مواقع مكتبات اسلامية قيمة جدا

ب جاري/يا الله / جاري جاري / دار تحقيق التراث الإسلامي والعلمي / في وداع الله ياأماي///ب هانم// مدونة موطأ مالك / أعلام الإسلام / جامع الأصول لمجد الدين أبو السعادات ابن الجزري / أنس ويحي / صوتيات / ياربي:العتق من / النيران ومن الفتن / مدونة الخصوص / مدونة روابط // ب قيقي /مكتبة قيقي / /استكمال مدونة قيقي  / اللهم انتقم من الطالمين الطغاة الباغين  / مدونة قيقي  / النخبة في شرعة الطلاق ااا //ب حنين//ذكر الله / اللهم ارحم والداي واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما وكل الصالحين / مدونة حنين ملخص الطلاق للعدة}} / الحنين/ /المدونة العلمية z. / المصحف العظيم / الحديث النبوي ومصطلحه. / قال الله تعالي/// بوستك//المدونة الطبية / تبريزي / من هم الخاسرون؟ / مدونة بوصيري / علوم الطبيعة ///ب بادي/استكمال ثاني{حجة ابراهيم علي قومه} / النظم الفهرسية الموسوعية الببلوجرافية للأحاديث النبوية وأهميتها / مدونة أذان / المناعة البشرية وعلاج الأمراض المستعصية من خلالها / علاج الأمراض المزمنة والسر في جهاز المناعة / الحميات الخطرة وطرق الوقاية منها والعلاج / المدونة الشاملة / أمراض الأطفال الشهيرة / م الكبائر وكتب أخري / مصحف الشمرلي+تحفة الأشراف للمزي+البداية والنهايةلابن كثير / مدونة الطلاق للعدة / القواميس العربية ومنها لسان العرب وتاج العروس وغيرهما //ب-البيهقي كله / مدونة الاصابة / الطلاق للعدة ما هو؟ / علامات القيامة / منصة مستدرك الحاكم / تعاليات إيمانية / السيرة النبوية /ب مكة /مدونة فتاح / مكه / علوم الفلك / مدونة الغزالي//ب انت ديني /الدجال الكذاب / الشيخ الشعراوي[نوعي] / ديرالدجال اا. / كتب ابن حزم والشوكاني وورد /إستكمال المحلي لابن حزم والشوكاني وابن كثير الحفاظ / المخلوقات الغامضة /السير والمغازي {ابن إسحاق- ابن هشام-كل السيرة النبوية} /كتاب الإحكام في أصول الأحكام / إحياء علوم الدين للغزالي / موقع الحافظ ابن كثير / مجموع فتاوي ابن تيمية / ابن الجوزي /البحيرة الغامضة / الكامل في التاريخ /الفتن / تصنيفات الإمامين:ابن حزم والشوكاني//// مجلد 3.سنن أبي داود / الجامع الصحيح سنن الترمذي / صحيح ابن ماجة – الإمام محمد ناصر الدين الألباني / فتح الباري لابن حجر / لسان العرب لابن منظور / مدونة العموم / الحافظ المزي مصنفات أخري / مدونة المصنفات / مسند أحمد وصحيح البخاري وصحيح مسلم.وسنن ابن ماجه. / مدونة مدونات كيكي1. / أبو داود والترمذي وابن ماجه / بر الوالدين شريعة / تهذيب التهذيب +الاصابة + فتح الباري/كلهم وورد / مدونة المستخرجات / كيكي

9 مصاحف

 

الأربعاء، 16 مايو 2018

8.الباب السابع في ذكر ألقاب الحروف وعللها



8.الباب السابع في ذكر ألقاب الحروف وعللها
الباب السابع
في ذكر ألقاب الحروف وعللها

فصل: نذكر فيه ألقاب الحروف وأنسابها
اعلم أن ألقاب الحروف عشرة، لقبها بها الخليل بن أحمد في أول كتاب العين.
الأول منها: الحروف الحلقية: وهي ستة: الهمزة والهاء، والحاء والعين، والخاء والغين، هذه الحروف تخرج من الحلق، فنسبهن إلى الموضع الذي يخرجن منه، ولم يذكر الخليل معهن الألف، لأنها تخرج من هواء الفم، وتتصل إلى آخر الحلق.
[ ص: 84 ] الثاني: اللهوية: وهما حرفان: القاف والكاف، سميا بذلك لأنهما منسوبان إلى اللهاة، واللهاة بين الفم والحلق.
الثالث: الشجرية: وهي ثلاثة أحرف: الجيم والشين والضاد، سموا بذلك لأنهن نسبن إلى الموضع الذي يخرجن منه، وهو مفرج الفم، قال الخليل: [الشجر] مفرج الفم، أي مفتحه، وقال غيره: الشجر: مجمع اللحيين عند العنفقة.
الرابع: الأسلية: وهي ثلاثة أحرف: الصاد والسين والزاي، سموا بذلك لأنهن نسبن إلى الموضع الذي يخرجن منه، وهو أسلة اللسان، أي مستدقه.
[ ص: 85 ] الخامس: النطعية: وهي ثلاثة: الطاء والدال والتاء، سموا بذلك لأنهن يخرجن من نطع الغار الأعلى، وهو سقفه، فنسبن إليه.
السادس: اللثوية: وهي ثلاثة: الظاء والذال والثاء، سماهن بذلك الخليل، نسبهن إلى اللثة، لأنهن يخرجن منها، واللثة اللحم المركب فيه الأسنان.
السابع: الذلقية: ويقال لها الذلقية، بإسكان اللام وفتحها، والذولقية، وهي ثلاثة: الراء واللام والنون، سماهن الخليل بذلك لأنهن ينسبن إلى الموضع الذي منه مخرجهن، وهو طرف اللسان، وطرف كل شيء ذلقه.
الثامن: الشفهية: ويقال: الشفوية، وهي ثلاثة: الفاء والباء والميم، سموا بذلك لأنهن ينسبن إلى الموضع الذي منه مخرجهن، وهو بين الشفتين.
التاسع: الجوفية، وهي ثلاثة: الواو والألف والياء، سموا بذلك لأنهن ينسبن إلى آخر انقطاع مخرجهن وهو الجوف، وزاد غير الخليل معهن الهمزة، لأن مخرجها من الصدر، وهو متصل بالجوف.
[ ص: 86 ] العاشر: الهوائية، وهي الجوفية، وتقدم شرحها.
....... 2
فَصْلٌ: نَذْكُرُ فِيهِ صِفَاتِ اَلْحُرُوفِ وَعِلَلَهَا
اَلْأَوَّلُ: اَلْمَهْمُوسَةُ: وَهِيَ عَشَرَةُ أَحْرُفٍ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ: (سَكَتَ فَحَثَّهُ شَخْصُ)
وَمَعْنَى اَلْحَرْفِ اَلْمَهْمُوسِ: أَنَّهُ حَرْفٌ جَرَى مَعَهُ اَلنَّفَسُ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهِ، لِضَعْفِهِ وَضَعْفِ اَلِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ عِنْدَ خُرُوجِهِ، فَهُوَ أَضْعَفُ مِنَ اَلْمَجْهُورِ، وَبَعْضُ اَلْحُرُوفِ اَلْمَهْمُوسَةِ أَضْعَفُ مِنْ بَعْضٍ، فَالصَّادُ وَالْخَاءُ أَقْوَى مِنْ غَيْرِهِمَا، لِأَنَّ فِي اَلصَّادِ إِطْبَاقًا وَصَفِيرًا وَاسْتِعْلَاءً، وَهُنَّ مِنْ صِفَاتِ اَلْقُوَّةِ، وَالْخَاءُ فِيهِ اِسْتِعْلَاءٌ.
وَإِنَّمَا لُقِّبَتْ هَذِهِ اَلْحُرُوفُ بِالْمَهْمُوسَةِ، لِأَنَّ اَلْهَمْسَ: اَلْحِسُّ اَلْخَفِيُّ اَلضَّعِيفُ، فَلَمَّا كَانَتْ ضَعِيفَةً لُقِّبَتْ بِذَلِكَ، قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: {فَلَا تَسْمَعُ إِلا هَمسًا} [طه: 108]. قِيلَ: هُوَ حِسُّ اَلْإِقْدَامِ.
وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي زُبَيْدٍ فِي صِفَةِ اَلْأَسَدِ:
فَبَاتُوا يُدْلِجُونَ وَبَاتَ يَسْرِي بَصِيرٌ بِالدُّجَى هَادٍ هَمُوسُ  
3
اَلثَّانِي: اَلْمَجْهُورَةُ: وَهِيَ أَقْوَى مِنَ اَلْمَهْمُوسَةِ، وَبَعْضُهَا أَقْوَى مِنْ بَعْضٍ عَلَى [ ص: 87 ] قَدْرِ مَا فِيهَا مِنَ اَلصِّفَاتِ اَلْقَوِيَّةِ، وَهِيَ مَا عَدَا اَلْمَهْمُوسَةَ. وَمَعْنَى اَلْحَرْفِ اَلْمَجْهُورِ أَنَّهُ حَرْفٌ قَوِيٌّ، مَنَعَ اَلنَّفَسَ أَنْ يَجْرِيَ مَعَهُ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهِ لِقُوَّتِهِ وَقُوَّةِ اَلِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ فِي مَوْضِعِ خُرُوجِهِ
وَإِنَّمَا لُقِّبَتْ بِالْجَهْرِ لِأَنَّ اَلْجَهْرَ اَلصَّوْتُ اَلشَّدِيدُ اَلْقَوِيُّ، فَلَمَّا كَانَتْ فِي خُرُوجِهَا كَذَلِكَ لُقِّبَتْ بِهِ، لِأَنَّ اَلصَّوْتَ يَجْهَرُ بِهَا
4
اَلثَّالِثُ: اَلْحُرُوفُ اَلشَّدِيدَةُ: وَهِيَ ثَمَانِيَةُ أَحْرُفٍ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ (أَجَدْتَ كَقُطْبٍ) ، وَمَعْنَى اَلْحَرْفِ اَلشَّدِيدِ أَنَّهُ حَرْفٌ اِشْتَدَّ لُزُومُهُ لِمَوْضِعِهِ، وَقَوِيَ فِيهِ حَتَّى مَنَعَ اَلصَّوْتَ أَنْ يَجْرِيَ مَعَهُ عِنْدَ اَللَّفْظِ بِهِ. وَالشِّدَّةُ مِنْ عَلَامَاتِ قُوَّةِ اَلْحَرْفِ، فَإِنْ كَانَ مَعَ اَلشِّدَّةِ جَهْرٌ وَإِطْبَاقٌ وَاسْتِعْلَاءٌ فَذَلِكَ غَايَةُ اَلْقُوَّةِ، فَإِذَا اِجْتَمَعَ اِثْنَانِ مِنْ هَذِهِ اَلصِّفَاتِ أَوْ أَكْثَرُ فَهِيَ غَايَةُ اَلْقُوَّةِ، كَالطَّاءِ اَلَّذِي اِجْتَمَعَ [ ص: 88 ] فِيهِ اَلْجَهْرُ وَالشِّدَّةُ وَالْإِطْبَاقُ وَالِاسْتِعْلَاءُ. فَالْجَهْرُ وَالشِّدَّةُ وَالْإِطْبَاقُ وَالصَّفِيرُ وَالِاسْتِعْلَاءُ مِنْ عَلَامَاتِ اَلْقُوَّةِ، وَالْهَمْسُ وَالرَّخَاوَةُ وَالْخَفَاءُ مِنْ عَلَامَاتِ اَلضَّعْفِ.
وَإِنَّمَا لُقِّبَتْ بِالشِّدَّةِ لِاشْتِدَادِ اَلْحَرْفِ فِي مَخْرَجِهِ حَتَّى لَا يَخْرُجَ مَعَهُ صَوْتٌ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ فِي اَلْحَرْفِ اَلشَّدِيدِ: (اِجْ) (اِتْ)، فَلَا يَجْرِي اَلنَّفَسُ مَعَ اَلْجِيمِ وَالتَّاءِ، وَكَذَا أَخَوَاتُهَا.
5
اَلرَّابِعُ: اَلْحُرُوفُ اَلرَّخْوَةُ: وَهِيَ مَا عَدَا اَلشَّدِيدَةَ، وَمَا عَدَا قَوْلَكَ: (لَمْ يُرْوَ عَنَّا) ، وَهِيَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ حَرْفًا، وَمَعْنَى اَلرَّخْوِ: أَنَّهُ حَرْفٌ ضَعُفَ اَلِاعْتِمَادُ عَلَيْهِ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهِ فَجَرَى مَعَهُ اَلصَّوْتُ. فَهُوَ أَضْعَفُ مِنَ اَلشَّدِيدِ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ: (اِسْ) (اِشْ) فَجَرَى اَلنَّفْسُ وَالصَّوْتُ مَعَهُمَا، وَكَذَلِكَ أَخَوَاتُهُمَا.
وَإِنَّمَا لُقِّبَتْ بِالرَّخْوَةِ لِأَنَّ اَلرَّخَاوَةَ اَللِّينٌ، وَاللِّينُ ضِدُّ اَلشِّدَّةِ. فَإِذَا كَانَ أَحَدُ اَلصِّفَاتِ اَلضَّعِيفَةِ فِي حَرْفٍ كَانَ فِيهِ ضَعْفٌ، وَإِذَا اِجْتَمَعَتْ فِيهِ كَانَ ذَلِكَ أَضْعَفَ لَهُ، نَحْوُ اَلْهَاءِ اَلَّتِي هِيَ مَهْمُوسَةٌ رَخْوَةٌ خَفِيَّةٌ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ اَلصِّفَاتِ مِنْ صِفَاتِ اَلضَّعْفِ.
6
[ ص: 89 ] اَلْخَامِسُ: اَلْحُرُوفُ اَلزَّوَائِدُ: وَهِيَ عَشَرَةُ أَحْرُفٍ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ (اَلْيَوْمَ تَنْسَاهُ) وَمَعْنَى تَسْمِيَتِهَا بِذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يَقَعُ فِي كَلَامِ اَلْعَرَبِ حَرْفٌ زَائِدٌ فِي اِسْمٍ وَلَا فِعْلٍ إِلَّا أَحَدَ هَذِهِ اَلْعَشَرَةِ، يَأْتِي زَائِدًا عَلَى وَزْنِ اَلْفِعْلِ، زَائِدَتَانِ مِنْهَا وَثَلَاثُ زَوَائِدَ، نَحْوُ اِنْكَسَرَ وَاسْتَبْشَرَ، اَلْهَمْزَةُ وَالنُّونُ، وَالْهَمْزَةُ وَالسِّينُ وَالتَّاءُ زَوَائِدُ، وَقَدْ يَجْتَمِعُ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ فِي اَلْمَصَادِرِ، نَحْوُ اِسْتِبْشَارٍ، اَلْهَمْزَةُ وَالسِّينُ وَالتَّاءُ وَالْأَلِفُ زَوَائِدُ. وَقَدْ تَقَعُ هَذِهِ اَلْحُرُوفُ أُصُولًا غَيْرَ زَوَائِدَ إِلَّا اَلْأَلِفَ، فَإِنَّهَا لَا تَكُونُ أَصْلًا إِلَّا مُنْقَلِبَةً عَنْ حَرْفٍ آخَرَ.
... 7
اَلسَّادِسُ: اَلْحُرُوفُ اَلْمُذَبْذَبَةُ: وَهِيَ اَلزَّوَائِدُ اَلْمَذْكُورَةُ إِلَّا اَلْأَلِفَ، سُمِّيَتْ أَيْضًا بِذَلِكَ لِأَنَّهَا لَا تَسْتَقِرُّ أَبَدًا عَلَى حَالٍ، تَقَعُ مَرَّةً زَوَائِدَ وَمَرَّةً أُصُولًا.
8
اَلسَّابِعُ: اَلْحُرُوفُ اَلْأَصْلِيَّةُ: وَهِيَ مَا عَدَا اَلزَّوَائِدَ اَلْمَذْكُورَةَ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا لَا تَقَعُ أَبَدًا فِي اَلْكَلَامِ إِلَّا أُصُولًا، إِمَّا فَاءَ اَلْفِعْلِ أَوْ عَيْنَهُ أَوْ لَامَهُ.
9
[ ص: 90 ] اَلثَّامِنُ: حُرُوفُ اَلْإِطْبَاقِ، وَهِيَ أَرْبَعَةُ أَحْرُفٍ، اَلطَّاءُ وَالظَّاءُ وَالصَّادُ وَالضَّادُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ طَائِفَةً مِنَ اَللِّسَانِ تَنْطَبِقُ مَعَ اَلرِّيحِ إِلَى اَلْحَنَكِ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهَا، مَعَ اِسْتِعْلَائِهَا فِي اَلْفَمِ، وَبَعْضُهَا أَقْوَى مِنْ بَعْضٍ، فَالطَّاءُ أَقْوَاهَا فِي اَلْإِطْبَاقِ وَأَمْكَنُهَا، لِجَهْرِهَا وَشِدَّتِهَا. وَالظَّاءُ أَضْعَفُهَا فِي اَلْإِطْبَاقِ، لِرَخَاوَتِهَا وَانْحِرَافِهَا إِلَى طَرَفِ اَللِّسَانِ مَعَ أُصُولِ اَلثَّنَايَا اَلْعُلْيَا. وَالصَّادُ وَالضَّادُ مُتَوَسِّطَتَانِ فِي اَلْإِطْبَاقِ.
... 10.
اَلتَّاسِعُ: اَلْحُرُوفُ اَلْمُنْفَتِحَةُ: وَهِيَ مَا عَدَا حُرُوفَ اَلْإِطْبَاقِ، وَسُمِّيَتْ بِالْمُنْفَتِحَةِ لِأَنَّ اَللِّسَانَ لَا يَنْطَبِقُ مَعَ اَلرِّيحِ إِلَى اَلْحَنَكِ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهَا، وَلَا يَنْحَصِرُ اَلرِّيحُ بَيْنَ اَللِّسَانِ وَالْحَنَكِ، بَلْ يَنْفَتِحُ مَا بَيْنَهُمَا وَيَخْرُجُ اَلرِّيحُ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهَا.
11
اَلْعَاشِرُ: حُرُوفُ اَلِاسْتِعْلَاءِ، وَهِيَ سَبْعَةٌ، مِنْهَا حُرُوفُ اَلْإِطْبَاقِ، وَالْغَيْنُ وَالْخَاءُ وَالْقَافُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ اَلصَّوْتَ يَعْلُو عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهَا إِلَى اَلْحَنَكِ، فَيَنْطَبِقُ اَلصَّوْتُ مُسْتَعْلِيًا بِالرِّيحِ مَعَ طَائِفَةٍ مِنَ اَللِّسَانِ مَعَ اَلْحَنَكِ، هَذَا مَعَ حُرُوفِ اَلْإِطْبَاقِ، وَلَا يَنْطَبِقُ اَلصَّوْتُ مَعَ اَلْغَيْنِ وَالْخَاءِ وَالْقَافِ، وَإِنَّمَا يَسْتَعْلِي اَلصَّوْتُ غَيْرَ مُنْطَبِقٍ.
12
[ ص: 91 ] اَلْحَادِي عَشَرَ: اَلْحُرُوفُ اَلْمُسْتَفِلَةُ: وَهِيَ مَا عَدَا اَلْمُسْتَعْلِيَةَ، سُمِّيَتْ مُسْتَفِلَةً لِأَنَّ اَللِّسَانَ يَسْتَفِلُ بِهَا إِلَى قَاعِ اَلْفَمِ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهَا عَلَى هَيْئَةِ مَخَارِجِهَا.
13.
اَلثَّانِي عَشَرَ: حُرُوفُ اَلصَّفِيرِ، وَهِيَ ثَلَاثَةٌ: اَلزَّايُ وَالسِّينُ وَالصَّادُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ اَلصَّوْتَ يَخْرُجُ مَعَهَا عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهَا يُشْبِهُ اَلصَّفِيرَ، فَالصَّفِيرُ مِنْ عَلَامَاتِ اَلْقُوَّةِ، وَالصَّادُ أَقْوَاهَا لِلْإِطْبَاقِ وَالِاسْتِعْلَاءِ اَللَّذَيْنِ فِيهَا، وَالزَّايُ تَلِيهَا لِجَهْرٍ فِيهَا، وَالسِّينُ أَضْعَفُهَا لِهَمْسٍ فِيهَا.
14
اَلثَّالِثَ عَشَرَ: حُرُوفُ اَلْقَلْقَلَةِ، وَيُقَالُ اَللَّقْلَقَةِ، وَهِيَ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ، يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ (قُطْبَ جَدٍ) . سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِظُهُورِ صَوْتٍ يُشْبِهُ اَلنَّبْرَةَ عِنْدَ اَلْوُقُوفِ عَلَيْهِنَّ، وَزِيَادَةَ إِتْمَامِ اَلنُّطْقِ بِهِنَّ، فَذَلِكَ اَلصَّوْتُ فِي اَلْوَقْفِ عَلَيْهِنَّ أَبْيَنُ مِنْهُ فِي اَلْوَصْلِ بِهِنَّ. وَقِيلَ: أَصْلُ هَذِهِ اَلصِّفَةِ اَلْقَافُ، لِأَنَّهُ حَرْفٌ لَا يُقْدَرُ أَنْ يُؤْتَى بِهِ سَاكِنًا لِشِدَّةِ اِسْتِعْلَائِهِ. وَأَشْبَهَهُ فِي ذَلِكَ أَخَوَاتُهُ. قَالَ اَلْخَلِيلُ : اَلْقَلْقَلَةُ شِدَّةُ اَلصِّيَاحِ، وَقَالَ: اَللَّقْلَقَةُ: شِدَّةُ اَلصَّوْتِ.
15
[ ص: 92 ] اَلرَّابِعَ عَشَرَ: حُرُوفُ اَلْإِبْدَالِ، وَهِيَ اِثْنَا عَشَرَ حَرْفًا، يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ (طَالَ يَوْمُ أَنْجَدْتُهُ) . سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُبْدَلُ مِنْ غَيْرِهَا، تَقُولُ هَذَا أَمْرٌ لَازِبٌ وَلَازِمٌ، فَتُبْدِلُ أَحَدَهُمَا مِنَ اَلْآخَرِ، فَالْمِيمُ بَدَلٌ مِنَ اَلْبَاءِ، وَلَا تَقُولُ: اَلْبَاءُ بَدَلٌ مِنَ اَلْمِيمِ، لِأَنَّ اَلْبَاءَ لَيْسَتْ مِنْ حُرُوفِ اَلْإِبْدَالِ، إِنَّمَا يُبْدَلُ غَيْرُهَا مِنْهَا، وَلَا تُبْدَلُ مِنْ غَيْرِهَا. وَلَيْسَ اَلْبَدَلُ فِي هَذَا جَارِيًا فِي كُلِّ شَيْءٍ، إِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ عَلَى اَلسَّمَاعِ مِنَ اَلْعَرَبِ بِنَقْلٍ، وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَأْتِ فِي اَلسَّمَاعِ مِنَ اَلْعَرَبِ حَرْفٌ يَكُونُ بَدَلًا مَنْ غَيْرِهِ إِلَّا مِنْ أَحَدِ هَذِهِ اَلِاثْنَيْ عَشَرَ، فَاعْلَمْ.
اَلْخَامِسَ عَشَرَ: حُرُوفُ اَلْمَدِّ وَاللِّينِ: وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ: اَلْأَلِفُ، وَالْوَاوُ اَلسَّاكِنَةُ اَلَّتِي قَبْلَهَا ضَمَّةٌ، وَالْيَاءُ اَلسَّاكِنَةُ اَلَّتِي قَبْلَهَا كَسْرَةٌ. سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ اَلصَّوْتَ يَمْتَدُّ بِهَا وَيَلِينُ، وَذَلِكَ فِي مُخْرِجِهَا حِينَ يَسْمَعُ اَلسَّامِعُ مَدَّهَا. وَالْأَلِفُ هِيَ اَلْأَصْلُ فِي ذَلِكَ، وَالْوَاوُ وَالْيَاءُ مُشْبِهَتَانِ اَلْأَلِفَ، لِأَنَّهُمَا سَاكِنَتَانِ كَالْأَلِفِ، وَلِأَنَّ حَرَكَةَ مَا قَبْلَهُمَا مِنْهُمَا كَالْأَلِفِ، يَتَوَلَّدَانِ مِنْ إِشْبَاعِ اَلْحَرَكَةِ قَبْلَهُمَا كَالْأَلِفِ، فَاعْلَمْ.
اَلسَّادِسَ عَشَرَ: حَرْفَا اَللِّينِ، وَهُمَا اَلْيَاءُ اَلسَّاكِنَةُ اَلَّتِي قَبْلَهَا فَتْحَةٌ، وَالْوَاوُ اَلسَّاكِنَةُ اَلَّتِي قَبْلَهَا فَتْحٌ، سُمِّيَتَا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمَا تَخْرُجَانِ فِي لِينٍ وَقِلَّةِ كُلْفَةٍ عَلَى اَللِّسَانِ، لَكِنَّهُمَا نَقَصَتَا عَنْ مُشَابَهَةِ اَلْأَلِفِ، لِتَغَيُّرِ حَرَكَةِ مَا قَبْلَهُمَا عَنْ جِنْسِهِمَا، فَنَقَصَتَا اَلْمَدَّ اَلَّذِي فِي اَلْأَلِفِ، وَبَقِيَ اَللِّينُ فِيهِمَا لِسُكُونِهِمَا، فَشُبِّهَتَا بِذَلِكَ.
اَلسَّابِعَ عَشَرَ: اَلْحُرُوفُ اَلْهَوَائِيَّةُ: وَهِيَ حُرُوفُ اَلْمَدِّ وَاللِّينِ. وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِالْهَوَائِيَّةِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُنَّ يَهْوِي عِنْدَ اَللَّفْظِ بِهِ فِي اَلْفَمِ، فَعَمَدُ خُرُوجِهَا مِنْ هَوَاءِ اَلْفَمِ. وَأَصْلُ ذَلِكَ اَلْأَلِفُ، وَالْوَاوُ وَالْيَاءُ ضَارَعَتَا اَلْأَلِفَ فِي ذَلِكَ، وَالْأَلِفُ أَمْكَنُ فِي هَوَاءِ اَلْفَمِ مِنَ اَلْوَاوِ وَالْيَاءِ، وَلَا يَعْتَمِدُ اَللِّسَانُ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهَا إِلَى مَوْضِعٍ مِنَ اَلْفَمِ.
[ ص: 93 ] اَلثَّامِنَ عَشَرَ: اَلْحُرُوفُ اَلْخَفِيَّةُ: وَهِيَ أَرْبَعَةٌ: اَلْهَاءُ، وَحُرُوفُ اَلْمَدِّ وَاللِّينِ. سُمِّيَتْ بِالْخَفِيَّةِ، لِأَنَّهَا تَخْفَى فِي اَللَّفْظِ إِذَا اِنْدَرَجَتْ بَعْدَ حَرْفٍ قَبْلَهَا، وَلِخَفَاءِ اَلْهَاءِ قَوَّوْهَا بِالصِّلَةِ وَالزَّوَائِدِ، وَالْأَلِفُ أَخْفَى هَذِهِ اَلْحُرُوفِ، لِأَنَّهَا لَا عِلَاجَ لَهَا عَلَى اَللِّسَانِ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهَا، وَلَا لَهَا مَخْرَجٌ تُنْسَبُ إِلَيْهِ عَلَى اَلْحَقِيقَةِ، وَلَا تَتَغَيَّرُ وَلَا تَتَحَرَّكُ حَرَكَةُ مَا قَبْلَهَا، وَلَا يَعْتَمِدُ اَللِّسَانُ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهَا عَلَى عُضْوٍ مِنْ أَعْضَاءِ اَلْفَمِ، إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ هَوَاءِ اَلْفَمِ حَتَّى يَنْقَطِعَ اَلنَّفَسُ وَالصَّوْتُ فِي آخِرِ اَلْحَلْقِ، وَقَالَ بَعْضُ اَلْعُلَمَاءِ: فِي اَلْهَمْزَةِ خَفَاءٌ يَسِيرٌ، وَكَذَلِكَ اَلنُّونُ اَلسَّاكِنَةُ فِيهَا خَفَاءٌ.
اَلتَّاسِعَ عَشَرَ: حُرُوفُ اَلْعِلَّةِ، وَهِيَ ثَلَاثَةٌ: حُرُوفُ اَلْمَدِّ وَاللِّينِ، وَزَادَ اَلْهَمْزَةَ جَمَاعَةٌ. وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ اَلتَّغْيِيرَ وَالْعِلَّةَ وَالِانْقِلَابَ لَا يَكُونُ فِي جَمِيعِ كَلَامِ اَلْعَرَبِ إِلَّا فِي أَحَدِهَا، يَعْتَلُّ اَلْيَاءُ وَالْوَاوُ فَيَنْقَلِبَانِ أَلِفًا مَرَّةً وَهَمْزَةً مَرَّةً أُخْرَى، نَحْوُ (قَالَ وَسَقَى) . وَتَنْقَلِبُ اَلْهَمْزَةُ يَاءً مَرَّةً وَوَاوًا مَرَّةً أُخْرَى، نَحْوُ (رَاسٍ وَيُومِنُ وَبِيرٍ) . وَأَدْخَلَ قَوْمٌ اَلْهَاءَ فِي هَذِهِ اَلْحُرُوفِ لِأَنَّهَا تُقْلَبُ هَمْزَةً فِي نَحْوِ مَاءٍ وَأَيْهَاتَ، فَاعْلَمْ.
اَلْعِشْرُونَ: حُرُوفُ اَلتَّفْخِيمِ: وَهِيَ حُرُوفُ اَلْإِطْبَاقِ، وَقَدْ تُفَخَّمُ مِثْلَهَا بَعْضُ اَلْحُرُوفِ فِي كَثِيرٍ مِنَ اَلْكَلَامِ: اَللَّامُ وَالرَّاءُ، نَحْوُ (اَلطَّلَاقِ) [اَلْبَقَرَةِ: 227] وَ (اَلصَّلَاةِ) [اَلْبَقَرَةِ: 3] فِي قِرَاءَةِ وَرْشٍ، وَ " رَبُّكُمْ" [اَلْبَقَرَةِ:21] وَ " رَحِيمٌ " [اَلْبَقَرَةِ: 143]. وَتَفْخِيمُ اِسْمِ اَللَّهِ تَعَالَى لَازِمٌ إِذَا كَانَ قَبْلَهُ فَتْحَةٌ أَوْ ضَمَّةٌ، نَحْوُ " وَكَانَ اَللَّهُ " [اَلنِّسَاءِ: 85] وَ " يَعْلَمُ اَللَّهُ " [اَلنِّسَاءِ: 63] ، [ ص: 94 ] وَالطَّاءُ أَمْكَنُ فِي اَلتَّفْخِيمِ مِنْ أَخَوَاتِهَا. وَزَادَ مَكِّيٌّ اَلْأَلِفَ، وَهُوَ وَهْمٌ.
اَلْحَادِي وَالْعِشْرُونَ: حُرُوفُ اَلْإِمَالَةِ: وَهِيَ ثَلَاثَةٌ: اَلْأَلِفُ وَالرَّاءُ وَهَاءُ اَلتَّأْنِيثِ. سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لِأَنَّ اَلْإِمَالَةَ فِي كَلَامِ اَلْعَرَبِ لَا تَكُونُ إِلَّا فِيهَا، لَكِنِ اَلْأَلِفُ وَهَاءُ اَلتَّأْنِيثِ لَا يُتَمَكَّنُ إِمَالَتُهُمَا إِلَّا بِإِمَالَةِ اَلْحَرْفِ اَلَّذِي قَبْلَهُمَا. وَالْهَاءُ لَا تُمَالُ إِلَّا فِي اَلْوَقْفِ، وَالرَّاءُ وَالْأَلِفُ فِي اَلْوَقْفِ وَالْوَصْلِ، وَتَقَدَّمَ مَعْنَى اَلْإِمَالَةِ. فَالْأَلِفُ وَهَاءُ اَلتَّأْنِيثِ يُمَالَانِ وَيُمَالُ مَا قَبْلَهُمَا مِنْ أَجْلِهِمَا، وَالرَّاءُ يُمَالُ مَا قَبْلَهَا مِنْ أَجْلِهَا وَتُمَالُ مِنْ أَجْلِ غَيْرِهَا.
اَلثَّانِيَ وَالْعِشْرُونَ: اَلْحُرُوفُ اَلْمُشْرَبَةُ، وَيُقَالُ: اَلْمُخَالَطَةُ، بِكَسْرِ اَللَّامِ وَفَتْحِهَا، وَهِيَ اَلْحُرُوفُ اَلَّتِي اِتَّسَعَتْ فِيهَا اَلْعَرَبُ فَزَادَتْهَا عَلَى اَلتِّسْعَةِ وَالْعِشْرِينَ اَلْمُسْتَعْمَلَةِ، وَهِيَ سِتَّةُ أَحْرُفٍ: اَلنُّونُ اَلْمُخْفَاةُ، وَالْأَلِفُ اَلْمُمَالَةُ، وَالْأَلِفُ اَلْمُفَخَّمَةُ، وَهِيَ اَلَّتِي يُخَالِطُ لَفْظَهَا تَفْخِيمٌ يُقَرِّبُهَا مِنْ لَفْظِ اَلْوَاوِ، [نَحْوُ (اَلصَّلَاةِ) فِي قِرَاءَةِ وَرْشٍ ] ، وَصَادٌ بَيْنَ بَيْنَ، وَهَمْزَةٌ بَيْنَ بَيْنَ. هَذِهِ اَلْخَمْسَةُ مُسْتَعْمَلَةٌ فِي اَلْقُرْآنِ. وَالسَّادِسُ حَرْفٌ لَمْ يُسْتَعْمَلْ فِي اَلْقِرَاءَةِ، وَهُوَ بَيْنَ اَلْجِيمِ وَالشِّينِ، لُغَةٌ لِبَعْضِ اَلْعَرَبِ، قَالَ [ ص: 95 ] اِبْنُ دُرَيْدٍ: يَقُولُونَ فِي غُلَامِكَ: غُلَامِشَ. فَهِيَ مُشْرَبَةٌ بِغَيْرِهَا، وَهِيَ مُخَالَطَةٌ فِي اَللَّفْظِ لِغَيْرِهَا.
اَلثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ: اَلْحَرْفُ اَلْمُكَرَّرُ، وَهُوَ اَلرَّاءُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَتَكَرَّرُ عَلَى اَللِّسَانِ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهِ، كَأَنَّ طَرَفَ اَللِّسَانِ يَرْتَعِدُ بِهِ، وَأَظْهَرُ مَا يَكُونُ إِذَا اِشْتَدَّتْ، وَلَا بُدَّ فِي اَلْقِرَاءَةِ مِنْ إِخْفَاءِ تَكْرِيرِهَا، وَقَدْ جَرَى فِيهِ لِتَكَرُّرِهِ وَانْحِرَافِهِ إِلَى اَللَّامِ، فَصَارَ كَالرَّخْوَةِ.
اَلرَّابِعُ اَلْعِشْرُونَ: حَرْفَا اَلْغُنَّةِ، وَهُمَا اَلنُّونُ وَالْمِيمُ اَلسَّاكِنَانِ، سُمِّيَتَا بِذَلِكَ لِأَنَّ فِيهِمَا غُنَّةً تَخْرُجُ مِنَ اَلْخَيَاشِيمِ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهِمَا، فَهِيَ زِيَادَةٌ فِيهِمَا، وَمِثْلُهُمَا اَلتَّنْوِينُ.
اَلْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ: حَرْفَا اَلِانْحِرَافِ، وَهَمَّا اَلرَّاءُ وَاللَّامُ، سُمِّيَتَا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمَا اِنْحَرَفَا عَنْ مَخْرَجِهِمَا حَتَّى اِتَّصَلَا بِمَخْرَجِ غَيْرِهِمَا، وَعَنْ صِفَتِهِمَا إِلَى صِفَةِ غَيْرِهِمَا. أَمَّا اَللَّامُ فَهُوَ حَرْفٌ مِنَ اَلْحُرُوفِ اَلرَّخْوَةِ، لَكِنَّهُ اِنْحَرَفَ بِهِ اَللِّسَانُ مَعَ اَلصَّوْتِ إِلَى اَلشِّدَّةِ، فَلَمْ يَعْتَرِضْ فِي مَنْعِ خُرُوجِ اَلصَّوْتِ اِعْتِرَاضَ اَلشَّدِيدِ، وَلَا خَرَجَ مَعَهُ اَلصَّوْتُ كُلُّهُ كَخُرُوجِهِ مَعَ اَلرَّخْوِ، فَهُوَ بَيْنَ صِفَتَيْنِ. وَأَمَّا اَلرَّاءُ فَهُوَ حَرْفٌ [ ص: 96 ] اِنْحَرَفَ عَنْ مَخْرَجِ اَلنُّونِ، اَلَّذِي هُوَ أَقْرَبُ اَلْمَخَارِجِ إِلَيْهِ إِلَى مَخْرَجِ اَللَّامِ، وَهُوَ أَبْعَدُ مِنْ مَخْرَجِ اَلنُّونِ مِنْ مَخْرَجِهِ، فَسُمِّيَ مُنْحَرِفًا لِذَلِكَ.
اَلسَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ: اَلْحَرْفُ اَلْجَرَسِيُّ: وَهُوَ اَلْهَمْزَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاسْتِثْقَالِهَا فِي اَلْكَلَامِ، وَلِذَلِكَ جَازَ فِيهَا اَلتَّحْقِيقُ، وَالتَّخْفِيفُ، وَالْبَدَلُ، وَالْحَذْفُ، وَبَيْنَ بَيْنَ، وَإِلْقَاءُ اَلْحَرَكَةِ. وَالْجَرَسُ فِي اَللُّغَةِ: اَلصَّوْتُ، قَالَ اَلْخَلِيلُ : اَلْجَرَسُ: اَلصَّوْتُ، وَيُقَالُ: جَرَسْتُ اَلْكَلَامَ: تَكَلَّمْتُ بِهِ. أَيْ صَوَّتُّ، فَكَأَنَّهُ اَلْحَرْفُ اَلصَّوْتِيُّ، أَيِ اَلْمُصَوَّتُ بِهِ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهِ، وَكُلُّ اَلْحُرُوفِ يُصَوَّتُ بِهَا، لَكِنَّ اَلْهَمْزَةَ لَهَا مَزِيَّةٌ زَائِدَةٌ فِي ذَلِكَ، فَلِذَلِكَ اُسْتُثْقِلَ اَلْجَمْعُ بَيْنَ هَمْزَتَيْنِ فِي كَلِمَةٍ أَوْ كَلِمَتَيْنِ.
اَلسَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: اَلْحَرْفُ اَلْمُسْتَطِيلُ: وَهُوَ اَلضَّادُ اَلْمُعْجَمَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا اِسْتَطَالَتْ عَنِ اَلْفَمِ عِنْدَ اَلنُّطْقِ بِهَا حَتَّى اِتَّصَلَتْ بِمَخْرَجِ اَللَّامِ، وَذَلِكَ لِمَا فِيهَا مِنَ اَلْقُوَّةِ بِالْجَهْرِ وَالْإِطْبَاقِ وَالِاسْتِعْلَاءِ، قَوِيَتْ وَاسْتَطَالَتْ فِي اَلْخُرُوجِ مِنْ مَخْرَجِهَا.
الثامن والعشرون: الحرف المتفشي، وهو الشين. سميت بذلك لأنها تفشت [ ص: 97 ] في مخرجها عند النطق بها حتى اتصلت بمخرج الظاء، وقيل: إن في الياء تفشيا. قلت: الواو كذلك. وقال قوم: حروف التفشي ثمانية: الميم والشين والفاء والراء والثاء والصاد والسين والضاد، تفشى الميم بالغنة، والشين والثاء بالانتشار، والفاء بالتأفف، والراء بالتكرير، والصاد والسين بالصفير، والضاد بالاستطالة.
قلت: ومن جعل الميم حرف تفش بالغنة يلزمه النون، لأنه حرف أغن. ومن لقب الصاد والسين بالتفشي لصفيرهما يلزمه الزاي لأن فيه ما فيهما من الصفير. ومعنى التفشي: هو كثرة انتشار خروج الريح بين اللسان والحنك، وانبساطه في الخروج عند النطق بها حتى يتصل الحرف بمخرج غيره.
اَلتَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ وَالثَّلَاثُونَ: اَلْحُرُوفُ اَلْمُصْمَتَةُ وَالْحُرُوفُ اَلْمُذْلَقَةُ: بِهَذَيْنِ اَللَّقَبَيْنِ لَقَّبَ اِبْنُ دُرَيْدٍ اَلْحُرُوفَ كُلَّهَا، قَالَ: وَمَعْنَى اَلْمُصْمَتَةِ - عَلَى مَا فَسَّرَهُ اَلْأَخْفَشُ - أَنَّهَا حُرُوفٌ أُصْمِتَتْ، أَيْ مُنِعَتْ أَنْ تَخْتَصَّ بِبِنَاءِ كَلِمَةٍ فِي لُغَةِ اَلْعَرَبِ إِذَا كَثُرَتْ حُرُوفُهَا، لِاعْتِيَاصِهَا عَلَى اَللِّسَانِ، فَهِيَ حُرُوفٌ لَا تَنْفَرِدُ بِنَفْسِهَا فِي كَلِمَةٍ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ حَيْثُ يَكُونُ مَعَهَا غَيْرُهَا مِنَ اَلْحُرُوفِ اَلْمُذْلَقَةِ، فَمَعْنَى اَلْمُصْمَتَةِ: اَلْمَمْنُوعَةُ مِنْ أَنْ تَكُونَ مُنْفَرِدَةً فِي كَلِمَةٍ طَوِيلَةٍ، مِنْ قَوْلِهِمْ: صَمَتَ: إِذَا مَنَعَ نَفْسَهُ اَلْكَلَامَ.
[ ص: 98 ] وَمَعْنَى اَلْحُرُوفِ اَلْمُذْلَقَةِ - عَلَى مَا فَسَّرَهُ اَلْأَخْفَشُ - أَنَّهَا حُرُوفٌ عَمَلُهَا وَخُرُوجُهَا مِنْ طَرَفِ اَللِّسَانِ وَمَا يَلِيهِ مِنَ اَلشَّفَتَيْنِ، وَطَرَفُ كُلِّ شَيْءٍ ذَلْقُهُ، فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ إِذْ هِيَ مِنْ طَرَفِ اَللِّسَانِ، وَهُوَ ذَلْقُهُ، وَهِيَ أَخَفُّ اَلْحُرُوفِ عَلَى اَللِّسَانِ وَأَكْثَرُهَا اِمْتِزَاجًا بِغَيْرِهَا، وَهِيَ سِتَّةُ أَحْرُفٍ: ثَلَاثَةٌ تَخْرُجُ مِنَ اَلشَّفَتَيْنِ، وَلَا عَمَلَ لَهَا فِي اَللِّسَانِ، وَهِيَ اَلْفَاءُ وَالْبَاءُ وَالْمِيمُ. وَثَلَاثَةٌ يَخْرُجْنَ مِنْ أَسْفَلِ اَللِّسَانِ إِلَى مُقَدَّمِ اَلْغَارِ اَلْأَعْلَى، وَهُنَّ اَلرَّاءُ وَالنُّونُ وَاللَّامُ، يَجْمَعُ اَلسِّتَّةَ هِجَاءً (فَرَّ مِنْ لُبِّ) . فَهَذِهِ اَلسِّتَّةُ هِيَ اَلْمُذْلَقَةُ، وَالْمُصْمَتَةُ مَا عَدَاهَا مِنَ اَلْحُرُوفِ، وَهُنَّ إِثْنَانِ وَعِشْرُونَ حَرْفًا. وَالْأَلِفُ خَارِجَةٌ عَنِ اَلْمُصْمَتَةِ وَالْمُذْلَقَةِ، لِأَنَّهَا هَوَاءٌ لَا مُسْتَقَرَّ لَهَا فِي اَلْمَخْرَجِ.
اَلْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: اَلْحُرُوفُ اَلصُّتْمُ: وَهِيَ اَلْحُرُوفُ اَلَّتِي لَيْسَتْ مِنَ اَلْحَلْقِ، وَمَا عَدَا حُرُوفَ اَلْحَلْقِ. سُمِّيَتْ صُتْمًا لِتَمَكُّنِهَا فِي خُرُوجِهَا مِنَ اَلْفَمِ وَاسْتِحْكَامِهَا فِيهِ، وَيُقَالُ لِلْمُحْكَمِ اَلْمُصْتَمُ، حَكَاهُ اَلْخَلِيلُ وَغَيْرُهُ. قَالَ اَلْخَلِيلُ فِي كِتَابِ اَلْعَيْنِ: وَالْحُرُوفُ اَلصُّتْمُ: اَلَّتِي لَيْسَتْ مِنَ اَلْحَلْقِ.
اَلثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: اَلْحَرْفُ اَلْمَهْتُوفُ: وَهُوَ اَلْهَمْزَةُ. سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِخُرُوجِهَا مِنَ اَلصَّدْرِ كَالتَّهَوُّعِ، فَتَحْتَاجُ إِلَى ظُهُورٍ قَوِيٍّ شَدِيدٍ، وَالْهَتْفُ: اَلصَّوْتُ، يُقَالُ: هَتَفَ بِهِ: إِذَا صَوَّتَ، وَهُوَ فِي اَلْمَعْنَى بِمَنْزِلَةِ تَسْمِيَتِهِمُ اَلْهَمْزَةَ بِالْجَرَسِيِّ، لِأَنَّ اَلْجَرَسَ اَلصَّوْتُ اَلشَّدِيدُ، وَالْهَتْفُ اَلصَّوْتُ اَلشَّدِيدُ.
اَلثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ: اَلْحَرْفُ اَلرَّاجِعُ، وَهُوَ اَلْمِيمُ. سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَرْجِعُ فِي [ ص: 99 ] مَخْرَجِهَا إِلَى اَلْخَيَاشِيمِ لِمَا فِيهَا مِنَ اَلْغُنَّةِ. وَيَنْبَغِي أَنْ يُشَارِكَهَا فِي هَذَا اَللَّقَبِ اَلنُّونُ اَلسَّاكِنَةُ، لِأَنَّهَا تَرْجِعُ أَيْضًا إِلَى اَلْخَيَاشِيمِ لِلْغُنَّةِ اَلَّتِي فِيهَا.
اَلرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ: اَلْحَرْفُ اَلْمُتَّصِلُ، وَهُوَ اَلْوَاوُ. وَذَلِكَ لِأَنَّهَا تَهْوِي فِي مُخْرِجِهَا فِي اَلْفَمِ لِمَا فِيهَا مِنَ اَللِّينِ حَتَّى تَتَّصِلَ بِمَخْرَجِ اَلْأَلِفِ. قُلْتُ: وَالْيَاءُ كَذَلِكَ، فَيَنْبَغِي أَنْ تُلَقَّبَ كَالْوَاوِ.
[ ص: 100 ] [ ص: 101 ] تَأْلِيفُ اَلْكَلَامِ
مُقَدِّمَةٌ: نَذْكُرُ فِيهَا تَأْلِيفَ اَلْكَلَامِ مِنْ هَذِهِ اَلْحُرُوفِ:
قُلْتُ: اِئْتِلَافُهُ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ: مِنْ حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ، وَحَرْفٍ سَاكِنٍ، وَمِنْ حَرَكَةٍ، سُكُونٍ. وَذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَى شَيْئَيْنِ: حَرْفٍ سَاكِنٍ وَحَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ.
فَالْحَرْفُ اَلْمُتَحَرِّكُ أَكْثَرُ فِي كَلَامِ اَلْعَرَبِ مِنَ اَلسَّاكِنِ، كَمَا أَنَّ اَلْحَرَكَةَ أَكْثَرُ مِنَ اَلسُّكُونِ، وَإِنَّمَا كَانَ اَلْمُتَحَرِّكُ أَكْثَرَ مِنَ اَلسَّاكِنِ لِأَنَّكَ لَا تَبْتَدِئُ إِلَّا بِمُتَحَرِّكٍ، وَقَدْ يَتَّصِلُ بِهِ حَرْفٌ آخَرُ مُتَحَرِّكٌ، وَآخَرُ مُتَحَرِّكٌ ، وَآخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ مُتَحَرِّكٌ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَبْتَدِئَ بِسَاكِنٍ، وَلَا أَنْ تَصِلَ سَاكِنًا بِسَاكِنٍ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ اَلْأَوَّلُ حَرْفَ مَدٍّ وَلِينٍ، أَوِ اَلثَّانِي سَاكِنٌ لِلْوَقْفِ، فَلِذَلِكَ كَانَتِ اَلْحَرَكَةُ أَكْثَرَ مِنَ اَلسُّكُونِ.
[ ص: 102 ] وَالْحُرُوفُ: هِيَ مَقَاطِعُ تَعْرِضُ لِلصَّوْتِ اَلْخَارِجِ مَعَ اَلنَّفْسِ مُبْتَدَأً مُسْتَطِيلًا، فَتَمْنَعُهُ مِنْ إِيصَالِهِ بِغَايَتِهِ، فَحَيْثُمَا عَرَضَ ذَلِكَ اَلْمَقْطَعُ سُمِّيَ حَرْفًا، وَسُمِّيَ مَا يُسَامِتُهُ وَيُحَاذِيهِ مِنَ اَلْحَلْقِ وَالْفَمِ وَاللِّسَانِ وَالشَّفَتَيْنِ مَخْرَجًا، وَلِذَلِكَ اِخْتَلَفَ اَلصَّوْتُ بِاخْتِلَافِ اَلْمَخَارِجِ وَاخْتِلَافِ صِفَاتِهَا. وَالِاخْتِلَافُ هُوَ خَاصِّيَّةُ حِكْمَةِ اَللَّهِ تَعَالَى اَلْمُودَعَةِ فِينَا، إِذْ بِهَا يَحْصُلُ اَلتَّفَاهُمُ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَ اَلصَّوْتُ وَاحِدًا بِمَنْزِلَةِ أَصْوَاتِ اَلْبَهَائِمِ اَلَّتِي هِيَ مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ عَلَى صِفَةٍ وَاحِدَةٍ، فَلَمْ يَتَمَيَّزِ اَلْكَلَامُ، وَلَا يُعْلَمِ اَلْمُرَادُ، فَبِالِاخْتِلَافِ يُعْلَمُ وَبِالِاتِّفَاقِ يُعْدَمُ.
تابع الجزء الأول
فَصْلٌ: نَذْكُرُ فِيهِ اِشْتِرَاكَ اَللُّغَاتِ فِي اَلْحُرُوفِ وَانْفِرَادَ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ
فَنَقُولُ: اَلْحُرُوفُ اَلتِّسْعَةُ وَالْعِشْرُونَ اَلْمَشْهُورَةُ اِشْتَرَكَ لُغَاتُ اَلْعَرَبِ وَلُغَاتُ اَلْعَجَمِ فِي اِسْتِعْمَالِهَا، إِلَّا اَلظَّاءَ اَلْمُعْجَمَةَ، فَانَّهَا لِلْعَرَبِ خَاصَّةً، اِنْفَرَدَ اَلْعَرَبُ بِهَا دُونَ اَلْعَجَمِ. وَقِيلَ: إِنَّ اَلْحَاءَ أَيْضًا اِنْفَرَدَتْ بِهَا اَلْعَرَبُ. قَالَ اَلْأَصْمَعِيُّ : لَيْسَ فِي اَلرُّومِيَّةِ وَلَا فِي اَلْفَارِسِيَّةِ ثَاءٌ، وَلَا فِي اَلسُّرْيَانِيَّةِ ذَالٌ. وَكَذَا سِتَّةٌ أَحْرُفٍ اِنْفَرَدَتْ بِكَثْرَةِ اِسْتِعْمَالِهَا اَلْعَرَبُ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ فِي لُغَاتِ اَلْعَجَمِ، وَلَا تُوجَدُ فِي لُغَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْهُمْ، وَهِيَ: اَلْعَيْنُ وَالصَّادُ وَالضَّادُ وَالْقَافُ وَالظَّاءُ وَالثَّاءُ. وَانْفَرَدَتْ أَيْضًا اَلْعَرَبُ بِاسْتِعْمَالِ اَلْهَمْزَةِ مُتَوَسِّطَةً وَمُتَطَرِّفَةً، وَلَمْ تَسْتَعْمِلْ ذَلِكَ اَلْعَجَمُ إِلَّا فِي أَوَّلِ اَلْكَلَامِ، وَلَيْسَ فِي لِسَانٍ اِخْتِلَافٌ فِي لَفْظِ اَلتَّنْوِينِ.
[ ص: 103 ] وَقَدْ ذَكَرْنَا أَلْقَابَ اَلْحُرُوفِ وَصِفَاتِهَا وَتَعْلِيلَ ذَلِكَ. وَلْنَتَكَلَّمِ اَلْآنَ عَلَى مَخَارِجِ اَلْحُرُوفِ مُجْمَلَةً، وَعَلَى اَلْحُرُوفِ مُفْرَدَةً.
[ ص: 104 ]

 --------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق