مواقع مكتبات اسلامية قيمة جدا

ب جاري/يا الله / جاري جاري / دار تحقيق التراث الإسلامي والعلمي / في وداع الله ياأماي///ب هانم// مدونة موطأ مالك / أعلام الإسلام / جامع الأصول لمجد الدين أبو السعادات ابن الجزري / أنس ويحي / صوتيات / ياربي:العتق من / النيران ومن الفتن / مدونة الخصوص / مدونة روابط // ب قيقي /مكتبة قيقي / /استكمال مدونة قيقي  / اللهم انتقم من الطالمين الطغاة الباغين  / مدونة قيقي  / النخبة في شرعة الطلاق ااا //ب حنين//ذكر الله / اللهم ارحم والداي واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما وكل الصالحين / مدونة حنين ملخص الطلاق للعدة}} / الحنين/ /المدونة العلمية z. / المصحف العظيم / الحديث النبوي ومصطلحه. / قال الله تعالي/// بوستك//المدونة الطبية / تبريزي / من هم الخاسرون؟ / مدونة بوصيري / علوم الطبيعة ///ب بادي/استكمال ثاني{حجة ابراهيم علي قومه} / النظم الفهرسية الموسوعية الببلوجرافية للأحاديث النبوية وأهميتها / مدونة أذان / المناعة البشرية وعلاج الأمراض المستعصية من خلالها / علاج الأمراض المزمنة والسر في جهاز المناعة / الحميات الخطرة وطرق الوقاية منها والعلاج / المدونة الشاملة / أمراض الأطفال الشهيرة / م الكبائر وكتب أخري / مصحف الشمرلي+تحفة الأشراف للمزي+البداية والنهايةلابن كثير / مدونة الطلاق للعدة / القواميس العربية ومنها لسان العرب وتاج العروس وغيرهما //ب-البيهقي كله / مدونة الاصابة / الطلاق للعدة ما هو؟ / علامات القيامة / منصة مستدرك الحاكم / تعاليات إيمانية / السيرة النبوية /ب مكة /مدونة فتاح / مكه / علوم الفلك / مدونة الغزالي//ب انت ديني /الدجال الكذاب / الشيخ الشعراوي[نوعي] / ديرالدجال اا. / كتب ابن حزم والشوكاني وورد /إستكمال المحلي لابن حزم والشوكاني وابن كثير الحفاظ / المخلوقات الغامضة /السير والمغازي {ابن إسحاق- ابن هشام-كل السيرة النبوية} /كتاب الإحكام في أصول الأحكام / إحياء علوم الدين للغزالي / موقع الحافظ ابن كثير / مجموع فتاوي ابن تيمية / ابن الجوزي /البحيرة الغامضة / الكامل في التاريخ /الفتن / تصنيفات الإمامين:ابن حزم والشوكاني//// مجلد 3.سنن أبي داود / الجامع الصحيح سنن الترمذي / صحيح ابن ماجة – الإمام محمد ناصر الدين الألباني / فتح الباري لابن حجر / لسان العرب لابن منظور / مدونة العموم / الحافظ المزي مصنفات أخري / مدونة المصنفات / مسند أحمد وصحيح البخاري وصحيح مسلم.وسنن ابن ماجه. / مدونة مدونات كيكي1. / أبو داود والترمذي وابن ماجه / بر الوالدين شريعة / تهذيب التهذيب +الاصابة + فتح الباري/كلهم وورد / مدونة المستخرجات / كيكي

9 مصاحف

 

الأربعاء، 16 مايو 2018

10.الباب التاسع في ذكر أحكام النون الساكنة والتنوين ثم المد والقصر

10.الباب التاسع في ذكر أحكام النون الساكنة والتنوين ثم المد والقصر اسلام ويب
[ ص: 153 ] الباب التاسع  في ذكر أحكام النون الساكنة والتنوين
ثم المد والقصر
فصل: في أحكام النون الساكنة والتنوين
اعلم أن التنوين في القرآن: هو نون ساكنة تلحق آخر الاسم تظهر في اللفظ وتسقط في الخط. وأما النون الساكنة فتكون في آخر الكلمة وفي وسطها.
وهذا الفصل ينقسم على خمسة أقسام:
القسم الأول: الإظهار.
اعلم أن النون الساكنة والتنوين يظهران عند ستة أحرف من حروف [ ص: 154 ] الحلق، وهن: الهمزة والهاء، والعين والحاء، والغين والخاء، نحو {من إله} [آل عمران: 62]، {وينأون} [الأنعام: 26] ، {غثاء أحوى} [الأعلى: 5]، {من هاد} [الرعد: 33]، {جرف هار} [التوبة: 109]، {الأنهار} [البقرة: 25]، {من عند} [البقرة: 79]، {أنعمت} [الفاتحة: 7]، {جنة عالية} [الحاقة: 22]، {من حكيم} [فصلت: 42]، {غفور حليم} [البقرة: 225]، {وانحر} [الكوثر: 2]، {من غفور} [فصلت: 32]، {فسينغضون} [الإسراء: 51]، {من ماء غير آسن} [محمد: 15]، {من خوف} [قريش: 4]، {والمنخنقة} [المائدة: 3]. {عليم خبير} [لقمان: 34].
والعلة في إظهار ذلك عند هذه الحروف أن النون والغنة بعد مخرجهما عن مخارج حروف الحلق، وإنما يقع الإدغام في أكثر الكلام لتقارب المخارج، فإذا تباعدت وجب الإظهار، الذي هو الأصل. وقد ذكر بعض القراء في كتبهم أن الغنة باقية فيهما، وذكر شيخ الداني ، فارس بن أحمد، في مصنف له أن الغنة ساقطة منهما إذا أظهرا، وهو مذهب النحاة، وبه صرحوا في كتبهم، وبه [ ص: 155 ] قرأت على كل شيوخي، ما عدا قراءة يزيد والمسيبي.
2
اَلْقِسْمُ اَلثَّانِي: إِدْغَامُهُمَا فِي اَللَّامِ وَالرَّاءِ، إِدْغَامًا كَامِلًا بِلَا غُنَّةٍ، نَحْوُ {مِنْ رَبِّكُمْ} [اَلْبَقَرَةِ: 49]، {مُحَمَّد رَسُولُ اَللَّهِ} [اَلْفَتْحِ: 29]، {وَمَنْ لَمْ} [اَلْمَائِدَةِ: 44]، وَ {هدى لِلْمُتَّقِينَ} [اَلْبَقَرَةِ: 2].
وَعِلَّةُ ذَلِكَ قُرْبُ مَخْرَجِ اَلنُّونِ وَالتَّنْوِينِ مِنْ مَخْرَجِ اَللَّامِ وَالرَّاءِ، لِأَنَّهُنَّ مِنْ حُرُوفِ طَرَفِ اَللِّسَانِ، فَتَمَكَّنَ اَلْإِدْغَامُ وَحَسُنَ [ ص: 156 ] لِتَقَارُبِ اَلْمَخَارِجِ، وَذَهَبَتِ اَلْغُنَّةُ لِأَنَّ حَقَّ اَلْإِدْغَامِ ذَهَابُ لَفْظِ اَلْحَرْفِ اَلْأَوَّلِ بِكُلِّيَّتِهِ وَتَصْيِيرُهُ بِلَفْظِ اَلثَّانِي، وَلَمْ تَقَعِ اَلنُّونُ اَلسَّاكِنَةُ قَبْلَ اَللَّامِ وَالرَّاءِ فِي كَلِمَةٍ.
اَلْقِسْمُ اَلثَّالِثُ: إِدْغَامُهُمَا فِي حُرُوفِ (يُومِنُ) إِدْغَامًا غَيْرَ مُسْتَكْمَلِ اَلتَّشْدِيدِ لِبَقَاءِ اَلْغُنَّةِ، وَهِيَ بَعْضُ اَلْحَرْفِ، نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَكِّنِي} [اَلْكَهْفِ: 95]، {مِنْ نِعْمَةِ} [اَلنَّحْلِ: 53]، {حِطَّة نَغْفِرُ} [اَلْبَقَرَةِ: 58]، {مِنْ وَاقٍ} [اَلرَّعْدِ: 34]، {غِشَاوَة وَلِهَمِّ} [اَلْبَقَرَةِ: 7]، {مِنْ مَاءِ} [اَلْبَقَرَةِ: 164]، {مَاءً مباركًا} [ق: 9]، {فَمَنْ يَعْمَلُ} [اَلْأَنْبِيَاءِ: 94]، {وَبَرْق يَجْعَلُونَ} [اَلْبَقَرَةِ: 19]. وَعِلَّةُ اَلْإِدْغَامِ فِي اَلنُّونِ اِجْتِمَاعُ اَلْمِثْلَيْنِ وَالْأَوَّلُ سَاكِنٌ. وَفِي اَلْوَاوِ وَالْيَاءِ أَنَّ اَلْغُنَّةَ اَلَّتِي فِيهَا أَشْبَهَتِ اَلْمَدَّ وَاللِّينَ اَللَّذَيْنِ فِيهِمَا، فَحَسُنَ اَلْإِدْغَامُ لِهَذِهِ اَلْمُشَابَهَةِ. وَعِلَّةُ اَلْإِدْغَامِ فِي اَلْمِيمِ اَلِاشْتِرَاكُ فِي اَلْغُنَّةِ، فَتَقَارَبَا بِهَذَا، فَحَسُنَ اَلْإِدْغَامُ.
[ ص: 157 ] وَلَا يَجُوزُ إِدْغَامُ اَلنُّونِ اَلسَّاكِنَةِ فِي اَلْوَاوِ وَالْيَاءِ إِذَا اِجْتَمَعَا فِي كَلِمَةٍ، نَحْوُ {اَلدُّنْيَا} [اَلْبَقَرَةِ: 85] وَ {صِنْوَانِ} [اَلرَّعْدِ: 4]، وَ قِنْوَانٌ [اَلْأَنْعَامِ: 99]، وَ بُنْيَانٌ [اَلصَّفِّ: 4] لِئَلَّا يُشْبِهَ مُضَاعَفَ اَلْأَصْلِ، نَحْوُ: (صَوَّانٌ) وَ (دَيَّانٌ) .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ اَلْأَدَاءِ فِي اَلْغُنَّةِ اَلَّتِي تَظْهَرُ مَعَ إِدْغَامِ اَلتَّنْوِينِ وَالنُّونِ فِي اَلْمِيمِ: هَلْ هِيَ غُنَّتُهَا أَوْ غُنَّتُهُ؟ فَذَهَبَ اِبْنُ كَيْسَانَ وَمُرَافِقُوهُ إِلَى أَنَّهَا غُنَّةُ اَلنُّونِ، وَذَهَبَ اَلدَّانِي وَغَيْرُهُ إِلَى أَنَّهَا غُنَّةُ اَلْمِيمِ. وَبِهِ أَقُولُ، لِأَنَّ اَلنُّونَ قَدْ زَالَ لَفْظُهَا بِالْقَلْبِ، وَصَارَ مَخْرَجُهَا مِنْ مَخْرَجِ اَلْمِيمِ، فَالْغُنَّةُ لَهُ.
اَلْقِسْمُ اَلرَّابِعُ: اَلْإِقْلَابُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ اَلْكَلَامُ عَلَى مَعْنَاهُ، فَإِذَا أَتَى بَعْدَ اَلنُّونِ اَلسَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ بَاءٌ أُقْلِبَتْ مِيمًا مِنْ غَيْرِ إِدْغَامٍ نَحْوُ {أَنْ بُورِكَ} [اَلنَّمْلِ: 8]، {أُنْبِئُهُمْ} [اَلْبَقَرَةِ: 33]، {جَدَّدَ بَيْض} [فَاطِرٍ: 27] وَالْغُنَّةُ ظَاهِرَةٌ فِي هَذَا اَلْقِسْمِ. وَعِلَّةُ ذَلِكَ أَنَّ اَلْمِيمَ مُؤَاخِيَةٌ لِلنُّونِ فِي اَلْغُنَّةِ وَالْجَهْرِ، وَمُشَارِكَةٌ لِلْبَاءِ فِي اَلْمَخْرَجِ، فَلَمَّا وَقَعَتِ اَلنُّونُ قَبْلَ اَلْبَاءِ، وَلَمْ يُمْكِنْ إِدْغَامُهَا فِيهَا، لِبُعْدِ اَلْمَخْرَجَيْنِ، وَلَا أَنْ تَكُونَ ظَاهِرَةً لِشِبْهِهَا بِأُخْتِ اَلْبَاءِ وَهِيَ اَلْمِيمُ، أُبْدِلَتْ مِنْهَا لِمُوَاخَاتِهَا اَلنُّونَ وَالْبَاءَ.
[ ص: 158 ] اَلْقِسْمُ اَلْخَامِسُ: إِخْفَاءُ اَلنُّونِ اَلسَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ عِنْدَ بَاقِي اَلْحُرُوفِ، وَهِيَ خَمْسَةَ عَشَرَ حَرْفًا، يَتَضَمَّنُهَا أَوَائِلُ كَلِمَاتِ هَذَا اَلْبَيْتِ:
صِفْ ذَا ثَنَا جُودَ شَخْصٍ قَدْ سَمَا كَرَمًا ضَعْ ظَالِمًا زِدْ تُقًى دُمْ طَالِبًا فَتَرَى
نَحْوُ: {أَنْ صَدُّوكُمْ} [اَلْمَائِدَةِ: 2]، {منصورًا} [اَلْإِسْرَاءِ: 33]، {صفًا صفًا} [اَلْفَجْرِ: 22]. {مِنْ ذِكْر} [اَلشُّعَرَاءِ: 5]، {اَلْمُنْذِرِينَ} [اَلشُّعَرَاءِ: 194]، {وَكِيلًا ذَرِّيَّة} [اَلْإِسْرَاءِ: 2، 3]. {فَمَنْ ثَقُلَتْ} [اَلْأَعْرَافِ: 8]، {منثورًا} [اَلْفُرْقَانِ: 23]، {جِهَارًا ثُمَّ} [نُوحٍ: 8، 9]. {مِنْ جُوعِ} [اَلْغَاشِيَةِ: 7]، {أَنْجَانَا} [اَلْأَنْعَامِ: 63]، {حبًا جمًا} [اَلْفَجْرِ: 20]. {مِنْ شَرِّ} [اَلْفَلَقِ: 2]، {منشورًا} [اَلْإِسْرَاءِ: 13]، {نَفْس شَيْئًا} [اَلْبَقَرَةِ: 48].
{مِنْ قَرَارِ} [إِبْرَاهِيمَ: 26]، {وَيَنْقَلِبُ} [اَلِانْشِقَاقِ: 9]، {فَعَجِبَ قَوْلُهُمْ} [اَلرَّعْدِ: 5].
{مِنْ سُوءِ} [آلِ عِمْرَانَ: 30]، {مِنْسَأَته} [سَبَأٍ: 14]، {بَاب سَلَام} [اَلْقَدْرِ: 5، 6]. {مِنْ كُلِّ} [اَلْبَقَرَةِ: 164]، {مِنْكُمْ} [آلِ عِمْرَانَ: 152]، {قَرْيَةً كَانَتْ} [اَلنَّحْلِ: 112]. {لِمَنْ ضُرُّهُ} [اَلْحَجِّ: 13]، {مَنْضُود} [هُودٍ: 82]، {ذَرِّيَّةً ضعافًا} [اَلنِّسَاءِ: 9]. من ظلم [اَلنِّسَاءِ: 148]، ينظرون [اَلْبَقَرَةِ: 210]، مَثَلا ظَلَّ [اَلزُّخْرُفِ: 17]، {مِنْ زَوَالِ} [إِبْرَاهِيمَ: 44]، {أنزلنا} [اَلْبَقَرَةِ: 99]، {مَتَاع زَبَد} [اَلرَّعْدِ: [ ص: 159 ] 17]، {مِنْ تَحْتِهَا} [اَلْبَقَرَةِ: 25]، {كُنْتُمْ} [اَلْبَقَرَةِ: 23]، {حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا} [اَلْبَقَرَةِ: 282]، {مِنْ دَابَّةِ} [اَلْأَنْعَامِ: 38]، {أندادًا} [اَلْبَقَرَةِ: 22]، {مُسْتَقِيم دينًا} [اَلْأَنْعَامِ: 161]. {أَنَّ طُهْرًا} [اَلْبَقَرَةِ: 125]، {فَانْطَلَقَا} [اَلْكَهْفِ: 71]، {فِدْيَة طَعَام} [اَلْبَقَرَةِ: 184]. {مِنْ فَوَاقِ} [ص: 15]، {اَلْإِنْفَاق} [اَلْإِسْرَاءِ: 100]، {مَاءً فَسَالَتْ} [اَلرَّعْدِ: 17]. وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ اَلْكَلَامُ عَلَى اَلْإِخْفَاءِ وَمَعْنَاهُ. وَعِلَّةُ ذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ اَلنُّونَ صَارَ لَهَا مَخْرَجَانِ: مَخْرَجٌ لَهَا، وَمَخْرَجٌ لِغُنَّتِهَا، فَاتَّسَعَتْ فِي اَلْمَخْرَجِ، فَأَحَاطَتْ عِنْدَ اِتِّسَاعِهَا بِحُرُوفِ اَلْفَمِ فَشَارَكَتْهَا بِالْإِحَاطَةِ، فَخَفِيَتْ عِنْدَهَا.
وَاعْلَمْ أَنَّ اَلْغُنَّةَ تَخْرُجُ مِنَ اَلْخَيْشُومِ، كَمَا تَقَدَّمَ، وَالْخَيْشُومُ خَرْقُ اَلْأَنْفِ اَلْمُنْجَذِبُ إِلَى دَاخِلِ اَلْفَمِ. وَاعْلَمْ أَنَّ إِخْفَاءَهُمَا عَلَى قَدْرِ قُرْبِ اَلْحُرُوفِ وَبُعْدِهَا، فَمَا قَرُبَ مِنْهُمَا كَانَ أَخْفَى عِنْدَهُمَا مِمَّا بَعُدَ عَنْهُمَا. وَتَقَدَّمَ اَلْكَلَامُ عَلَى اَلْفَرْقِ بَيْنَ اَلْإِخْفَاءِ وَالْإِدْغَامِ. وَاحْذَرْ إِنْ أَتَيْتَ اَلْغُنَّةَ أَنْ تُمِدَّ عَلَيْهَا، فَذَلِكَ قَبِيحٌ.
فَهَذِهِ أَحْكَامُ اَلنُّونِ اَلسَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ .
[ ص: 160 ]
[ ص: 161 ] بَابٌ
اَلْمَدُّ وَالْقَصْرُ
تَقَدَّمَ اَلْكَلَامُ عَلَى أَنَّ اَلْمَدَّ عَلَى قِسْمَيْنِ: طَبِيعِيٍّ، وَعَرَضِيٍّ. وَتَقَدَّمَ اَلْكَلَامُ عَلَى حَقِيقَةِ اَلطَّبِيعِيِّ، وَالْكَلَامُ هُنَا عَلَى اَلْعَرَضِيِّ.
اِعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَزْدَادُ عَلَى مَا فِي حُرُوفِ اَلْمَدِّ وَاللِّينِ اَلْمَذْكُورَةِ مِنَ اَلْمَدِّ إِلَّا بِمُوجِبٍ، وَالْمُوجِبُ إِمَّا هَمْزٌ، وَإِمَّا سُكُونٌ، وَإِمَّا تَشْدِيدٌ.
أَمَّا اَلْهَمْزُ فَلَهُ حَالَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ هُوَ وَحَرْفُ اَلْمَدِّ فِي كَلِمَةٍ، وَهَذَا اَلْمَدُّ يُسَمَّى مُتَّصِلًا، وَذَلِكَ نَحْوُ: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا} [اَلذَّارِيَاتِ: 47]، وَ {مِنْ سُوءِ} [آلِ عِمْرَانَ: 30]، وَ {اَلْمُسِيء} [غَافِرٍ: 58] وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَالْقُرَّاءُ مُجْمِعُونَ عَلَى مَدِّ هَذَا اَلْقِسْمِ، وَبَيْنَهُمْ فِيهِ تَفَاوُتٌ فِي إِشْبَاعِهِ وَتَوَسُّطِهِ وَدُونَ ذَلِكَ، مَذْكُورٌ فِي كُتُبِ اَلْقِرَاءَاتِ.
[ ص: 162 ] اَلثَّانِي: أَنْ يَكُونَ حَرْفُ اَلْمَدِّ آخِرَ كَلِمَةٍ، وَالْهَمْزُ أَوَّلَ كَلِمَةٍ أُخْرَى، نَحْوُ {بِمَا أَنْزَلَ} [اَلْبَقَرَةِ: 4] ، {قَالُوا آمِنًا} [اَلْبَقَرَةِ: 14]، {فِي أَنْفُسِهِمْ} [آلِ عِمْرَانَ: 154] وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَهَذَا اَلْقِسْمُ يُسَمَّى مُنْفَصِلًا، وَلِلْقُرَّاءِ فِي مَدِّهِ أَرْبَعُ مَرَاتِبَ، ثُمَّ اَلْقَصْرُ، وَهُوَ حَذْفُ اَلْمَدِّ اَلْعَرَضِيِّ.
وَأَمَّا اَلتَّشْدِيدُ فَعَلَى قِسْمَيْنِ: لَازِمٌ وَعَارِضٌ.
فَمَدُّ اَللَّازِمِ وَاجِبٌ بِلَا خِلَافٍ، نَحْوُ: {دَابَّة} [اَلْبَقَرَةِ: 164]، وَ {أتحاجوني} [اَلْأَنْعَامِ: 80]، {هَاتَّيْنِ} [اَلْقَصَصِ: 27] فِي مَذْهَبِ اَلْمُشَدِّدِ، وَنَحْوِهِ.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ اَلْأَدَاءِ فِي مِقْدَارِ مَدِّ هَذَا وَبَابِهِ، فَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ دُونَ مَا مُدَّ لِلْهَمْزِ، أَيْ طُولَ مَدِّ عَاصِمٍ لَا حَمْزَةَ، وَهَذَا اِخْتِيَارُ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلسَّخَاوِيِّ. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ أَطْوَلُ مِمَّا مُدَّ لِلْهَمْزِ [وَهُوَ اِخْتِيَارُ مَكِّيٍّ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ فِي قَدْرِ مَا مُدَّ لِلْهَمْزِ] ، وَهَذَا اِخْتِيَارُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ، وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ كَثِيرٍ مِنْ مُصَنِّفِي كُتُبِ اَلْقِرَاءَاتِ. قُلْتُ: وَهَذِهِ اَلْأَقْوَالُ حَسَنَةٌ، وَاخْتِيَارِي اَلتَّفْصِيلُ: فَفِي نَحْوِ {أتحاجوني} وَ {هَاتَّيْنِ} مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو، وَفِيمَا سُكُونُهُ لَازِمٌ غَيْرُ اَلْمُشَدَّدِ، نَحْوُ (نُونْ)، (مِيمْ)، (سِينْ)، (لَامْ) فِي فَوَاتِحِ اَلسُّوَرِ، مَذْهَبُ مَكِّيٍّ. وَفِيمَا سُكُونُهُ عَارِضٌ لِلْوَقْفِ، نَحْوُ {نَسْتَعِينُ} [اَلْفَاتِحَةِ: 5]، {كَارِهُونَ} [اَلتَّوْبَةِ: 48] {أَنْصَار} [اَلْبَقَرَةِ: 270] مَذْهَبُ اَلسَّخَاوِيِّ.
[ ص: 163 ] وَأَمَّا اَلْعَارِضُ فَنَحْوُ {قِيلَ لَهُمْ} [اَلْبَقَرَةِ: 11]، {يَقُولُ رَبّنَا} [اَلْبَقَرَةِ: 200]، {قَالَ رَبّكُمْ} [غَافِرٍ: 60] فِي مَذْهَبِ اَلْمُدْغِمِ، فَفِيهِ اَلْمَدُّ اَلتَّوَسُّطُ وَالْقَصْرُ.
فَإِنْ قِيلَ: لِمَ لَا تُجْرِي اَلثَّلَاثَةَ فِي: {الم * اَللَّه} [آلِ عِمْرَانَ: 1، 2] مَعَ اَلْإِدْغَامِ؟ قُلْتُ: لِأَنَّ سُكُونَ اَلْمِيمِ هُنَا مِنْ هِجَاءٍ لَازِمٍ، فَوَجَبَ إِدْغَامُهُ فِي مُمَاثِلِهِ، وَالسُّكُونُ فِي ذَلِكَ عَارِضٌ،
وَإِدْغَامُهُ غَيْرُ وَاجِبٍ، فَحُمِلَ عَلَى سُكُونِ اَلْوَقْفِ.
اَلْقِسْمُ اَلثَّالِثُ: اَلسَّاكِنُ، وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ: لَازِمٌ وَعَارِضٌ.
فَاللَّازِمُ: مَا كَانَ مِنْ فَوَاتِحِ اَلسُّوَرِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، أَوْسَطُهُمْ حَرْفُ مَدٍّ وَلِينٍ، نَحْوُ (لَامْ)، (مِيمْ)، (كَافْ)، (صَادْ)، (قَافْ)، (نُونْ)، وَمَا أُجْرِيَ مَجْرَاهُ نَحْوُ {مَحْيَايْ} [اَلْأَنْعَامِ: 162] فِي قِرَاءَةِ اَلْمُسَكِّنِ.
وَالْعَارِضُ: مَا سَكَنَ فِي اَلْوَقْفِ، نَحْوُ مَا مَثَّلْنَا بِهِ قَبْلُ. وَفِيهِ اَلْمَدُّ وَالتَّوَسُّطُ وَالْقَصْرُ فِي اَلْوَقْفِ لِعُرُوضِهِ.
فَإِنْ قِيلَ: فَهَلْ تَجْرِي هَذِهِ اَلثَّلَاثَةُ فِيمَا سَكَنَ، وَقَبْلَهُ أَحَدُ حَرْفَيِ اَللِّينِ، نَحْوُ {اَلْخَوْف} [اَلْبَقَرَةِ: 155]، {اَللَّيْل} [اَلْبَقَرَةِ: 164]؟
فَالْجَوَابُ أَنَّهُمَا حُمِلَا عَلَى حُرُوفِ اَلْمَدِّ وَاللِّينِ فِي اَلثَّلَاثَةِ، إِلَّا أَنَّ اَلْقَصْرَ فِيهِمَا لِلْفَتْحَةِ، وَالْمَدَّ فِيهِنَّ لِلضَّمَّةِ وَالْكَسْرَةِ. وَالْأَلِفُ اِجْتَمَعَ فِيهِ اَلْمَدُّ وَاللِّينُ، خِلَافَ أُخْتَيْهِ، لِأَنَّهُمَا تَارَةً يَكُونَانِ حَرْفَيْ مَدٍّ وَلِينٍ، وَتَارَةً حَرْفَيْ لِينٍ فَقَطْ، عَلَى حَسَبِ اِخْتِلَافِ اَلْحَرَكَاتِ، وَالْأَلِفُ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ.
[ ص: 164 ]


-----------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق