مواقع مكتبات اسلامية قيمة جدا

ب جاري/يا الله / جاري جاري / دار تحقيق التراث الإسلامي والعلمي / في وداع الله ياأماي///ب هانم// مدونة موطأ مالك / أعلام الإسلام / جامع الأصول لمجد الدين أبو السعادات ابن الجزري / أنس ويحي / صوتيات / ياربي:العتق من / النيران ومن الفتن / مدونة الخصوص / مدونة روابط // ب قيقي /مكتبة قيقي / /استكمال مدونة قيقي  / اللهم انتقم من الطالمين الطغاة الباغين  / مدونة قيقي  / النخبة في شرعة الطلاق ااا //ب حنين//ذكر الله / اللهم ارحم والداي واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما وكل الصالحين / مدونة حنين ملخص الطلاق للعدة}} / الحنين/ /المدونة العلمية z. / المصحف العظيم / الحديث النبوي ومصطلحه. / قال الله تعالي/// بوستك//المدونة الطبية / تبريزي / من هم الخاسرون؟ / مدونة بوصيري / علوم الطبيعة ///ب بادي/استكمال ثاني{حجة ابراهيم علي قومه} / النظم الفهرسية الموسوعية الببلوجرافية للأحاديث النبوية وأهميتها / مدونة أذان / المناعة البشرية وعلاج الأمراض المستعصية من خلالها / علاج الأمراض المزمنة والسر في جهاز المناعة / الحميات الخطرة وطرق الوقاية منها والعلاج / المدونة الشاملة / أمراض الأطفال الشهيرة / م الكبائر وكتب أخري / مصحف الشمرلي+تحفة الأشراف للمزي+البداية والنهايةلابن كثير / مدونة الطلاق للعدة / القواميس العربية ومنها لسان العرب وتاج العروس وغيرهما //ب-البيهقي كله / مدونة الاصابة / الطلاق للعدة ما هو؟ / علامات القيامة / منصة مستدرك الحاكم / تعاليات إيمانية / السيرة النبوية /ب مكة /مدونة فتاح / مكه / علوم الفلك / مدونة الغزالي//ب انت ديني /الدجال الكذاب / الشيخ الشعراوي[نوعي] / ديرالدجال اا. / كتب ابن حزم والشوكاني وورد /إستكمال المحلي لابن حزم والشوكاني وابن كثير الحفاظ / المخلوقات الغامضة /السير والمغازي {ابن إسحاق- ابن هشام-كل السيرة النبوية} /كتاب الإحكام في أصول الأحكام / إحياء علوم الدين للغزالي / موقع الحافظ ابن كثير / مجموع فتاوي ابن تيمية / ابن الجوزي /البحيرة الغامضة / الكامل في التاريخ /الفتن / تصنيفات الإمامين:ابن حزم والشوكاني//// مجلد 3.سنن أبي داود / الجامع الصحيح سنن الترمذي / صحيح ابن ماجة – الإمام محمد ناصر الدين الألباني / فتح الباري لابن حجر / لسان العرب لابن منظور / مدونة العموم / الحافظ المزي مصنفات أخري / مدونة المصنفات / مسند أحمد وصحيح البخاري وصحيح مسلم.وسنن ابن ماجه. / مدونة مدونات كيكي1. / أبو داود والترمذي وابن ماجه / بر الوالدين شريعة / تهذيب التهذيب +الاصابة + فتح الباري/كلهم وورد / مدونة المستخرجات / كيكي

9 مصاحف

 

الخميس، 3 فبراير 2022

هداية الألباب إلى إتقان فاتحة الكتاب المؤلف محمد رفيق مؤمن الشوبكي

هداية الألباب إلى  إتقان فاتحة الكتاب 
من مكتبة مشكاة

 إعداد راجي رحمة الغفور/ د. محمد رفيق مؤمن الشوبكي 

حقوق الطبع والنشر والتداول متاحة لكل مسلم ومسلمة

صفر 1441ه – أكتوبر 2019م

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد r=صلي الله عليه وسلم الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا اللهم علماً، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم آمين، ثم أما بعد؛

    إنَّ أعظم سورة في القرآن العظيم سورة الفاتحة، لما تضمنته من المعاني والفضائل والأحكام العظيمة، فهي للقرآن بمثابة الأساس للبنيان، وفيها مجمل معاني القرآن وأصوله، ولم يؤتها نبيٌّ قط قبل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم=r.

    وإنَّ من أبزر فضائل سورة الفاتحة أنَّها ركن من أركان الصلاة، فلا تصح الصلاة إلا بها؛ لحديث عُبادةَ بن الصَّامتِ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله r قال: "لا صلاةَ لِمَن لم يقرأْ بفاتحةِ الكِتاب" (رواه البخاري ومسلم). وعليه فإنَّه يجب على كل مسلم أن يتقن تلاوة سورة الفاتحة، ويعرف الأخطاء الشائعة في تلاوتها ليجتنبها؛ ومن هنا جاء هذا الكُتيِّب ليبين أهم أحكام سورة الفاتحة، ويتناول أبرز الأخطاء الشائعة في تلاوتها، آملاً أن يكون دليلاً للمسلمين من العرب والعجم يعينهم على إتقان تلاوة سورة الفاتحة، وراجياً من الله أن يكتب له القبول بحيث يكون مادة علمية مبسطة في أيدي معلمي ومحفظي القرآن الكريم؛ بحيث يستفيدوا منه في دوراتهم ودورسهم ومحاضراتهم المتعلقة بإتقان تلاوة القرآن الكريم.

   

    وسيتناول هذا الكتيب أحكام سورة الفاتحة والأخطاء الشائعة في تلاوتها من خلال المحاور الآتية:

المحور الأول: عدد آيات سورة الفاتحة:

أجمعت الأمة على أنَّ سورة الفاتحة سبع آيات، فعن أبي سَعيدِ بن المعلَّى رضي الله عنه، أن النبيُّ r قال: "(الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين) هي السَّبعُ المَثاني، والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه" (رواه البخاري).


المحور الثاني: مكان نزول سورة الفاتحة:

اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحة على عدة أقوال:

هي مكية، وقَالَ بذلك: ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ وَأَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ وَاسْمُهُ رُفَيْعٌ وَغَيْرُهُمْ. وهذا القول هو الراجح وعليه أكثر العلماء. قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِى وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) [الحجر: 87]. فهذه الآية التي ورَد فيها ذِكر السَّبع المثاني، مكيَّةٌ بالإجماع، وقد جاء النصُّ من النبيِّ r، بكون السَّبع المثاني هي سورةُ الفاتحة كما سبق؛ فلزِم من ذلك أن تكون سورةُ الفاتحة مكيَّة. ومن الأدلة على أنها مكية؛ أنَّ الصلاة لا تصحُّ إلا بها، وقد شُرعت الصلاة بمكة، أي قبل الهجرة.

هِيَ مَدَنِيَّة، وَقَالَ بذلك: أَبُو هُرَيْرَةَ وَمُجَاهِدٌ وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَالزُّهْرِيُّ وَغَيْرُهُمْ.

نَزَلَ نِصْفُهَا بِمَكَّةَ، وَنِصْفُهَا بِالْمَدِينَةِ. حَكَاهُ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ.

هي مكية مدنية، نزل تلاوتها بمكة ونزل فضلها بالمدينة. وحكى الثَّعْلَبِيُّ أنَّهَا مَكِّيَّةٌ مَدَنِيَّةٌ، نَزَلَ بِهَا جِبْرِيلُ عليه السلام مَرَّتَيْنِ.

المحور الثالث: أسماء سورة الفاتحة:

ثبت لسورة الفاتحة عدة أسماء، وأبرزها ما يأتي:

فاتحة الكتاب: وسميت بذلك؛ لأنه يُفتَتَح بكتابتها المصاحف، ويُقرَأ بها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتابة والقراءة. ودليل هذه التسمية: حديث عُبادةَ بن الصَّامتِ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله r قال: "لا صلاةَ لِمَن لم يقرأْ بفاتحةِ الكِتاب" (رواه البخاري ومسلم).

أم الكتاب: وسميت بذلك أيضاً؛ لتقدمها على باقي سور المصحف في الكتابة والتلاوة. ودليل هذه التسمية: حديث أم المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها قالت: "كان النبيُّ r يُخَفِّفُ الرَّكعتَينِ اللَّتَينِ قبلَ صلاةِ الصُّبحِ، حتى إني لأقولُ: هل قرَأ بأمِّ الكتابِ؟!" (رواه البخاري).

أم القرآن: وسُمِّيَتْ أُمَّ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّهَا أَوَّلُهُ وَمُتَضَمِّنَةٌ لِجَمِيعِ عُلُومِهِ، ودليل هذه التسمية: حديث أبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ r قال: "أمُّ القُرآنِ هي السَّبْع المثاني، والقرآنُ العَظيم" (رواه البخاري).

السبع المثاني: وسُمِّيَتْ بالسبع؛ لأنها سبع آيات. وسميت بالمثاني؛ لِأَنَّهَا تُثَنَّى –أي تُقْرَأ- فِي كُلِّ رَكْعَةٍ. وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا اسْتُثْنِيَتْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ فَلَمْ تَنْزِلْ عَلَى أَحَدٍ قَبْلَهَا ذُخْرًا لَهَا. ودليل هذه التسمية: حديث أبي سَعيدِ بن المعلَّى رضي الله عنه، أن النبيُّ r قال له: " ألَا أُعَلِّمُك أعظمَ سورةٍ في القرآنِ قبلَ أن أخرُجَ منَ المسجدِ؟ فذهَب النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليخرُجَ منَ المسجدِ فذَكَّرتُه، فقال: (الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين) هي السَّبعُ المَثاني، والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه" (رواه البخاري).

القرآن العظيم: وتَقدَّم دليل ذلك. وسمِّيَتْ بهذا الاسم؛ لِتَضَمُّنِهَا جَمِيعَ عُلُومِ الْقُرْآنِ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تَشْتَمِلُ عَلَى الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَوْصَافِ كَمَالِهِ وَجَلَالِهِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْعِبَادَاتِ وَالْإِخْلَاصِ فِيهَا، وَالِاعْتِرَافِ بِالْعَجْزِ عَنِ الْقِيَامِ بِشَيْءٍ مِنْهَا إِلَّا بِإِعَانَتِهِ تَعَالَى، وَعَلَى الِابْتِهَالِ إِلَيْهِ فِي الْهِدَايَةِ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَكِفَايَةِ أَحْوَالِ النَّاكِثِينَ، وَعَلَى بَيَانِهِ عَاقِبَةَ الْجَاحِدِينَ.

سورة الحمد: وسميت بذلك؛ لافتتاحها بالحمد.

ومن الأسماء التي نستفيدها من بعض الأدلة وأقوال العلماء:

الصلاة: وسميت بذلك؛ لأنها ركن في الصلاة، ودليل هذه التسمية: الحديث القدسي عن سورة الفاتحة: قال الله تعالى: "قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ..." (رواه مسلم).

الرُّقْيَةُ: ثَبَتَ ذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَفِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ لِلرَّجُلِ، الَّذِي رَقَى سَيِّدَ الْحَيِّ بسورة الفاتحة: "مَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ" (رواه البخاري).

الشِّفَاءُ: ذكره كثير من المفسرين كالقرطبي وابن كثير والسيوطي وغيرهم، وقال ابن القيم رحمه الله تشتمل سورة الفاتحة على شفاء القلوب وشفاء الأبدان.

الْأَسَاسُ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى الشَّعْبِيِّ وَجَعَ الْخَاصِرَةِ، فَقَالَ: "عَلَيْكَ بِأَسَاسِ الْقُرْآنِ فَاتِحَةِ الكتاب، سمعت ابن عباس يقول: لكل شي أَسَاسٌ ... وَأَسَاسُ الْكُتُبِ الْقُرْآنُ، وَأَسَاسُ الْقُرْآنِ الْفَاتِحَةُ، وَأَسَاسُ الْفَاتِحَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَإِذَا اعْتَلَلْتَ أَوِ اشْتَكَيْتَ فَعَلَيْكَ بِالْفَاتِحَةِ تُشْفَى".

الْوَافِيَةُ: وقال بذلك سفيان بن عُيَيْنَة؛ لأنها لا تقسم في الصلاة كباقي سور القرآن، فلو قرأ مسلم نصف الفاتحة في صلاته لم تصح (ذكره الزمخشري في تفسيره (الكشاف)، والقرطبي في تفسيره).

الْكَافِيَةُ: قَالَ بذلك يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ؛ لِأَنَّهَا تَكْفِي عَنْ سِوَاهَا وَلَا يَكْفِي سِوَاهَا عَنْهَا (ذكره القرطبي في تفسيره).

الكنز: وقد ذكر هذا الاسم الزمخشري في تفسيره (الكشاف).

    وقد ذكر الإمام السيوطي رحمه الله في كتابه )الإتقان في علوم القرآن( خمسة وعشرين اسماً لسورة الفاتحة، وهي: " فاتحة الكتاب، فاتحة القرآن، أم الكتاب، أم القرآن، القرآن العظيم، السبع المثاني، الوافية، الكنز، الكافية، الأساس، النور، سورة الحمد، سورة الشكر، سورة الحمد الأولى، سورة الحمد القُصْرَى، الرُّقية، الشفاء، الشافية، اللازمة، سورة الصلاة، سورة الدعاء، سورة السؤال، سورة تعليم المسألة، سورة المناجاة، سورة التفويض ".

 

المحور الرابع: فضائل سورة الفاتحة:

سورة الفاتحة نور، ولم يُؤتَ نبي بها قبل سيدنا محمد r: فعن ابن عبَّاس رضي الله عنهما، قال: "بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ r، سمِع نقيضًا من فوقه؛ فرفَع رأسَه، فقال: هذا بابٌ من السَّماء فُتِح اليوم، لم يُفتح قطُّ إلَّا اليوم، فنزل منه مَلَك، فقال: هذا ملَكٌ نزل إلى الأرض، لم ينزلْ قطُّ إلَّا اليوم، فسلَّم، وقال: أبشِرْ بنورَينِ أوتيتَهما، لم يُؤتَهما نبيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تَقرأ بحرفٍ منهما إلَّا أُعطيتَه" (رواه مسلم).

سورة الفاتحة تحصل بها المناجاة بين العبد وربه: فعن أبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ r قال: مَن صلَّى صلاةً لم يقرأْ فيها بأُمِّ القرآن، فهي خداجٌ -ثلاثًا- غير تمام، فقيل لأبي هُرَيرَة: إنَّا نكونُ وراءَ الإمام، فقال: اقرأْ بها في نفسِك؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بَيني وبَين عبدي نِصفين، ولعَبدي ما سأل، فإذا قال العبدُ: الحمدُ لله ربِّ العالَمين، قال الله تعالى: حمَدني عَبدي، وإذا قال: الرَّحمن الرَّحيم، قال الله تعالى: أثْنَى عليَّ عبدي، وإذا قال: مالِك يومِ الدِّين، قال: مَجَّدني عبدي، (وقال مرَّة: فوَّض إليَّ عبدي)، فإذا قال: إيَّاك نعبُدُ وإيَّاك نستعين، قال: هذا بَيني وبَين عبدي، ولعَبدي ما سأل، فإذا قال: اهدِنا الصِّراطَ المستقيمَ صِراطَ الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالِّين، قال: هذا لعَبدي، ولعبدي ما سألَ" (رواه مسلم).

سورة الفاتحة رقية شافية بإذن الله تعالى: فعن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه، قال: انطلَق نفرٌ من أصحابِ النبيِّ r في سَفرةٍ سافروها، حتى نزَلوا على حيٍّ من أحياء العرب، فاستضافوهم فأَبَوْا أن يُضيِّفوهم، فلُدِغ سيِّد ذلك الحيِّ، فسَعَوا له بكلِّ شيءٍ، لا ينفعه شيءٌ، فقال بعضُهم: لو أتيتم هؤلاءِ الرهطَ الذين نزلوا؛ لعلَّه أن يكون عند بعضهم شيءٌ، فأتَوَهْم، فقالوا: يا أيُّها الرهط، إنَّ سيِّدنا لُدِغ، وسَعَينا له بكلِّ شيءٍ، لا ينفعُه؛ فهل عند أحدٍ منكم من شيءٍ؟ فقال بعضهم: نعَمْ، واللهِ إني لأرقي، ولكن واللهِ لقدِ استضفناكم فلم تُضيِّفونا! فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلًا، فصالَحوهم على قَطيعٍ من الغَنم، فانطلق يتْفُل عليه، ويقرأ: الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ، فكأنَّما نشِط من عِقال، فانطلَق يمشي وما به قَلَبَةٌ –يعني ألم ومرض-، قال: فأوْفوهم جُعلَهم الذي صالحُوهم عليه، فقال بعضُهم: اقسِموا، فقال الذي رقَى: لا تَفعلوا حتى نأتيَ النبيَّ r فنذكُرَ له الذي كان، فننُظرَ ما يأمرُنا، فقدِموا على رسولِ الله، فذكروا له، فقال: وما يُدريك أنَّها رُقيةٌ؟! ثم قال: قد أصبتُم، اقسِموا، واضرِبوا لي معكم سهمًا، فضحِكَ رسولُ الله r" (رواه البخاري).

لا صلاة لمن لا يقرأ بسورة الفاتحة: فعن عُبادةَ بنِ الصامتِ رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ r قال: "لا صَلاةَ لِمَن لم يقرأْ بفاتحةِ الكِتابِ" (رواه البخاري ومسلم).

 

المحور الخامس: حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة:

    قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة في كل ركعة في حق الإمام والمنفرد على قول جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، لحديث عُبادةَ بنِ الصامتِ رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ r قال: "لا صَلاةَ لِمَن لم يقرأْ بفاتحةِ الكِتابِ" (رواه البخاري ومسلم).

    أما قراءة الفاتحة للمأموم خلف الإمام في الصلاة الجهرية فللعلماء فيها قولان :

القول الأول: أنها واجبة، وهذا قول الشافعية، والدليل عليها عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"، ولمّا علّم النبي صلى الله عليه وسلم المُسِيء صلاته أمره بقراءة الفاتحة .

وعَنْ عُبَادَة بن الصامت t: " أَنَّ النَّبِيَّ r ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ فِي الْفَجْرِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: فَلَا تَفْعَلُوا إِلا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا" (رواه البخاري).

القول الثاني: أن قراءة الإمام قراءة للمأموم، ولا تجب على المأموم قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية، وهذا قول جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة وهو قول أكثر السلف، والدليل على ذلك قول الله تعالى: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (سورة الأعراف: 204)، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: "وَاسْتَدَلَّ مَنْ أَسْقَطَهَا عَنْهُ فِي الْجَهْرِيَّةِ ... بِحَدِيث (وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا) وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي".

فعن أبي موسى الأشعريِّ t، قال: " إنَّ رسولَ اللهِ r خطَبَنا فبيَّنَ لنا سُنَّتَنا وعلَّمَنا صلاتَنا، فقال: إذا صلَّيْتُم فأقِيموا صفوفَكم، ثمَّ لْيَؤُمَّكم أحدُكم، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا قرَأ فأنصِتوا " (رواه مسلم).

فائدة:

أجمع العلماء على أن قراءة الفاتحة تسقط عن المأموم إذا أدرك الإمام حال ركوعه.

 

المحور السادس: حكم صلاة من أخطأ في تلاوة سورة الفاتحة:

إنَّ من أخطأ في تلاوة الفاتحة خطأ غير مخل بالمعنى فقراءته وصلاته صحيحتان، ولا يلزمه إعادة ما أخطأ فيه. أما إذا كان الخطأ مغيراً للمعنى وجب عليه إعادة القراءة، قال الإمام النووي في المجموع: " إذا لحن في الفاتحة لحناً يخل المعنى بأن ضم تاء أنعمت أو كسرها، أو كسر كاف إياك نعبد، أو قال: إياء بهمزتين لم تصح قراءته وصلاته إن تعمد، وتجب إعادة القراءة إن لم يتعمد. وإن لم يخل المعنى كفتح دال نعبد ونون نستعين وصاد صراط ونحو ذلك لم تبطل صلاته ولا قراءته، ولكنه مكروه ويحرم تعمده. ولو تعمده لم تبطل قراءته ولا صلاته. هذا هو الصحيح، وبه قطع الجمهور ".

    وبمثل هذا جاء قول للمالكية كما ذكر الإمام ابن رشد الحفيد المالكي في البيان والتحصيل: "أن الصلاة لا تجوز خلفه –أي خلف الإمام الذي يلحن في الفاتحة- إن كان لحنه لحناً يتغير به المعنى، مثل أن يقول:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}[الفاتحة: 5] بكسر الكاف، و{أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}[الفاتحة: 7] برفع التاء، وما أشبه ذلك، وتجوز إن كان لحنه لحناً لا يتغير به المعنى، مثل أن يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: 2] بكسر الدال من الحمد ورفع الهاء من الله، وما أشبه ذلك ".

    وقال ابن قدامة الحنبلي في المغني: " يلزمه أن يأتي بقراءة الفاتحة مرتبة مشددة غير ملحون فيها لحناً يحيل المعنى، فإن ترك ترتيبها أو شدة منها، أو لحن لحنا يحيل المعنى مثل: أن يكسر كاف (إياك) أو يضم تاء (أنعمت) أو يفتح ألف الوصل في (اهدنا) لم يعتد بقراءته إلا أن يكون عاجزاً عن غير هذا ".

 

المحور السابع: الأخطاء الشائعة في تلاوة سورة الفاتحة:

 

أولاً: الأخطاء في الاستعاذة (أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ):

تفخيم الهمزة في (أَعُوذُ).

تفخيم العين في (أَعُوذُ).

نطق العين همزة مع غنة في (أَعُوذُ).

المبالغة في ترقيق الواو في (أَعُوذُ).

قلب الذال إلى زاي أو ثاء أو ظاء أو دال في (أَعُوذُ).

المبالغة في حركة الضم في (أَعُوذُ)، فتصبح كحرف الواو المدية.

تفخيم الباء في (بِاللهِ).

تفخيم لام لفظ الجلالة في (بِاللهِ).

تفخيم النون في (مِنَ).

عدم تحقيق الكسرات في (بِاللهِ) و(الشَّيْطَانِ) و(الرَّجِيم).

إشباع الكسرات في (بِاللهِ) و(الشَّيْطَانِ)، فتصبح كحرف الياء المدية.

عدم تفشي الشين في (الشَّيْطَانِ).

تفخيم الشين والياء في (الشَّيْطَانِ).

قلب الطاء إلى تاء في (الشَّيْطَانِ).

عدم إعطاء الطاء والألف حقهما من التفخيم في (الشَّيْطَانِ).

إمالة الألفات في (بِاللهِ) و(الشَّيْطَانِ).

ترقيق الراء أو تكريرها في (الرَّجِيمِ).

تفشي الجيم في (الرَّجِيمِ)، فيصبح حرف الجيم مختلط بشين.

الإتيان بغنة في حرف الياء المدية في (الرَّجِيمِ).

عدم إظهار حرف الميم بعد الياء المدية في (الرَّجِيمِ)، فيلفظها (الرَّجِي).

المبالغة في نطق حرف الميم عند الوقف عليه في (الرَّجِيمِ)، فيصبح كأنه حرف مشدد.

 

ثانياً: الأخطاء في البسملة (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ):

عدم تحقيق الكسرات في (بِسْمِ) و(اللَّهِ) و(الرَّحْمَنِ) أو إشباع حركاتها فتصبح حروف مد.

المبالغة في نطق الباء في (بِسْمِ)، فتصبح كحرف (P) باللغة الإنجليزية.

تفخيم السين في (بِسْمِ).

عدم بيان الهمس في حرف السين في (بِسْمِ).

إمالة الألف في (اللَّهِ).

الإتيان بغنة مع الألف في (اللَّهِ) و(الرَّحْمَنِ).

تفخيم همزة الوصل في (الرَّحْمَنِ).

تكرير الراء في (الرَّحْمَنِ) و(الرَّحِيمِ).

المبالغة في ضم الشفتين عند نطق الراء فتصبح كالواو في (الرَّحْمَنِ) و(الرَّحِيمِ).

زيادة ألف بعد الراء في (الرَّحْمَنِ) و(الرَّحِيمِ).

عدم بيان الهمس في حرف الحاء في (الرَّحْمَنِ).

تفخيم الحاء في (الرَّحْمَنِ) و(الرَّحِيمِ).

قلب الحاء إلى هاء في (الرَّحْمَنِ) و(الرَّحِيمِ).

تفخيم الميم في (الرَّحْمَنِ).

تسكين النون في (الرَّحْمَنِ).

زيادة المد الطبيعي في (اللَّهِ) و(الرَّحْمَنِ) عن حركتين.

الإتيان بغنة في حرف الياء المدية في (الرَّحِيمِ).

عدم إظهار حرف الميم بعد الياء المدية في (الرَّحِيمِ)، فيلفظها (الرَّحِي).

المبالغة في نطق حرف الميم عند الوقف عليه في (الرَّحِيمِ)، فيصبح كأنه حرف مشدد.

 

ثالثاً: الأخطاء في قوله تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".

تفخيم همزة الوصل في (الْحَمْدُ).

عدم نطق حرفي الألف واللام في (الْحَمْدُ)، كأنه يقول: (حَمْدُ) بدون أل التعريف.

النطق بحرف اللام من الخيشوم، أي مع غنة في (الْحَمْدُ) و(لِلَّهِ).

قلب الحاء هاء في (الْحَمْدُ).

المبالغة في تسكين الميم في (الْحَمْدُ) وإطالة الغنة فيها.

اختلاس ضمة الدال أو إشباعها في (الْحَمْدُ).

عدم تحقيق الضم في (الْحَمْدُ).

عدم المحافظة على تشديد اللام في (لِلَّهِ).

المبالغة في المد في لفظ الجلالة (لِلَّهِ).

ترقيق الراء في (رَبِّ).

عدم تحقيق الكسرات في (لِلَّهِ) و(رَبِّ).

فتح الباء في (رَبِّ).

المبالغة في تشديد الباء في (رَبِّ)، فتصبح كحرف (P) باللغة الإنجليزية.

قلب العين إلى ألف مع غنة أو حاء أو هاء في (الْعَالَمِينَ).

الزيادة في مد الألف أو الإتيان بغنة فيها في (الْعَالَمِينَ).

كسر اللام في (الْعَالَمِينَ).

الإتيان بغنة في حرف الياء المدية في (الْعَالَمِينَ).

قلقلة حرف النون عند الوقف عليها في (الْعَالَمِينَ).

عدم إظهار حرف النون بعد الياء المدية في (الْعَالَمِينَ)، فيلفظها (الْعَالَمِي).

المبالغة في نطق حرف النون عند الوقف عليه في (الْعَالَمِينَ)، فيصبح كأنه حرف مشدد.

 

رابعاً: الأخطاء في قوله تعالى: "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".

تفخيم همزة الوصل أو الإتيان بغنة فيها في (الرَّحْمَنِ).

تكرير الراء في (الرَّحْمَنِ) و(الرَّحِيمِ).

المبالغة في ضم الشفتين عند نطق الراء فتصبح كالواو في (الرَّحْمَنِ) و(الرَّحِيمِ).

زيادة ألف بعد الراء في (الرَّحْمَنِ) و(الرَّحِيمِ).

تفخيم الحاء في (الرَّحْمَنِ) و(الرَّحِيمِ).

قلب الحاء إلى هاء في (الرَّحْمَنِ) و(الرَّحِيمِ).

تفخيم الميم في (الرَّحْمَنِ).

تسكين النون في (الرَّحْمَنِ).

زيادة المد الطبيعي في (الرَّحْمَنِ) عن حركتين.

الإتيان بغنة في حرف الياء المدية في (الرَّحِيمِ).

عدم إظهار حرف الميم بعد الياء المدية في (الرَّحِيمِ)، فيلفظها (الرَّحِي).

المبالغة في نطق حرف الميم عند الوقف عليه في (الرَّحِيمِ)، فيصبح كأنه حرف مشدد.

 

خامساً: الأخطاء في قوله تعالى: " مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ".

تفخيم الميم والألف في (مَالِكِ).

إطالة زمن المد الطبيعي في (مَالِكِ) عن حركتين، وهذا وفق رواية حفص عن عاصم ومن يوافقه[1].

المبالغة في ترقيق الميم والألف في (مَالِكِ)، فتصبح كأنها ممالة.

عدم تحقيق كسرتي اللام والكاف في (مَالِكِ).

تسكين الكاف في (مَالِكِ).

المبالغة في كسرة الكاف في (مَالِكِ)، فتصبح كحرف الياء المدية.

التكلف في إظهار الهمس في الكاف في (مَالِكِ).

تفخيم الياء أو الواو في (يَوْمِ).

مد واو اللين حال الوصل في (يَوْمِ)؛ وذلك لأنها لا تمد حال الوصل، أما حال الوقف فتصبح مد لين، فتمد حركتان (القصر) أو أربع حركات (التوسط) أو ست حركات (الإشباع).

قلب الدال إلى تاء في (الدِّينِ)، وهذا لحن يغير المعنى فتصبح (التين).

عدم تشديد الدال في (الدِّينِ).

الإتيان بغنة في حرف الياء المدية في (الدِّينِ).

عدم إظهار حرف النون بعد الياء المدية في (الدِّينِ)، فيلفظها (الدِّي).

قلقلة حرف النون عند الوقف عليها في (الدِّينِ).

المبالغة في نطق حرف النون عند الوقف عليه في (الدِّينِ)، فيصبح كأنه حرف مشدد.

 

سادساً: الأخطاء في قوله تعالى: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ".

عدم تحقيق كسرة الهمزة في (إِيَّاكَ)، فيقرأ محذوفة أو مسهلة.

عدم تحقيق تشديد الياء في (إِيَّاكَ)، وهذا مما يغير المعنى؛ لأنّ الإِيَا [بتخفيف الياء] تعني: ضِياءُ الشَّمس، فيصبح المعنى: ضوء شمسك نعبد. وهذا كُفْرٌ، والعياذ بالله.

المبالغة في تشديد الياء في (إِيَّاكَ)، فتصبح كأنها حرف مد.

الإتيان بغنة عند نطق الياء في (إِيَّاكَ).

عدم تحقيق الألف في (إِيَّاكَ)، فتصبح كأنها ممالة.

التكلف في إظهار الهمس في الكاف في (إِيَّاكَ).

النطق بالكاف قريبة من القاف في (إِيَّاكَ).

كسر الكاف في (إِيَّاكَ) في أيٍ من الموضعين، وهذا اللحن يغير المعنى؛ لأن كسر الكاف يعني أنَّ المخاطب أنثى حاشَ لله تعالى.

إشباع الفتحة في كاف (إِيَّاكَ)، بحيث تصبح ألفاً (إِيَّاكَا).

السكت بعد الألف في (إِيَّاكَ)، بحيث تصبح كأنها (إِيَّا).

تفخيم النون في (نَعْبُدُ).

عدم الإتيان بصفة التوسط في العين في (نَعْبُدُ).

قلقلة حرف العين في (نَعْبُدُ).

قلب حرف العين إلى همزة مع غنة في (نَعْبُدُ).

عدم تحقيق حركات الضم في (نَعْبُدُ).

المبالغة في ضم حرف الدال في (نَعْبُدُ)، فتصبح كالواو المدية.

كسر الدال في (نَعْبُدُ).

قلقلة الدال أو تسكينها في (نَعْبُدُ).

تفخيم النون أو السين أو التاء في (نَسْتَعِينُ).

عدم بيان الهمس في حرف السين في (نَسْتَعِينُ).

إشباع الفتحة في تاء (نَسْتَعِينُ)، بحيث تصبح ألفاً (نَسْتَاعِينُ).

قلب حرف العين إلى همزة في (نَسْتَعِينُ).

الإتيان بغنة في حرف الياء المدية في (نَسْتَعِينُ).

قلقلة حرف النون عند الوقف عليها في (نَسْتَعِينُ).

عدم إظهار حرف النون بعد الياء المدية في (نَسْتَعِينُ)، فيلفظها (نَسْتَعِي).

المبالغة في نطق حرف النون عند الوقف عليه في (نَسْتَعِينُ)، فيصبح كأنه حرف مشدد.

 

سابعاً: الأخطاء في قوله تعالى: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ".

تفخيم همزة الوصل في (اهْدِنَا).

فتح همزة  الوصل في (اهْدِنَا). وهذا اللحن يغير المعنى؛ لأن معنى (أهْدِنَا): أعطنا هديِّة، أما (اِهْدِنَا): يعني دلنا عليه ووفقنا إليه.

قلب الهاء إلى همزة أو حاء في (اهْدِنَا).

عدم الإتيان بصفة الهمس في الهاء في (اهْدِنَا).

عدم تحقيق كسرة الدال في (اهْدِنَا).

تفخيم النون والألف في  (اهْدِنَا).

قلب الصاد إلى سين في (الصِّرَاطَ)، وهذا في رواية حفص عن عاصم ومن يوافقه[2]؛ ذلك أنَّ كلمة الصراط تقرأ بالسين وفق رواية قنبل عن ابن كثير ورواية رويس عن يعقوب.

المبالغة في تفخيم الصاد في (الصِّرَاطَ).

إشباع كسرة الصاد في (الصِّرَاطَ)، فتصبح كأنها ياء مدية (الصيراط).

ترقيق الراء في (الصِّرَاطَ).

قلب الطاء إلى تاء في (الصِّرَاطَ).

تفخيم الميم وعدم تحقيق ضمتها في (الْمُسْتَقِيمَ).

عدم الإتيان بصفة الهمس في السين في (الْمُسْتَقِيمَ).

قلب السين إلى صاد في (الْمُسْتَقِيمَ).

قلب التاء إلى طاء في (الْمُسْتَقِيمَ).

خلط القاف بكاف أو غين في (الْمُسْتَقِيمَ).

 

الإتيان بغنة في حرف الياء المدية في (الْمُسْتَقِيمَ).

عدم إظهار حرف الميم بعد الياء المدية في (الْمُسْتَقِيمَ)، فيلفظها (نَسْتَعِي).

المبالغة في نطق حرف الميم عند الوقف عليه في (الْمُسْتَقِيمَ)، فيصبح كأنه حرف مشدد.

 

ثامناً: الأخطاء في قوله تعالى: "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ".

قلب الصاد إلى سين في (صِرَاطَ) وفق رواية حفص عن عاصم ومن يوافقه.

المبالغة في تفخيم الصاد في (صِرَاطَ).

ترقيق الراء في (صِرَاطَ).

قلب الطاء إلى تاء في (صِرَاطَ).

تفخيم اللام في (الَّذِينَ).

النطق باللام قريبة من النون في (الَّذِينَ).

قلب الذال إلى زاي في (الَّذِينَ).

عدم تحقيق همزة القطع في (أَنْعَمْتَ)، فيقرأها محذوفة فتصبح (الذينعمت) أو مسهلة (الذين آنعمت).

عدم إظهار النون الساكنة في (أَنْعَمْتَ).

قلقلة النون في (أَنْعَمْتَ).

نطق العين قريبة من الهمزة أو الهاء أو الحاء في (أَنْعَمْتَ).

ضم التاء أو كسرها في (أَنْعَمْتَ)، وهذا لحن يغير المعنى، فإذا ضُمَّت التاء أصبح المعنى أنَّ القارئ هو المُنعِم، وإذا كُسِرت أصبح المُخاطَب أنثى حَاشَ لِلَّهِ تعالى.

إضافة حرف مد بعد التاء في (أَنْعَمْتَ) بحيث تصبح (أَنْعَمْتَا).

نطق العين قريبة من الهمزة في (عَلَيْهِمْ).

مد حرف اللين في (عَلَيْهِمْ).

عدم تحقيق كسرة الهاء في (عَلَيْهِمْ)، وذلك وفق رواية حفص عن عاصم ومن يوافقه[3].

قلقلة الميم في (عَلَيْهِمْ).

ترقيق الغين في (غَيْرِ).

خلط الغين بقاف أو خاء في (غَيْرِ).

تفخيم الياء والراء في (غَيْرِ).

مد حرف اللين في (غَيْرِ).

تفخيم الميم في (الْمَغْضُوبِ).

قلقلة حرف الغين في (الْمَغْضُوبِ).

خلط الغين بقاف أو خاء في (الْمَغْضُوبِ).

 

المبالغة في تفخيم الغين أو ترقيقها في (الْمَغْضُوبِ).

قلب الضاد إلى دال في (الْمَغْضُوبِ).

تفخيم الواو في (الْمَغْضُوبِ).

إطالة زمن المد الطبيعي في (الْمَغْضُوبِ) عن حركتين.

عدم تحقيق كسرة الباء في (الْمَغْضُوبِ).

إخفاء الميم في (عَلَيْهِمْ وَلَا).

تفخيم الواو واللام في (وَلَا).

قلب الضاد إلى ظاء أو طاء أو دال في (الضَّالِّينَ).

عدم تفخيم الضاد وعدم مراعاة صفة الاستطالة فيها في (الضَّالِّينَ).

الإتيان بالهمس في الضاد في (الضَّالِّينَ).

عدم الإتيان بالمد اللازم (6) حركات في (الضَّالِّينَ).

تفخيم اللام في (الضَّالِّينَ).

المبالغة في تشديد اللام (الضَّالِّينَ).

الإتيان بغنة في حرف اللام والياء المدية في (الضَّالِّينَ).

قلقلة حرف النون عند الوقف عليها في (الضَّالِّينَ).

عدم إظهار حرف النون بعد الياء المدية في (الضَّالِّينَ).

المبالغة في نطق حرف النون عند الوقف عليه في (الضَّالِّينَ)، فيصبح كأنه حرف مشدد.

 

تاسعاً: الأخطاء في التأمين (قول: ءامين):

    إن كلمة (ءامين) من أسماء الأفعال وتعني: اللهم استجب، وقولها بعد قراءة الفاتحة من السنن المؤكدة[4]، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (رواه البخاري).

    غير أنَّ التأمين ليس من القرآن؛ ولذا استحب العلماء أن يفصل بين آخر الفاتحة وقول (ءامين) بسكتة لطيفة.

 

    وإنَّ من الأخطاء الشائعة في نطقها:

تشديد الميم فيها، والصحيح أنها تقرأ بمد الألف أو قصرها ولكن مع تخفيف الميم[5].

تفخيم الألف فيها.

الإتيان بغنة في حرف الياء المدية.

قلقلة حرف النون عند الوقف عليها.

عدم إظهار حرف النون بعد الياء المدية، فيلفظها (ءامي).

المبالغة في نطق حرف النون عند الوقف عليه، فيصبح كأنه حرف مشدد.

 

 

فوائد:

إن من الأخطاء العامة المشهورة عند بعض القراء في تلاوة سورة الفاتحة ما يأتي:

عدم تسوية أزمنة المدود: فمثلاً تارة يمد المد العارض للسكون حركتين، وتارة أربع حركات، وتارة ست حركات، والصحيح أنَّه لا بد من تسوية أزمنة المد الواحد في التلاوة الواحدة.

قال الإمام ابن الجزري في منظومة المقدمة: "وَاللَّفْظُ فِي نَظِيرِهِ كَمِـثْـلِهِ" أي: إنه إذا قرأ القارئُ بحرفٍ مثلاً، ثم مرَّ معه غيرُه مثله، فعليه أن ينطق بالحرفِ الثاني كما نطق بالأوَّل، وهذا ما يسمَّى بتوحيد المنهج أو السَّير على نهجٍ واحد في القراءة، ويدخل في ذلك مثلاً المدُّ، فإذا مرَّ القارئُ على كلمة فيها مدٌّ عارِض للسكون ككلمة (العالمين) ومدَّها أربعَ حركاتٍ، ومن ثمَّ مرَّ على كلمةٍ غيرها فيها مد عارض للسكون ككلمة (الرحيم)؛ فإنَّه ينبغي على القارئ -وفقًا لهذه القاعدة- أن يمدَّها أربعَ حركات من غير زيادة ولا نقص.

ترعيد المدود: بحيث يأتي القارئ بالاهتزاز والاضطراب في المد رغبة في تحسين الصوت، وهذا الترعيد مذموم؛ لأن فيه زيادة حروف.

قصر المدود أو المبالغة فيها: فبعض القراء يقصر المد الطبيعي عن حركتين، أو يزيده، وبعضهم يجعل المد اللازم أربع حركات أو يزيده عن ست حركات، وهذا كله لا يجوز، والواجب الالتزام بمقدار المدود حسب أحكام الرواية التي يقرأ بها القارئ.

الإتيان بالغنة عند النطق بحرف المد: فينبغي على القارئ أن يراعي عند النطق بحروف المد الثلاثة (الألف والواو والياء) ألَّا يصحبها بغنة. ويمكن للقارئ أن يختبر هذا اللحن (الخطأ) لديه بأن يمسك أنفه، ويقرأ الكلمة التي بها حرف مد، فإن اختلف الصوت عن الحالة الطبيعية علم أن عنده هذا اللحن، وعليه أن يتخلص منه.


تنبيه هام:

اُبتُلِيَ بعض المسلمين بالوسوسة الزائدة في الصلاة، فتجد أحدهم يعيد قراءة الفاتحة أكثر من مرة بمجرد شعوره أنه أخطأ في قراءتها، وإذا أخطأ في كلمة يعيد الفاتحة من أولها، والصحيح أنه ثبت للمصلي يقيناً أنه أخطأ في آية من سورة الفاتحة أعاد هذه الآية ولا يلزم إعادة الفاتحة من أولها، ولا يعيد المسلم الفاتحة لمجرد الشك دون يقين جازم.

وعلاج الوسوسة بالإعراض عنها وعدم الالتفات لها، والاستعانة بالله على محاربتها، فهي تشكك المسلم في عباداته، وتكدِّر عليه صفو حياته، نسأل الله أن العفو والعافية والمعافاة التامة في الدين والدنيا والآخرة.

 

 

 

 

 

 

 


الخاتمة

تحدث هذا الكتيب المسمى بـــــ(هداية الألباب إلى إتقان فاتحة الكتاب)  عن أبرز أحكام هذه السورة العظيمة من حيث بيان عدد آياتها ومكان نزولها وفضائلها وأسمائها وحكم قراءتها في الصلاة وحكم صلاة من أخطأ فيها، وأبزر الأخطاء الشائعة في تلاوتها.

وإنَّي قد جمعت هذه المادة في ضوء ما كتبه من سبقني من أهل الفضل والعلم، وقمت بتقسيمها إلى محاور عدة، وركزت الحديث فيها على الأخطاء الشائعة في تلاوة سورة الفاتحة عند العرب والعجم، سائلاً الله عز وجل أن يجعل هذا الكتيب في ميزان حسناتي وحسنات والديَّ ومشايخي، وأن يجعله علماً يُنتفع به، وأن يكتب له القبول، وأن يرزقني ومن قرأ وعلَّم وتعلَّم من هذا الكتيب الإخلاص في النية والقول والعمل.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

والصلاة والسلام على سيدنا محمد r وعلى آله وصحبه أجمعين

والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

 

كتبه راجي رحمة الغفور/

محمد رفيق مؤمن الشوبكي

الاثنين: 14 أكتوبر 2019م

 الموافق: 15 صفر 1441هــ

 

 

 


الفهرس

 

 

    المقدمة

    المحور الأول: عدد آيات سورة الفاتحة

    المحور الثاني: مكان نزول سورة الفاتحة

    المحور الثالث: أسماء سورة الفاتحة

    المحور الرابع: فضائل سورة الفاتحة

    المحور الخامس: حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة

    المحور السادس: حكم صلاة من أخطأ في تلاوة سورة الفاتحة

    المحور السابع: الأخطاء الشائعة في تلاوة سورة الفاتحة

    الخاتمة

 



[1] قرأ الأئمة/ عاصم والكسائي ويعقوب وخلف العاشر بإثبات الألف في (مَالِكِ)، وقرأ باقي القراء وهم: نافع وابن كثير وأبو عمر البصري وابن عامر الشامي وحمزة وأبو جعفر بحذف الألف فتصبح (مَلِكِ). قال الإمام عبد الفتاح القاضي: "مالك يوم الدين  قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وخلف في اختياره بإثبات ألف بعد الميم لفظاً والباقون بحذفها".

[2] قال الإمام عبد الفتاح القاضي في كتابه البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة: " الصراط، وصراط. قرأ قنبل ورويس بالسين فيهما حيث وقعا. وقرأ خلف عن حمزة بالصاد مشمة صوت الزاي حيث وقعا كذلك. وقرأ خلاد مثل خلف في الموضع الأول خاصة وهو " اهدنا الصراط المستقيم " في هذه السورة. والباقون بالصاد الخالصة في جميع القرآن.

وكيفية الإشمام هنا أن تخلط لفظ الصاد بالزاي وتمزج أحد الحرفين بالآخر بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد ولا بزاي ولكن يكون صوت الصاد متغلبا على صوت الزاي كما يستفاد ذلك من معنى الإشمام. وقصارى القول في ذلك أن تنطق بالصاد كما ينطق العوام بالظاء ".

[3] قال الإمام عبد الفتاح القاضي في البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة: "(عَلَيْهِمْ): قرأ ابن كثير وأبو جعفر وقالون بخلف عنه –يعني له الوجهين- بضم ميم الجمع حالة الوصل مع وصلها بواو لفظاً -فتكون هكذا (عليهمو)- وهذا مذهبهم في كل ميم جمع بشرط أن يكون الحرف الذي بعدها متحركاً كما هنا، وإذا وقع بعدها همزة قطع نحو (عليكم أنفسكم) كانت عند هؤلاء المذكورين من باب المد المنفصل؛ وعليه يكون فيها لابن كثير وأبى جعفر القصر فقط ويكون لقالون القصر والمد ... وقرأ ورش بصلة ميم الجمع بشرط أن يقع بعدها همزة قطع كالمثال المذكور، وهى عنده أيضاً من قبيل المنفصل فيمد مداً مشبعاً على قاعدته كما سيأتى. وقرأ حمزة ويعقوب بضم الهاء وصلاً ووقفاً، والباقون –وهم أبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي وخلف العاشر- بكسرها كذلك".

[4] اتفق العلماء على أنه يسن للمنفرد والمأموم أن يقول : آمين ، فالمنفرد يؤمِّن بعد قراءته للفاتحة ، والمأموم يؤمن بعد قراءة الإمام.

وأما الإمام فقد ذهب جماهير العلماء إلى أنَّه يسن له أن يؤمِّن أيضاً، وهو مذهب الأئمة: أبي حنيفة والشافعي وأحمد، وإحدى الروايتين عن مالك .وقد دلت الأحاديث الصحيحة على هذا القول، وأن الإمام يؤمن جهرا .منها : قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا) ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : آمِينَ " (رواه البخاري ومسلم).

أما المأموم في الصلاة الجهرية، فقد ذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنه يؤمِّن سرًّا .وذهب الإمامان الشافعي وأحمد وبعض المالكية إلى أنه يؤمِّن جهراً، وهذا القول هو الصحيح، وعليه تدل الأحاديث والآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: " تَرَكَ النَّاسُ التَّأْمِينَ !، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ : غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ. رفع صوته فقال: آمِينَ " (رواه أبو داود، وقال عنه الألباني: معناه صحيح، فإن له شاهداً من حديث وائل بن حجر بسند صحيح).

ويستحب التأمين أيضاً لمن يقرأ الفاتحة خارج الصلاة، قال الإمام ابن كثير في تفسيره: " يُسْتَحَبُّ لِمَنْ قَرَأَ الْفَاتِحَةَ أَنْ يَقُولَ بَعْدَهَا: آمِينَ ... قَالَ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ: وَيُسْتَحَبُّ ذَلِكَ لِمَنْ هُوَ خَارِجُ الصَّلَاةِ، وَيَتَأَكَّدُ فِي حَقِّ الْمُصَلِّي، وَسَوَاءٌ كَانَ مُنْفَرِدًا أَوْ إِمَامًا أَوْ مَأْمُومًا، وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَال".

[5] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري :"التَّأْمِينُ مَصْدَرُ أَمَّنَ بِالتَّشْدِيدِ ، أَيْ: قَالَ آمِينَ ، وَهِيَ بِالْمَدِّ وَالتَّخْفِيفِ فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ وَعَنْ جَمِيعِ الْقُرَّاء". وقال الإمام القاري رحمه الله في مرقاه المفاتيح: "قَالَ: آمِينَ ، يَمُدُّ بِهَا أَيْ: بِالْكَلِمَةِ يَعْنِي فِي آخِرِهَا، وَهُوَ مَدٌّ عَارِضٌ، وَيَجُوزُ فِيهِ الطُّولُ وَالتَّوَسُّطُ وَالْقَصْرُ، أَوْ مَدٌّ بِأَلْفِهَا، فَإِنَّهُ يَجُوزُ قَصْرُهَا وَمَدُّهَا، وَهُوَ مَدُّ الْبَدَلِ، وَيَجُوزُ فِيهِ الْأَوْجُهُ الثَّلَاثَةُ أَيْضًا ".

وقال الإمام النووي في المجموع: " ففي (آمين) لغتان مشهورتان أفصحهما وأشهرهما وأجودهما عند العلماء آمين بالمد بتخفيف الميم وبه جاء الحديث، والثانية أمين بالقصر وبتخفيف الميم حكاها ثعلب وآخرون، وأنكرها جماعة على ثعلب وقالوا: المعروف المد وإنما جاءت مقصورة في ضرورة الشعر وهذا جواب فاسد لأن الشعر الذي جاء فيها فاسد من ضرورية القصر. وحكى الواحدي لغة ثالثة بالمد والإمالة مخففة الميم وحكاها عن حمزة والكسائي وحكى الواحدي آمين بالمد أيضاً وتشديد الميم، قال: روي ذلك عن الحسن البصري والحسين أبي الفضل. قال: ويؤيده أنه جاء عن جعفر الصادق أن تأويله قاصدين إليك وأنت الكريم من أن تخيب قاصداً. وحكى لغة الشدة أيضاً القاضي عياض وهي شاذة منكرة مردودة، ونص ابن السكيت وسائر أهل اللغة على أنها من لحن العوام، ونص أصحابنا في كتب المذهب على أنها خطأ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق