الوَاوِيِّ نَحْوَ: صَفَا: صَفْوَانِ، وَفِـي نَحْوَ: دَعَا: دَعَوْتُ؛ هَذَا وَإِنْ زَادَ الوَاوِيُّ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفِ فَإِنَّهُ يَصِيرُ يَائِيًّا، وَذَلِكَ كَالزِّيَادَةِ فِـي الفِعْلِ بِحُرُوفِ الـمُضَارَعَةِ، وَآلَةِ التَّعْدِيَةِ وَغَيْرِهِ، نَحْوَ: ﴿تَرْضَى﴾، وَ﴿تُدْعَى﴾، وَ﴿تُتْلَى﴾، وَ﴿تَزَكَّى﴾، وَ﴿نَجَّيٰنا﴾، وَ﴿أَنْجَيٰنا﴾، وَ﴿أَدْنَىٰ﴾، وَ﴿أَرْبَىٰ﴾، وَ﴿أَعْلَى﴾؛ ينْظُرِ النَّشْرَ (2/36).
([88]) النشر (2/41، 42).
([89]) وَأَمَّا إِنْ كَانَ قَبْلَهَا رَاءٌ فَلَا خِلَافَ فِـي تَقْلِيلِهَا؛ وَذَلِكَ فِي ﴿ذِكْرَيٰهَا﴾ فِي سُورَةِ النَّازِعَاتِ.
([90]) وَأَمَّا غَيْرُ السُّوَرِ العَشْرِ فَفِي ذَوَاتِ اليَاءِ الَّتِي لَيْسَ قَبْلَهَا رَاءٌ خِلَافٌ فِـي إِمَالَتِهَا؛ وِلَا إِمَالَةَ فِـي ذَوَاتِ الوَاوِ غَيْرِ الـمَوْجُودَةِ فِـي هَذِهِ السُّوَرِ.
([91]) نَاظِمَةُ الزُّهْرِ (6، و7).
([92]) ينظر النجوم الطوالع (124).
([93]) ينظر النشر (2/80، 81).
([94]) ينظر إرشاد المريد (100)، والبدور الزاهرة (203).
([95]) يَقْرَأُ كَثِيرٌ مِنَ القُرَّاءِ بِالفَتْحِ فِي هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ، وَبِالتَّقْلِيلِ وَجْهاً وَاحِداً فِي ﴿أَمَّا مَن طَغَى﴾ فِي سُورَةِ النَّازِعَاتِ، وَلَوْ قَرَأَ بِقَصْرِ البَدَلِ؛ وَهَذَا خَطَأٌ فِي الرِّوَايَةِ، وَمَا سَبَبُهُ إِلَّا أَنَّهُ اعْتُمِدَ فِي كَثِيرٍ مِنَ المَصَاحِفِ المَضْبُوطَةِ عَلَى رِوَايَةِ وَرْشٍ عَنْ نَافِعٍ عَدُّ الآيِ عَلَى مَذْهَبِ الكُوفِيِّينَ.
([96]) وَسَبَقَتِ الإِشَارَةُ أَنَّ كَثِيرٍ يَقْرَأُ بِالتَّقْلِيلِ وَجْهاً وَاحِداً، وَحَقُّهَا الفَتْحُ.
([97]) وَعَلَيْهِ العَمَلُ فِـي المَشْرِقِ.
([98]) وَعَلَيْهِ العَمَلُ عِنْدَ المَغَارِبَةِ قَدِيماً.
([99]) وَأَمَّا إِنْ كَانَ قَبْلَهَا رَاءٌ فَلَا خِلَافِ فِي إِمَالَتِهَا كَمَـا سَبَقِتِ الإِشَارَةُ إِلَيْهِ، وَذَلِكَ فِـي ﴿ذِكْرَيٰها﴾ فِـي سُورَةِ النَّازِعَاتِ.
([100]) أَمَّا الَّتِي فِـي سُورَةِ الأَعْرَافِ فَالفَتْحُ وَجْهاً وَاحِداً مَعَ قَصْرِ مَدِّ البَدَلِ.
([101]) التيسير (47، و48).
([102]) ينظر النشر (2/48، 49).
([103]) وَذَلِكَ فِـي كُلِّ كَلِمَةٍ أَلِفُهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ زَادَتْ عَنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، نَحْوَ: ﴿تَزَكَّى﴾، وَ﴿نَجَّيٰنَا﴾، وَ﴿أَنْجَيٰنَا﴾، وَ﴿أَدْنَىٰ﴾، وَ﴿أَرْبَىٰ﴾.
([104]) أمَّا ﴿أَنَّا خَلَقْنَــٰهُ﴾ فِي سُورَتَيْ مَرْيَمَ وَيَس فَلَا إِمَالَةَ فِيهَا بِلَا خِلَافٍ.
([105]) التيسير (47).
([106]) لَا إِمَالَةَ في ﴿الجَوَارِ﴾، وَ﴿لَا تُمَارِ﴾ لِأَنَّ الرَّاءَ مُتَوَسِّطَةٌ بَعْدَهَا يَاءٌ مَحْذُوفَةٌ؛ وَكَذَا لَا إِمَالَةَ فِـي ﴿أَنْصَارِي﴾ لِتَوَسُّطِ الرَّاءِ أَيْضاً.
([107]) التيسير (50).
([108]) لِلهَمْزَةِ خَمْسَةُ أَحْكَامٍ، وَهِيَ: التحقيق: وهو الأصل في الهمز، وهو إخراج الهمزة مِن مخرجها وإعطاؤها صفاتها اللازمة؛ وَالتسهيل بين بينَ: وهو النطق بالهمزة بين المحققة وحرف العلة الـمجانس لحركتها؛ الإبدال: وهو جعل حرف من أحرف العلة مكان الهمزة؛ الحذف: وهو إزالة الهمزة وذهاب أثرها؛ النقل: وهو نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وذهاب أثرها.
([109]) بالاستفهام بلا خلاف بين القراء كما سبق ذكره، وإنما في الحرف الأول فقط.
([110]) بالاستفهام بلا خلاف بين القراء أيضاً، وإنما في الحرف الثاني فقط.
([111]) الـمعمول به اليوم حالة الوقف على ﴿ءأنت﴾ و﴿أَرَأَيْتَ﴾، التسهيل لِمَن مذهبه الإبدال؛ ينظر النشـر (1/408)، والرسالة الغراء للتلمساني(75)
([112]) تُمَدُّ مَشْبَعَةً إِذَا جَاءَ بَعْدَهَا سِاكِنٌ، نَحْوَ: ﴿ءَأَنْذَرْتَهُم﴾، وَتُمَدُّ قَصْراً إِذَا أَتَـى بَعْدَهَا مُتَحَرِّكٌ، نَحْوَ: ﴿ءَأَلِدُ﴾.
([113]) التيسير (122).
([114]) وأما ما يُذْكَرُ في بعض الرسائل مِن وجهِ الإبدال، فهو إما سَبْقُ قَلَمٍ أَوْ خَطَأٌ يَنبغي التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ؛ وَمَا ذَكَرَهُ الشَّاطِبِيُّ إِلَّا حِكَايَةً عَنِ النُّحَاةِ، لَا رِوَايَةً.
([115]) مع أوجه البدل الثلاثة.
([116]) التيسير (33).
([117]) التيسير (30).
([118]) (33).
([119]) ينظر التيسير (33)، والتعريف (242).
([120]) ينظر النشر (1/388).
([121]) ينظر التيسير (102)، والنشر (1/397، و398)، والنجوم الطوالع (196، و197)، والرسالة الغراء للتلمساني (75).
([122]) المعمول به اليوم حالة الوقف "التسهيل" فقط، وذكر في فتح المعطي (23) أن السيد هاشم أجاز الوقف بالإبدال مع توسيط الياء، ينظر النشر (1/408)، وفتح المعطي (21)، والبدور الزاهرة (99)، والرسالة الغراء للتلمساني (75).
([123]) ينظر التيسير (88)، والنشر (1/400)، والنجوم الطوالع (196، و197)، الرسالة الغراء للتلمساني (69، و70).
([124]) أي حسب القواعد.
([125]) أي حالة الأخذ على المشايخ.
([126]) ينظر التيسير (36).
([127]) الشاطبية (21).
([128]) ينظر النشر (1/343).
([129]) ينظر النشر (1/410).
([130]) النشر (1/359).
([131]) أي حسب القواعد الموضوعة.
([132]) أي حالة الأخذ على المشايخ.
([133]) ينظر النشر (2/163).
([134]) النشر (2/167).
([135]) النشر (2/169).
([136]) النشر (2/170).
([137]) النشر (2/171).
([138]) النشر (2/171).
([139]) لأنه به قرأ الداني عَلَى خلف بن خاقانَ الذي هو طريقه في التيسير؛ ينظر النشر (2/172).
([140]) اخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ.
([141]) الوَقْفُ: اخْتِيَارِيٌّ، وَانْتِظَارِيٌّ، وَاخْتِبَارِيٌّ، وَاضْطِرَارِيٌّ.
([142] ) وَالمَقْصُودُ بِهِ خَطُّ المَصَاحِفِ المَكْتُوبَةِ فِي عَهْدِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ t بِأَمْرٍ مِنْهُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق